×
آخر الأخبار
من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي إصلاح أمانة العاصمة ينعى عضو الدائرة الاقتصادية "سنان الريه" صلاة التراويح في صنعاء.. بين مضايقات المليشيا وإصرار "المواطنين" على أدائها

الثورة الشعبية والقضية الجنوبية.. تفاعل يصنع المستقبل (تحليل خاص)

العاصمة أونلاين/ خاص/ فؤاد مسعد 


الجمعة, 09 فبراير, 2018 - 11:10 مساءً

العاصمة المؤقتة عدن

تراكمت أخطاء النظام السابق وخطاياه لتدفع بجموع الشعب اليمني إلى الاحتجاج في أكثر من صورة وأكثر من شكل، وكان ثمة أمل أن يستوعب صالح وأركان حكمه دروس المجانية التي كانت تتوارد من داخل البلد وخارجه لكن من شب على الفساد شاب عليه، ولم يعد بمقدور اليمنيين سوى الثورة لاجتثاث الفساد وعصابته الحاكمة بعد ثلاث وثلاثين سنة.

جاءت الثورة الشعبية في مثل هذا اليوم الخالد انتصارا للإرادة الوطنية التي قررت إسقاط النظام الاسن، كأول هدف من أهداف الثورة، يليه بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تعد حلما نبيلا لأجيال اليمن منذ فجر ثورته الخالدة في سبتمبر وأكتوبر قبل ما يربو على نصف قرن.

وما يجب استحضاره هنا أن الثوار اليمنيين وهم يسقطون نظام صالح بكل مخلفاته سيئة الذكر، لم يغب عن أذهانهم فداحة ما خلفه النظام الساقط من جراح غائرة وأزمات لا نهاية لها. كانت القضية الجنوبية أكثر جراح الوطن نزيفا.. وكانت ملابساتها وظروفها تجعل منها أبرز الأزمات السياسية والاجتماعية بفعل ما الحقه صالح وفاسدو نظامه في النسيج الوطني، الأمر الذي يجعل للقضية الجنوبية خصوصيتها التي لا تقبل التسويف والتأجيل والمماطلة، وهو أمر أدركته قوى الثورة أحزابا وكيانات ومكونات ونخب.

وكما حضرت القضية الجنوبية في وجدان الثورة وعقلها المفكر.. حضرت الثورة والقوة نفسها في ميادين الكرامة وساحات الحرية بعدن وحضرموت كما في صنعاء وتعز، وفي شبوة وأبين كما في مأرب واب.

وحين بدأت قوى الثورة المضادة تعمل على استخدام كل أوراقها في الحرب على الثورة والثوار سعت جاهدة لإثارة النعرات المناطقية كمقدمة لإيجاد شرخ في بنيان الثورة المرصوص اعتمادا على تركة هائلة من المساوئ والكوارث التي اجترحتها أدوات الفساد والاستبداد في نظام صالح، وكان منها القضية الجنوبية حين حاول أن يتبرأ من تبعاتها وتداعياتها كما لو كانت قد نشأت واتسعت رقعتها بمحض الصدفة، وليس بفعل ممارسات اذكت نار الغضب واشعلت نيران الرفض بعدما وصلت المظالم حدا لم يعد القبول به ممكنا حين أعلن الحراك الشعبي الجنوبي عن نفسه عبر سلسلة متواصلة الحلقات من الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المحافظات الجنوبية.

وتصدرت قضية الجنوب كافة الرؤى التي انتجتها الثورة منذ انطلاقتها وعلى امتداد مسيرتها وفي كافة مراحلها، ورغم محاولات التشويش على هذا الحضور إلا أنه بقي أكبر من تلك المحاولات الحمقاء، وبقي الاهتمام بالقضية الجنوبية الحاضر الأبرز في كافة ادبيات الثورة والتزامات المكونات السياسية والثورية،وبالقدر نفسه شرعت التغييرات السياسية التي اعقبت الفعل الثوري تحفر الجدار الذي وضعه صالح وعصابته للحيلولة دون تقديم أي حل من شأنه تخفيف حدة الاحتقان جنوبا.. وكانت المبادرة الخليجية واضحة في التركيز على أهمية وضع المعالجات الكفيلة بردم هوة ظلت تتوسع في كل اتجاه.

مؤتمر الحوار
 
منذ اللحظات الأولى للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية حضرت قضية الجنوب.. من خلال حرص الرعاة والداعمين للعملية السياسية في البلاد على مشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار، أفرادا وكيانات، وفي هذا السياق جاءت سلسلة اللقاءات التي عقدها سفراء الاتحاد الأوروبي بقيادات الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي في عدن ومحافظات جنوبية أخرى، كما عقد المبعوث الأممي إلى اليمن سابقا جمال بنعمر لقاءات مماثلة مع قيادات الحراك وفصائل العمل السياسي والمنظمات المدنية لتحقيق الهدف ذاته: تحفيز الجنوبيين على المشاركة في مؤتمر الحوار باعتباره أساس بناء المستقبل، وفيما تفاوتت ردود الفعل على المبادرات والرؤى والجهود الهادفة لتعزيز مشاركة الحراك الجنوبي في أعمال الحوار تواصلت الجهود داخليا وخارجيا، الأمر الذي أثمر في تغيير كثير من المواقف والقناعات لصالح المشاركة الإيجابية والتفاعل الجاد والمسؤول مع الفعالية الوطنية الأكثر أهمية ممثلة هنا بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت أعماله في مارس من العام 2013 وانتهى بنجاح استثنائي أواخر يناير من العام 2014.

وكان أبرز ما تحقق في صعيد الإعداد للمؤتمر إقرار مبدأ المناصفة في المشاركة في أعمال مؤتمر الحوار، المبدأ الذي انعكس تلقائيا على مجمل القوى المشاركة في الحوار، وتجلى الحضور الجنوبي في كافة فرق المؤتمر وجدول أعماله ونتائجه ومخرجاته التي حظيت بمباركة داخلية ودعم خارجي جعل من مخرجات الحوار وثيقة وطنية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها أو القفز عليها.

ومثلما أسهمت فرق الحوار المختلفة في تقديم التصورات والرؤى وطرح المعالجات في كافة القضايا.. كان فريق القضية الجنوبية يعمل جاهدا على وبجهود متواصلة على تحقيق أهم أهداف الثورة الشعبية ويتمثل في إعادة القضية الجنوبية إلى سياقها الطبيعي في المعادلة الوطنية ضمن مبدأ الشراكة وبعيدا عن منطق القوة والإقصاء والتهميش والالغاء.

وبشهادة المنصفين وحكمة العقلاء والمجربين تبدى ما انجزه مؤتمر الحوار الوطني مفتاح الحل التوافقي لجميع المسائل العالقة والأزمات المتفاقمة، ذلك أنه استحضر مستقبل اليمن وقرر الانطلاق إلى رحابه مع التخلي عن كل مساوئ الماضي واخطائه التي لم تخلف سوى الحروب والصراعات.



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير