×
آخر الأخبار
في بيان أممي الإفصاح عن دخول أكثر من 50 مليون طن متري من البضائع إلى موانئ الحوثيين أمين إصلاح أمانة العاصمة يؤكد فشل كل محاولات الحوثي إخفاء صورته الشيطانية طوال فترة الانقلاب من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي

الحوثيون.. الخنجر الذي طعن خاصرة ثورة 11 فبراير (تقرير خاص)

العاصمة أونلاين - توفيق السامعي/ خاص


الأحد, 11 فبراير, 2018 - 04:42 مساءً

 
في الذكرى السابعة لثورة الحادي عشر من فبراير نفتح ملفات الحوثيين الذين غرزهم علي عبدالله صالح، كخنجر مسموم لاغتيال الثورة في مهدها في كل الساحات، من خلال افتعال المشاكل بين الثوار لشق صفوف الثورة ومن خلال اقتضام بعض المحافظات ونخرهم في جسد اليمن واتخاذهم معول هدم للمعبد الذي لطالما هدد بهدمه صالح عليه وعلى أعدائه.
 
أثبتت كل الأحداث السابقة للثورة واللاحقة لها أن الحوثيين هم أداة الهدم الحقيقية التي أنشأها صالح ورعاها وقواها حتى آتت ثمارها في الانقلاب المشؤوم في 21 سبتمبر عام 2014 ليتم بعدها محو كل ما يتعلق بالثورة وهدم الدولة ومؤسساتها وعودة الإمامة إلى الساحة مجدداً، كما أنبأت الأحداث أن صالحًا لم يكن سوى الواجهة السياسية للإمامة الحديثة، ما أثبت صوابية الثورة ضده والعمل على استرداد الجمهورية..
 
في هذا التقرير نسلط الضوء على معاول هدم الثورة والدولة والجمهورية من خلال الواجهة الحوثية ومحطاتها عبر مسيرة ثورة فبراير في ذكراها السادسة.
 
الحوثيون يقتلون ويختطفون ثوار 11 فبراير:
 
بعد انقلاب الحوثيين على الدولة وغزوهم صنعاء والمحافظات الأخرى ركزوا على شباب الثورة ورموزها قتلاً واختطافاً وفصلاً من الوظائف، وضايقوهم على كل المستويات.
 
ذلك التركيز من قبل الحوثيين على شباب الثورة لم يكن له من تبرير سوى انقلابهم على الثورة وفضحوا على كل المستويات، وما كان يقال عنهم في ساحات الثورة من أنهم عملاء لصالح وساعون في إفشال الثورة لم يكن تجنياً عليهم بل لقد صار كل شيء حقيقة ماثلة للعيان.
 
ويعود تركيز المليشيات الانقلابية على شباب الثورة إلى سببين رئيسين؛ الأول هو تنفيذ توجيهات ورغبات صالح في الانتقام من الثورة ورموزها وشبابها، والثاني يعود إلى اعتقادهم أنهم بالقضاء على تلك الرموز يمكنهم من خلو الساحة لهم دون معارضات أو مضايقات وكأنهم لم يتعلموا الدرس بعد من أن الثورة كانت شعبية للشعب كله لا لمجرد شخصيات أو رموز بعينها يمكن أن يقضى على الثورة بالقضاء عليهم.
 
ولم يتوقف الأمر عند القتل والاختطاف بل تعدى الأمر إلى محو كل ما يرمز إلى الثورة والإساءة لها ونهب مقدراتها ومكتسباتها وأموال داعميها وحتى أموال المواطنين العاديين، كما عمل الحوثيون على منع مظاهر الاحتفال بذكرى الثورة والاعتداء على كل محاولة للتجمع احتفالاً بالثورة.
 
كشفت مراحل ما بعد الثورة الوجه القبيح للحوثيين واستخدامهم كبلاطجة مستأجرين للارتزاق ولمن يدفع أكثر وعراهم أمام الشعب اليمني وقضى على صورتهم بادعاء المظلومية التي تحولت إلى ظالمة لكل فئات وأفراد الشعب اليمني.
 
