×
آخر الأخبار
 فرنسا تؤكد استعدادها لدعم الحكومة اليمنية في القطاعات الانتاجية   مأرب.. الوحدة التنفيذية تسجل 535 حريقا في مخيمات النزوح الصرف الصحي ..كيف جعلتها مليشيا الحوثي معضلة تهدد سكان صنعاء ؟ حريق يلتهم عدد من المحلات التجارية بصنعاء القديمة مدير "وطن التنموية": نفذنا مشاريع متعددة ومتميزة خلال رمضان   الحوثي يتهرب ويرفض الكشف عن مصير السياسي المختطف "محمد قحطان"   صنعاء.. نجل القاضي "قطران" يدعو لإنقاذ حياة والده المختطف في السجون الحوثية مقابل تخمة الحوثي.. الفقر وغلاء الأسعار "يصادران" فرحة "العيد" على سكان "صنعاء" صنعاء.. إطلاق سراح رئيس نادي المعلمين من السجون الحوثية مركز الملك "سلمان" يدشن توزيع مشروع زكاة الفطر في اليمن

تنامي ظاهرة التسول بالعاصمة صنعاء إلى أين؟

العاصمة أونلاين - خاص


الاربعاء, 27 ديسمبر, 2017 - 09:48 مساءً

أسفرت الأوضاع المتدهورة التي تمر بها أمانة العاصمة صنعاء منذ انقلاب الحوثي في سبتمبر 2014م عن تنامي كبير في ظاهرة التسوّل التي غدت من أكثر الظواهر والمشكلات الإجتماعية خطورة التي برزت بقوة، حتى اعتبرها البعض كارثة اقتصادية وإنسانية كبيرة فأعداد المتسولين تتكاثر بشكل مهول، منتشرة في الشوارع والميادين العامة والخاصة وفي المساجد وفي قاعات ومخيمات المناسبات الاجتماعية.
 
وذكر أكاديميون وخبراء أن أعداد المتسولين وصلت الى أكثر من "90 ألف" شخص بسبب موجات النزوح وتفشي البطالة وانقطاع المرتبات عن موظفي الدولة وانقطاع مصادر الدخل لدى غالبية الأسر، هذا العدد يمثل ثلاثة أضعاف آخر الإحصائيات العلمية الصادرة عن أكاديميين بجامعة صنعاء قبل انقلاب 2014م، والتي قدرت عدد المتسولين إلى نحو 30 ألف طفل وطفلة دون سن الـ18، ولا يشمل هذا العدد كبار السن من الذكور والإناث الذين خرجوا للتسوّل تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع  وأن تزايد عدد المتسولين في أمانة العاصمة ينذر بكارثة خطيرة حيث أن تلك الظاهرة تعزز من مخاوف وقوع مجاعة جماعية.
 
ويختزل واقع الطفل "وليد فرحان" ذو الثانية عشرة عاماً، جزء كبير من قضية تزايد عدد المتسولين فوليد قبل الحرب كان يمارس حقه في التعليم ويتواجد في الفصل الدراسي بمدرسة الموشكي بحي مذبح وسط العاصمة صنعاء، ولكن بعد أن وجد وليد عائلته غير قادرة على الإستمرار في الحياة  اضطر للبحث على مهنة تساعده في توفير لقمة العيش وتوفير جزءا من إيجار المنزل يقول وليد: "عائلتي مكونة من سبعة أفراد أنا أكبر إخوتي ،كنا نعيش مستوري الحال و كان أبي يعمل بائعا متجولا يبيع الفواكه بعربيته الصغيرة لكنه من بعد أن أصيب بجلطة في الدماغ قبل عام، سببت له الجلطة شلل نصفي جعلته لم يعد قادراً على العمل وأصبح بحاجة إلى أدوية وجلسات علاجية دائمة، تراكمت علينا إيجارات المنزل الذي نسكن فيه وطالبنا صاحب المنزل إخلاء الشقة والخروج منها وتسديد ماعلينا من ايجارات".

ويضيف الطفل وليد: “ توقفت عن الدراسة وحاولت أن أبيع الفواكه كما كان يعمل أبي وذات يوم وأنا في شارع الستين تهجم عليا أشخاص وسرقوا مني العربية والفواكه التي كانت بداخلها وخسرنا كل ما لدينا، سعيت جاهدا ليلا نهارا في البحث عن عمل ولم أجد، واضطريت أن "أشحت" حتى أجد ما يسد رمق أسرتي.
 
ويشكو وليد بحسرة من أنه لا يجني الكثير من المال كون أغلب الناس الذي يمد لهم يده طالباً مساعدته غير قادرين على مساعدته الا بمبالغ قليلة لا تتعدى الخمسين ريالا في أغلب الأوقات.
 
كما أن المليشيات الإنقلابية أظهرت عجزها التام عن الاستمرار في تقديم المساعدات التي كانت تقدمها الحكومة اليمنية للفقراء والمعوزين في إطار صندوق الرعاية الإجتماعية قبل الإنقلاب عليها، كما أظهرت عجزها وتنصلها من دفع مرتبات الموظفين للعام الثاني على التوالي رغم أن عائدات المشتقات النفطية والإتصالات وغيرها من الخدمات والمرافق التي تسيطر عليها تفوق ما يتوجب عليها دفعه من مرتبات ومستحقات الموظفين القانونية.
 
في ذات السياق يقول محمد الغنامي مدير صندوق الرعاية الإجتماعية بمديرية التحرير إحدى مديريات أمانة العاصمة  أن صندوق الرعاية الإجتماعية يعاني من صعوبات في توفير المعونات والمساعدات المالية التي كانت تصرف للفقراء والمعوزين قبل بدء الحرب، واليوم بالكاد يساهم الصندوق بالتنسيق مع منظمات ومشاريع محلية وعالمية كمشروع التغذية المدرسية وغيره  بتوفير سلال غذائية على الفقراء التي لم تصرف لهم مساعدات مالية نقدية.
 
ويضيف الغنامي أن منظمات دولية ساهمت مؤخرا في صرف جزء يسير من المرتبات المتأخرة التي كانت مقررة للفقراء والمساكين بموجب القانون ونحن متفائلون أن يستمر مثل هكذا دعم في قادم الأيام.
 
و ذكر ناشطون ردا على "الغنامي" أن مليشيا الحوثي تتظاهر بالعجز والعوز بأن دورها مقتصر على مجرد تنسيق لمشاريع لا تصل لمستحقيها بل تبيعها المليشيات للتجار أو تقوم بتوزيعها على أنصارها لتتفاقم مأساة المواطن أضعافا مضاعفة وتزداد أعداد المتسولين في كل شارع ، وأضاف ناشطون أن ما يشيد به الغنامي على صرف مبالغ بسيطة لفقراء ومحتاجين تطلب ذلك منهم الوقوف في طوابير ليال وأيام وقضت فيها أرواح بسبب شدت الزحام والخلافات، وحتى كثيرا من هذه الأسماء لم تحصل على شئ سوى الإذلال والمهانة.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير