×
آخر الأخبار
حملة حوثية "جديدة" لاستقطاع ونهب أراضي مواطنين غربي "صنعاء" رابطة حقوقية تدعو إلى إعلان 18 أبريل يومًا وطنيًا للمختطفين في "اليمن" قيادي حوثي يواصل احتجاز نجل صحفي في "إب" تعز: مقتل مسن برصاص المليشيا الحوثية في منطقة الشقب ما وراء العزوف عن تداول العملة المعدنية "الجديدة" في صنعاء؟ مستجدات المنخفض الجوي.. وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات في حضرموت أضرار واسعة جراء المنخفض الجوي في حضرموت صحته في أسوأ.. القاضي قطران من "معتقله": انقذوني من "الموت" مركز حقوقي: اختطاف وتعذيب "الحوثي" للخبراء التربويين يستدعي التحقيق "المحايد" خلال نصف شهر.. المليشيا الحوثية تدفن 19 من عناصرها قتلوا في ظروف غامضة

"الغدير" كمناسبة سياسية

الأحد, 01 أكتوبر, 2017 - 06:17 مساءً


"مافيش" حاجة اسمها الحكم لنا باسم الدين، يا كائنات الغدير.. هذا اسمه أسوأ استغلال سياسي للدين، وجعله أداة لاستلاب وقهر الشعوب، لصالح عشيرة مشتتة، تزعم قداستها وترفض الإندماج في الأوطان التي هاجرت إليها، كما تتعالى على الشعوب وترفس وترفض أحلامها بالمواطنة المتساوية.
 
والحال أن عيد الغدير مناسبة سلالية سياسية، لا تمت لأحلام وهموم اليمن واليمنيين بأي صلة.
 
ولتتخيلوا لو أن حديث الغدير -بحسب المفهوم الشيعي المتطرف- قد جاء به الرسول محمد ، بداية دعوته للإسلام وليس قبل وفاته! ..ثم بحسب المفهوم السني المتطرف أيضا تخيلوا لو انه قال أوصيكم ان تكون الخلافة بعد موتي في قريش!..وفقا لذلك تخيلوا كيف كان سيتعامل مجتمع مكة والمدينة مع الأمر بداية الدعوة ! .
 
بالتأكيد آمن الأنصار والمهاجرين حينها بمحمد كرسول لا كصاحب سلطة تورث قبليا أو سلاليا حتى نهاية العالم .!
 
ولئن افترضنا أن ذلك كان مشروع محمد فالأرجح أن قريش ستبرر رفضها للنزعة الهاشمية بمبررات شتى كما أن العرب لن يستسيغوا عصبية قريش المحمولة على دين سيكون متناقضا مع مضمونه آنذاك !
 
ثم أليس الرسول نفسه هو من رفض عرض قريش المغري بعدما أرادت أن تمنحه قيادتها على أن يكف عن التبشير بالإسلام.!
 
أليست المساواة والشورى والعدل أساسيات الاسلام.
 
لكن للأسف ثمة مفاهيم تم فرضها على الإسلام من بعد موت الرسول وهي التي شقت الاسلام من الداخل كما أرادت  تحويله من مشروع رحمة توحيدية عالمية إلى مشروع هيمنة قبلية و سلالية .!
 
إن أزلام السلالية والقبلية بإسم الإسلام اليوم، يقفون على أرضية واحدة مع الذين كانوا رفضوا جعل الآلهة إلها واحدا قبل الإسلام !. والمؤسف استمرار هذا المرض العصبوي المخالف لجوهر الاسلام .
 
"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى".
 
قالوا له :"جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد شرفًا سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا، وإن كان الذي يأتيك رئيًا من الجن لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى".‏
 
 
ليكون رده العذب والنابه : "ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتابًا، وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالة ربي، ونصحتُ لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم".
 
أعني أن الرسول محمد نجح في إكمال مساره بالشورى لا بالعصبية ، وبإيجابية الإنتماء الإنساني العابر لسلبيات روابط القربى ..بمعنى آخر مافيش في الإسلام الإلهي-دعوكم من الفقهيات المتطرفة سنيا وشيعيا باسم الإسلام- حاجة إسمها ولاية عهد أو وصاية  أو قرناء قرآن أو أعلام هدى أو أصحاب لحوم مسمومة.. كذلك كان الإنتماء الإختياري الحر للإسلام قائما على أساس المساواة في الإنتماء ، وتحديدا جاء الاسلام ضد الهيمنة العشائرية ما بالكم بهيمنة مفاهيم التوريث على أساس الأنساب. !
 
وأما من يزعم الولاية والخلافة وفق مقاييس بشر في زمنهم ذاك مع الفارق الشاسع بين الماضي والآن نذكرهم فقط ان كتاب الله المحفوظ في هذا السياق ابدا ما دعى لتمييز بين عرب وعجم أو بين قرشية وهاشمية ويمانية وشآمية واموية وعباسية  وعثمانية  إلخ.
 
ثم بما أن الولاية ضد المواطنة المتساوية،   وبما أن هناك من يراها عقيدة،  والمشكلة انه يريد يفرضها بالقوة على الآخرين ، وتحديدا على غالبية المجتمع رافضا الديمقراطية لأنه يؤمن ان أمر السلطة قد حسم في الغدير قبل 1400سنة ..فإن هذا يعني استمرار خراب الدين وتواصل تمزق الوطن لايوم القيامة .
 
لذلك كونوا مواطنين ..نرجوكم.. وكفى.
 
والشاهد أن مناسبة الغدير تحولت إلى مناسبة سياسية برداء ديني.. أو بمعنى آخر أحترم علي و لا أحترم الولاية السلالية لأن فيها استبدادا  واستخفافا بالمساواة.
 
وإذا كان الرسول محمد قد قال "من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" وان "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما يدور".. فهل يعني هذا بأنه حدد وريثا له.. أو إماما. .ثم أين علي اليوم!
 
ثم كيف تحول الامر إلى توريث نسل علي سلطة سياسية أو حتى دينية إحتكارية بإسم الدين .
 
لن أخوض في مسألة أبو بكر وعمر وعثمان فعلي قبل بحكمهم رغم كل شيء.. وكان رابعهم كرم الله وجهه. وتلك أمة قد خلت.
 
لكني ضد تكفيركم و مع حريتكم في الاعتقاد ..الاعتقاد الذي لا يمس اعتقاد وحرية الآخرين أيضا ولا يراهم في ضلالة لأنهم لم يؤمنوا بالولاية .
 
على أن الإسلام ليس بدين لصالح أسرة ولا يوجد في القرآن حق إلهي في الحكم.. كما ان النواهي والأوامر إلهية لا غيرها.. ومع تقديري لمشاعر الرسول تجاه علي الذي اكن له كل حب إلا أن المسألة ليست أبدية وعقيدية وهنا الكارثة وهي رأي شخصي بلا إكراه ..  وأما اليوم فنحن في عالم يحتاج التخفف من إثارة النعرات وليس العكس.  كما تجاوز العصر أفكار وأنظمة تلك المرحلة وظروفها .
 
وليس فيما ينسب لعلي من عداوة وبغضاء واحقاد على ابوبكر وعمر وعثمان من دليل أكيد سوى ما يهذي به بعض المتطرفين ..اما هم فقد اختلفوا في وجهات نظر وآراء سياسية وهم بشر يخطئون ويصيبون . لكن لا يعقل استجرار مرحلتهم وما تتضمنه من محمولات شقاقية في المجتعات وعدم مغادرتها.
 
المهم.. حتى لو كان الإمام علي رسولا يوحى إليه وانزل عليه كتاب كريم وليس مجرد ابن عم للرسول وزوج بنته يبقى اعتبار توريث سلالته بمثابة عقيدة عبارة عن شيء لا اتصوره ولا يمكن أن يستساغ.
 
* نقلاً عن المصدر أونلاين


اقرأ ايضاً