وكشف فيديو لقناة المسيرة الحوثية بثته من داخل السجن الحربي بصنعاء في الأول من فبراير من عام 2016 قيام المليشيات الحوثية بإطلاق هؤلاء السجناء بموجب اتفاقية مقايضة بينهم وبين المليشيات وتوجيههم للقتال في صفوفهم في جبهات القتال.
 
وكانت نيابة شمال غرب ونيابة الاستئناف قد تحفظت على عشرات المتهمين بارتكاب جريمة مذبحة جمعة الكرامة بحق شباب الثورة السلميين في 18 مارس 2011 وراح ضحية تلك المجزرة حوالي 50 شابا من شباب الثورة وألقي القبض على هؤلاء القناصة متلبسين بجرمهم في ساحة الجريمة والتي كان لها عميق الأثر في إسقاط نظام صالح.
 
دور الحوثيين في شق صف الثورة
 
منذ اللحظات الأولى للثورة حين قبلت المكونات السياسية بالحوثيين في المشاركة بالثورة عن حسن نية، خاصة وأنهم قبلوا بالتخلي عن السلاح والعمل السلمي في إطار كل المكونات في الساحة اليمنية، لم يكن يعلم الجميع أن الحوثيين فئة مستأجرة من قبل "صالح" لدسها في شق الثورة والإساءة لها بكافة الوسائل.
 
وما هي إلا أيام من عمر الثورة حتى كشر الحوثيون عن أنيابهم وبدأوا العمل على شق الثورة من خلال العديد من المظاهر، والتي منها: عدم الخروج في المظاهرات التي كانت تدعو لها اللجنة التنظيمية للثورة، وكان الحوثيون قد عملوا على تسيير مظاهرات خاصة بهم تحت لافتات عدة منها "شباب الحسم الثوري" لإظهارها بمظهر التحرك التلقائي المستقل بعيداً عن مكونهم الأساس ولافتتهم الحقيقية "شباب الصمود"، وكذلك عن طريق بث الفرقة والتذمر والتمرد على المنصة الموجهة للتعليمات والتي تتكون من كافة المكونات السياسية. وكذلك عن طريق استحداث منصات أخرى أمام جامع الجامعة ثم أمام الجامعة القديمة، ثم أمام جولة الشهداء (الرقاص) وصولاً إلى منصتهم النهائية أمام جولة القادسية.
 
أكثر من 10 جولات وحادثة اعتداء شنها الحوثيون على منصة ساحة التغيير وعلى شباب اللجان النظامية وعلى مكونات الساحة وكذلك حتى على بعض العسكريين من الفرقة الأولى مدرع.
 
كما افتعل الحوثيون المشاكل داخل الساحة؛ فمرات يهاجمون المنصة واللجنة الإعلامية للساحة بالعصي والحجارة ويقتحمونها ويعطلون عملها، كما يهاجمون اللجان الأمنية فيها وفي بعض المداخل ولا يريدون الخضوع للتفتيش في المنافذ كسائر الداخلين إلى الساحة، ومرات يهاجمون جنود الفرقة والتحريض عليهم، وفي هذا الحدث الأخير بعد سلب جندي الفرقة سلاحه وتمزيق زيه العسكري واعتدوا بالضرب عليه وعلى من جاء ليفك عنه، فتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، ثم قام عدد من جنود الفرقة بإطلاق النار في الهواء لفض الاشتباك.
 
لقد حرصت قيادة الساحة من اللجنة التنظيمية العليا ومن بقية المكونات أن لا يدخلوا معهم في مشادات ومعارك جانبية حتى لا تبدو الساحة منقسمة فيفرح النظام بذلك فيزيد من تغذية هذا الانقسام، إلا أن الواقع لم يستطع أحد أن يخفيه وحتى هم يحاولون إثبات ذلك الانقسام وإظهاره بين الناس، مع أنه – للأسف- جمهورهم من الشباب المستقل البعيد عن التنظيمات الحزبية.
 
