×
آخر الأخبار
من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي إصلاح أمانة العاصمة ينعى عضو الدائرة الاقتصادية "سنان الريه" صلاة التراويح في صنعاء.. بين مضايقات المليشيا وإصرار "المواطنين" على أدائها

"العاصمة أونلاين" يستطلع آراء المواطنين بصنعاء حول منع جماعة الحوثي لصلاة التراويح

العاصمة أونلاين - خاص


الخميس, 24 مايو, 2018 - 10:37 مساءً

 
"إن صلاة التراويح هي من البدع المشهورة، وقد فرضها عمر بن الخطاب عندما أخذ الخلافة، ولم يصلِها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، فبينوا هذه الحقيقة للناس لعلهم يبتعدون عن هذه البدعة والإثم".. هكذا قال القيادي في جماعة الحوثي المكنى بـ "أبو جبريل" في لقاء بمجموعة من الخطباء والأئمة- قبيل شهر رمضان الحالي- بيومين في العاصمة صنعاء نظمته وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرة المليشيات.
 
لم تكن نية جماعة الحوثي في صنعاء واليمن ككل هي السيطرة السياسية على مفاصل الدولة فحسب، بل إن السيطرة الدينية والعقائدية هي من أهم الأهداف الحوثية في اليمن، وهذا ما سيعجل بسقوط الجماعة التي تسعى لفرض أفكارها الدخيلة على اليمنيين.
 
اقتحامات
 
في اليوم الأول من رمضان وأثناء صلاة التراويح، تعرض جامع جامعة صنعاء الجديدة للاقتحام بقيادة مشرف المنطقة الحوثي، حيث قامت المجاميع الحوثية المسلحة بالاعتداء اللفظي على المصلين وأوقفت الصلاة حتى تم إغلاق المايكرفونات بقوة السلاح.
 
يقول مختار الصعدي، وهو أحد رواد المسجد لـ"العاصمة أونلاين" "كنا في الركعة الأولى من صلاة التراويح، وإذا بأصوات غريبة تتحدث عن كلمات غريبة (بدعة، وهابية، دواعش) وغيرها، ولما أكملنا الركعتين، تقدم أفراد من المليشيات إلى المحراب وفصلوا مكبرات الصوت، فانتفض المصلون وارتفعت الأصوات، وهددت المليشيا الجميع بالاعتقال، لينتهي ذلك بسريان كلام المسلحين الحوثيين بالقوة القهرية".
 
أما جامع القادسية في شارع بينون بصنعاء، فقد اجتمع أفراد المليشيا الحوثية واعتدوا على إمام الجامع تحت مبرر إقامته للأذان الأول من صلاة الفجر، وقالوا له بأنه بدعة، أما صلاة التراويح فقد منعوها سابقا..
 
الدفع نحو الطائفية
 
جامع سابحة، الواقع في حي المحروقات وسط العاصمة صنعاء، كان يأتِ المصلون إليه من معظم الأحياء، تم إغلاقه نهائيًا من قبل المليشيا المسلحة من بعد صلاة التراويح لأنه بدعة حسب توصيفهم..
 
يقول الحاج علي بن علي أحد أهالي الحي لـ"العاصمة أونلاين"  "يا ولدي هؤلاء يشتوا يردوا النزاعات الطائفية بين اليمنيين، يشتوا يقتلونا بسبب عباداتنا ومعتقداتنا، نحن تعايشنا معهم لمئات السنين ولم نمنع أحدهم من ممارسة عباداته ومعتقداته، لكنهم أشرار وقتلة".
 
اغلاق مساجد
 
لم تتوقف المليشيا الحوثية عند ذلك فحسب بل إنها أقدمت على إغلاق المساجد في أوجه الناس، والسبب أنه لا يحلو لها إقامة صلاة التراويح..
 
ذهبنا إلى جامع عمر بن عبد العزيز في منطقة دارس، للتأكد من صحة الأخبار التي تم تناقلها عنه، فوجدنا الجامع مغلق أثناء صلاة التراويح، ولما سألنا أحد الأطفال المتواجدين جواره، قال لنا: تشتوا تصلوا تراويح انزلوا تحت، هذا أغلقوه "أنصار الله" لأنه إزعاج وبدعة.
 
غادرنا المكان وفي خواطرنا كلمات الطفل، فحتى الأطفال أدخلوا في أدمغتهم بأن الصلاة والذكر مجرد إزعاج وبدعة، وهذا ما لم يسبق الحوثيين إليه أحد في جميع الديانات السماوية.
 
احتلال جوامع النساء
 
انتهاكات مليشيات الحوثي الانقلابية لم تتوقف عند احتلال مساجد الرجال ومضايقة المصلين في عباداتهم، بل تعدتها إلى احتلال جوامع النساء، وتحويلها إلى مقايل لمسلحيها وميادين لتدريبهم.
 
وفي هذا السياق تقول أماني سلام، في حديثها لـ"العاصمة أونلاين" "إلى متى ستظل مليشيات الحوثي العنصرية تستعبدنا، هم عادي يزعجونا بزواملهم ومحاضرات وخرافات مرجعياتهم وصراخاتهم، ونحن يمنعوننا حتى من أداء شعائرنا الدينية الصحيحة والمتعارف عليها في أنحاء العالم.
 
وأضافت "أماني" بقولها " تغيرت أشياء كثيرة في رمضان بعد سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية على العاصمة صنعاء، ومنها الروحانيات لم تعد موجودة، ولو عاد في قلب الواحد صلاة ضيعوها الحوثيين، يشتوا الجيل الجديد ينسى التراويح تماما".
 
النساء ممنوعات من صلاة التراويح
 
جامعَي الرضوان والتقوى في شارع تونس، تم منع النساء من صلاة التراويح فيهما بالقوة، والحجة أن هذه الصلاة ابتدعها الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يستطع أحد منع المليشيا من هذا القرار، فكل من يحاول التحدث حول هذا الموضوع فالضرب والاعتداء والسجن فضلا عن القتل هو جزاؤه كما صرح لنا شباب الحي.
 
أما جامع "ذو النورين" الواقع في جولة سبأ وسط العاصمة صنعاء، والذي قام الحوثيون بتغيير اسمه إلى جامع العنسي بسبب خلافاتهم الدينية مع الخليفة عثمان بن عفان "ذو النورين" صهر رسول الله رضي الله عنه، فقد منعوا صلاة التراويح فيه منعا باتا.
والحال كذلك في جامع زيد في سواد حنش، استعرض الحوثي قوته المسلحة واستأسد على المصلين وقام بإغلاق مكبرات الصوت بقوة السلاح.
 
دوافع الجماعة
 
وفي ثاني أيام شهر رمضان المبارك اقتحم الحوثيون في جامع حميدة في مذبح أثناء صلاة التراويح وطلبوا من إمام المسجد إغلاق مكبرات الصوت وسحبوا منه مفاتيح المسجد بالقوة وفرقوا المصلين.
 
يقول مواطنون بأن الدافع الحقيقي لهذه الممارسات ليس الإزعاج كما يروِّج الحوثيون، فزواملهم وشعاراتهم تزعج الناس في أواخر الليالي ولم يتحدثوا عن قضية الإزعاج، بل إن الدافع الوحيد لذلك هو إثارة المذهبية والطائفية والاقتتال من أجل ذلك.
 
نحو "عراق" آخر
 
يقول المواطن أحمد الغولي في حديثه لـ"العاصمة أونلاين" "الحوثيون أداة إيرانية الهدف منها إدخال المسلمين في خلافات دينية تكون نتائجها دماء المسلمين، فتصرفاتهم هذه تهدف لتحويل اليمن إلى عراق آخر بالنسبة للاقتتال الطائفي، فتارة يمنعون التراويح، وتارة أخرى يمنعون صلاة التهجد والقيام، ومرة يمنعون الأذان الأول من صلاة الفجر، هؤلاء ليسوا أعداء سياسيين فقط، بل هم أعداء للدين والعقيدة كذلك.
 
أما الحاج صالح العوني، فيعلق على انتهاكات الحوثيين بحق المساجد والمصلين لـ"العاصمة أونلاين": "أقسم بالله بأنه لو دعاهم معتوه الكهف الهارب القاتل عبدالملك، أو الشيعة في إيران والعراق وغيرها إلى صلاة التراويح لزينوها لنا ولقدسوها ولجعلوها أهم من الفروض الخمس".
 
لم يتوقف الحوثيون عن سلب اليمنيين أرزاقهم وأقواتهم ومرتباتهم وأنفسهم، بل تجاوزوا ذلك إلى سلب معتقداتهم ودينهم، فبحسب القيادي الحوثي المكنى بـ"أبو كوثر" في أحد التجمعات الحوثية: "اليوم نمنع صلاة التراويح بالمكبرات في المساجد، ومع الوقت سنمحوها تمامًا، وسنجعل الأجيال القادمة تنسى شيء اسمه تراويح أو ضم في الصلاة".



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير