×
آخر الأخبار
تشييع مهيب لجثمان الشيخ "الزنداني" في مدينة إسطنبول مسؤول حكومي: مليشيا الحوثي عمدت إلى إدخال المبيدات المسمومة والمسرطنة إلى اليمن الصحفي "المنصوري": المدعو (عبدالملك الحوثي) هو المتهم الأول والأخير في تعذيب المختطفين فرضاً لملازم الهالك حسين الحوثي.. قيادة جامعة صنعاء تهدد آلاف الطلاب بالحرمان من "التخرج" الحكومة اليمنية تدعو لتعاطي أممي جديد مع "تصعيد" الحوثيين علماء وهيئات إسلامية ينعون العلامة عبد المجيد الزنداني اصلاح أمانة العاصمة ينعي الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني الإصلاح ينعي الشيخ الزنداني ويؤكد "خسرت اليمن قائد وطني سخر حياته للشعب حاملا لقضاياه ومدافعا عن حقوقه" رئاسة الجمهورية تنعي الشيخ عبد المجيد الزنداني  خلال أقل من اسبوع.. مليشيا الحوثي تدفن 22 من عناصرها بصنعاء

خرافة الاصطفاء العرقي.

الخميس, 05 يوليو, 2018 - 07:40 مساءً

يتشبث صاحب الضمير الرديء بأي ذريعة للحصول على مصلحة شخصية، حتى لو كانت ذريعة وهمية، وحتى لو كذب على الله نفسه.
وأصحاب عقيدة الاصطفاء العرقي لليهود والهاشميين هم أكثر من كذب على الله في التاريخ الديني وتسببوا بذلك في خراب عظيم للشعوب التي خالطتهم.
ولأن الأكاذيب الدينية تحتاج إلى نصوص دينية فقد مارس أصحاب هذه العقيدة كل أنواع البلف والدجل لإثبات عقيدتهم بشواهد من الدين، فعذبوا بعض النصوص القرآنية لاستنطاقها بما تهوى أنفسهم، واخترعوا نصوصا أخرى موازية لها لسد ثغرات التأويل الناتج عن تعذيب النصوص القرآنية.
من تلك النصوص التي تعرضت للاستنطاق القسري تحت التعذيب قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض (آل عمران). ومع أن الآية تتحدث عن اصطفاء وظيفي لبعض الأشخاص، إلا أن القوم وجدوها ذريعة لجعل الآية شاهداً ودليلاً على عقيدة الاصطفاء العرقي التي يطلبونها، والزعم بأن الله اصطفى سلالة بعينها لا أشخاصاً بأعيانهم لوظيفة محددة. ولأن نسيج الكذب مهلهل فقد ظلوا يرقعونه برقعة من هنا ورقعة من هناك لسد تناقضاته ومشكلاته. وهذه بعض مظاهر الهلهلة والتناقض في هذه العقيدة:
 
أولا: إذا كان الاصطفاء الإلهي في الآية لعرق وسلالة كما يزعمون فهذا يعني أن جميع ذرية آدم وجميع ذرية نوح وإبراهيم وعمران داخلون في هذا الاصطفاء بحسب الآية. وفي هذه الحالة تكون البشرية بكاملها داخلة في هذا الاصطفاء المذكور، ولا ميزة لأحد على أحد.
 
ثانياً: إذا قالوا إن الاصطفاء لآدم ونوحا لشخصيهما فقط دون ذريتهما لعدم ورود كلمة "آل" معهما كما وردت مع إبراهيم وعمران، فهذا يعني أن الاصطفاء يشمل جميع ذرية إبراهيم وفيهم كفار قريش وكفار بني إسرائيل والمنحرفون والفاسقون والشواذ جنسيا من هذه السلالة. وهذا كلام ساقط لا يستحق النقاش. فإذا قالوا إن الاصطفاء خاص بالصالحين من هذه الذرية فقط، فقد أسقطوا دعوى الاصطفاء العرقي تماماً، لأن معيار الاصطفاء قد اختلف وأصبح معيارا كسبياً لا وراثياً، والمعيار الكسبي حق للبشرية كلها. فما بالك إذا كان الصالحون من هذه الذرية أقلية قليلة في التاريخ.
 
ثالثاً: إذا كان هناك اصطفاء عرقي كما يزعمون فينبغي أن لا يبدأ من عند إبراهيم عليه السلام بل من عند أبيه آزر الذي كان يصنع الأصنام ويعبدها، لأن ذرية آزر هي التي انبثق منها معظم أنبياء الشرق الأوسط، فلوط عليه السلام مثلا ليس من ذرية إبراهيم بل من ذرية آزر. وبهذا يكون آزر هو المبارك الأول وليس إبراهيم!، أو يصبح من آل إبراهيم كما أصبح هاشم من آل محمد عند البعض، في عملية عكسية للعرف والشرع، وكل هذه حيل كوميدية لا تجدي شيئاً أمام نور الحقيقة.
 
رابعاً: إذا كان الاصطفاء عرقياً فلماذا خصت الآية آل عمران بالاصطفاء مع أنهم من ذرية إبراهيم؟ ألم يكن كافياً أن يذكر آل إبراهيم ليشمل جميع ذريته بما فيهم آل عمران؟!.
 
خامساً: إذا قالوا إن اصطفاء آل عمران كان زيادة في البيان فلماذا لم يذكر آل محمد في الآية، أليسوا بحاجة إلى بيان أكثر من غيرهم ما داموا - كما يزعمون - من نسل آخر الأنبياء وأعظمهم؟!. لماذا أهمل القرآن كل عقائد الشيعة فلم يذكرها بنص صريح، مع أنه ذكر نملة سليمان وكلب أصحاب الكهف، والخلخال في رجل الجارية؟!.
 
سادساً: لقد نص القرآن على اصطفاء طالوت ملكاً لبني إسرائيل، فهل كان الاصطفاء هنا عرقياً أم وظيفياً؟. إذا قالوا إنه اصطفاء عرقي فلماذا لم يختره من البداية قبل أن يطلب بنو إسرائيل من نبيهم ملكاً؟. وكيف يصطفيه وهو من سلالة إبراهيم المصطفاة أصلاً بزعمهم؟. وإذا كان الاصطفاء لعرق فلماذا اختار الله طالوت ولم يختر أحد النبيين المعاصرين له: صموئيل وداود؟! هل كان طالوت أشرف نسباً من نبي الله داود ونبي الله صموئيل؟!. وإذا كان الله قد اصطفاه بمعيار الخلق الرفيع فلماذا قاتل نبي الله داود وطارده ليقتله سنين عدداً كما تحكي التوراة؟!. وهل كان طالوت أعظم خلقاً من أنبياء زمنه؟!.
وإذا قالوا - مضطرين - إن الله اصطفى طالوت اصطفاء وظيفياً لا عرقياً، فلماذا يخصون طالوت بالاصطفاء العرقي ولا يقولون بذلك مع آل إبراهيم وآل عمران؟!. ألا يدل ذلك على أن المقصود بآل إبراهيم وآل عمران ذريتهم المباشرة التي اختارها الله لوظيفة النبوة وتلقي الوحي؟!.
 
سابعاً: أين هي الشواهد الواقعية الدالة على أن الله كان حكيماً عندما اصطفى هذه الذرية كلها ليوم الدين؟!. ما الميزة التي في أفرادها ولا توجد في غيرهم؟. هل هم الذين ابتكروا العلم الحديث؟ هل هم الذين أنتجوا التراث الفلسفي والأدبي والفني العظيم؟. هل منهم خرج مشاهير العباقرة والأذكياء الأدباء والفنانيين والمخترعين والمشرعين، إلخ الذين أثروا العقل البشري؟. إذن ما الحكمة الإلهية من اصطفاء هذه السلالة التي تسببت في أطول نهر دماء في تاريخنا الإسلامي؟!
 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عصام القيسي