تنسيق الحوثيين مع المخلوع لهدم الثورة:
 
لم يكن أمر شق الثورة من داخلها بمحاولات الحوثيين من تلقاء أنفسهم، بل كان الأمر يجري بالتنسيق الكامل مع صالح مهما بدا بين الجانبين من عداوات ظاهرية غير أن التنسيق بين الجانبين كان يجري على قدم وساق منذ اللحظات الأولى، وظهر جلياً بعد أحداث مجزرة جمعة الكرامة.
 
في بعض مراحل الثورة وخاصة بعد مجزرة جمعة الكرامة تسربت معلومات تفيد أن علي صالح والحوثيين يجرون تنسيقاً خفياً لتوجيه بوصلتهم تجاه الفرقة واللواء علي محسن وحزب الإصلاح، وأنه إن سلم السلطة فلن يسلمها إلا للحوثيين نكاية بعلي محسن والإصلاح، أو أنه على الأقل سيسلم للحوثيين صعدة والجوف وحجة وصنعاء وعمران، وهو ما ترجم عملياً إلى دعوة قائد الحرس الجمهوري نجل الرئيس أحمد قائدي لواءين في الجوف وفي صعدة لتسليم تلك الألوية للحوثيين، وفي حين سلم صاحب صعدة هرب صاحب الجوف ونزل الحوثيون من صعدة باتجاه الجوف للاستيلاء على اللواء 115 ميكا حرس جمهوري وعلى معسكر الأمن المركزي هناك، فأسرعت إليهما قبائل موالية للإصلاح في الجوف، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين الحوثيين وتسلمتهما قبائل موالية للدولة وقبائل الجوف وشكل ضربة قوية للحوثيين ما جعلهم يشنون حرباً على المعسكرين ودارت مواجهات عنيفة.
 
وفي محافظة حجة نزل الحوثيون من صعدة للاستيلاء عليها وقاموا بشن حروب على بعض مديرياتها في كشر وعاهم ومستبأ للاستيلاء عليها وبدعم من لواء الحرس الجمهوري في باجل الذي زودهم بالأسلحة والذخائر، مما كشف مصداقية تلك المعلومات المسربة.
 
وكذلك بعد خروج فارس مناع من سجن الرئاسة وذهابه إلى صعدة، أعلنت وسائل الإعلام في اليوم الثالث أنه نُصب محافظاً للمحافظة من قبل جميع مكونات أهل صعدة سياسيين وعسكريين بعد اعتبار أن المحافظة سقطت في أيدي الثوار.. وقد وضع ذلك التنصيب الخفي علامات استفهام كبيرة؟!
 
كان التعاون القتالي بين الحرس الجمهوري والحوثيين بدأ مبكرا ضد الفرقة منذ حروب صعدة الأولى، كما أكد ذلك مؤخراً الرئيس عبدربه منصور هادي في مقابلته الصحفية مع صحيفة القدس العربي، غير أن تلاحمهم ضد الثورة بدأ مع حرب أرحب والحصبة إبان الثورة، وقد توالت الانضمامات من جنود الحرس الجمهوري إلى الثورة عندما كان يكتشف هؤلاء أن الحرس الجمهوري يتحالف مع الحوثيين ويقاتلون الثوار جنباً إلى جنب، وهم الذين يحرضون عليهم في سائل الإعلام الرسمية ويصفونهم بالعملاء والرجعية والإمامية والأثنى عشرية، والعمل على إعادة الملكية، ثم ما يلبثون أن يتحالفوا معهم ويمدونهم بالمال والسلاح ويقاتلون الثوار جنباً إلى جنب في الجوف وفي أرحب وفي نهم، ويكتشفون أنها لعبة قذرة بين الطرفين، فينصرفون عنهم إلى الثورة والثوار.
 
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير