×
آخر الأخبار
القوات البحرية المشتركة تضبط 260 كيلوجرامًا من المخدرات في بحر العرب ابتزاز "رمضاني".. مليشيا الحوثي تشترط "مبالغ طائلة" على عائلات المختطفين لزيارتهم مليشيا الحوثي تدفن 7 من قياداتها القتلى ما يرفع خسائرها منذ بداية مارس إلى 60 قتيلاً. صنعاء.. مليشيات الحوثي تُغلق مسجد حارة الأنصار في شميلة مسؤول حكومي: استعادة المنافذ من الحوثيين أولوية لحماية الأمن الإقليمي ضبط 800 مروحة طيران مسيّر في منفذ صرفيت بالمهرة الخدمة المدنية تعلن موعد عيد الفطر   الأرصاد الجوية تحذر من موجة غبار واسعة الجيش السوداني يقترب من الحسم في الخرطوم الأمم المتحدة تطالب الحوثيين مجددا بالإفراج عن موظفيها دون شروط

الجيش السوداني يقترب من الحسم في الخرطوم

العاصمة أونلاين - العربي الجديد


الإثنين, 24 مارس, 2025 - 02:35 صباحاً

 
يتجه الجيش السوداني لحسم معاركه في ولاية الخرطوم بمواجهة مليشيات الدعم السريع، بعد سيطرته على أجزاء واسعة منها، إذ لم يتبق أمامه سوى الأحياء الجنوبية وجزء من الأحياء الغربية لمدينة أم درمان. وتعد هذه المدينة إحدى مدن الولاية الثلاث إلى جانب العاصمة الخرطوم والخرطوم بحري.
 
تقدم الجيش السوداني
تخوض وحدات من الجيش السوداني معارك، منذ أمس السبت، في أم درمان حيث تحزر المزيد من التقدم، بينما تكثف "الدعم السريع" هجماتها على المدنيين في جنوب الخرطوم وفي أم درمان وولايتي الجزيرة وسط السودان، وشمال دارفور غربي البلاد، بالقصف المدفعي والطائرات المسيّرة، مستهدفة الأسواق والأحياء السكنية وتجمعات المواطنين. وتسبب ذلك خلال الأيام الماضية في سقوط عدد من القتلى والجرحى مع تنديد متواصل للمنظمات المحلية والدولية باستهداف المدنيين. وحقق الجيش السوداني خلال الأيام الماضية تقدماً كبيراً على حساب "الدعم السريع" في وسط مدينة الخرطوم وغربها بعد سيطرته، الجمعة الماضي، على القصر الرئاسي الذي ظل تحت قبضة "الدعم" منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/ نيسان 2023. كما سيطر على مقار عدد من الوزارات والمؤسسات إلى جانب مناطق واسعة في المدينة، بينها منطقة المقرن وجزيرة توتي. واقترب بذلك من السيطرة الكاملة على الخرطوم التي تسارعت عملياته فيها منذ إطلاقه عملية عسكرية متعددة الاتجاهات، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، لاسترداد السيطرة من "الدعم".
 
أعلن الجيش السوداني، في بيان مواصلة عمليات "التمشيط العسكري" وسط العاصمة
 
في السياق أعلن الجيش السوداني، في بيان اليوم الأحد، مواصلة عمليات "التمشيط العسكري" وسط العاصمة، مضيفاً أنه والقوات المساندة له "يواصل تطهير جيوب مليشيات الدعم السريع التي تحاول الهروب من قواتنا المطاردة لها بعمليات التمشيط من مبنى إلى آخر بوسط الخرطوم". ونشر الجيش عبر حسابه على فيسبوك مقاطع فيديو لجنوده وهم يعلنون فيها بسط سيطرتهم على مجمع الواحة في السوق العربي وسط العاصمة. كما بث عناصر من الجيش مقاطع فيديو لانتشارهم في أبراج البركة وفندق أراك والجامع الكبير بالسوق ذاته. ولم يصدر تعليق فوري من "الدعم السريع" بهذا الشأن.
 
وفي مدينة أم درمان، شن الجيش السوداني والقوات المساندة له هجمات على مواقع خاضعة لسيطرة "الدعم السريع" في جنوب غرب المدينة، محققاً تقدماً إضافياً، إذ سيطر على عدد من الأحياء السكنية والمؤسسات. وأعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقعة على اتفاق سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، في بيان اليوم، أن أحياء المهندسين ومنصور وتقاطع قلابات وشارع عمر مختار، إلى جانب أحياء البستان وتقاطع ود البلال حتى شارع المحافظة "تحررت كاملاً". وأضافت أنه تمت "استعادة جزء كبير جداً من أم درمان، ولم يبق سوى القليل لتحريرها كليّاً من الدعم السريع".
 
مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في قصف لـ"الدعم" على أم درمان
 
مع هذا التقدم للجيش رفعت الدعم من وتيرة هجماتها في عدد من المناطق، إذ استهدفت حوالي الساعة الثالثة من فجر أمس، الأحياء السكنية في مدينة أم درمان بالقصف المدفعي. وقال متطوعون في المدينة لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو سبعة آخرين وصلوا إلى مستشفى النو لتلقي العلاج.  ونقلت وكالة فرانس برس، عن أحد السكان في شمال أم درمان، قوله إن "القصف فجر اليوم (الأحد) أشد من الفترات الماضية"، موضحاً أنه في السابق كان هناك فوارق زمنية بين القصف والآخر وكان عددها "لا يتعدى أربع أو خمس قذائف. اليوم سمعنا سبع قذائف في أوقات متقاربة". يُذكر أنه خلال الشهر الماضي، أسفر قصف لـ"الدعم" عن مقتل أكثر من 50 شخصاً في هجوم واحد استهدف سوقاً للخضار في أم درمان.
 
 
وفي منطقة جنوب الحزام (تضم عدداً من الأحياء من بينها السلمة والأزهري وسوبا) جنوب الخرطوم، قال متطوعون لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة التي تسيطر عليها "الدعم السريع" باتت تشهد تدهوراً أمنياً مريعاً بسبب الاعتداءات التي ينفذها مقاتلو "الدعم" ضد المواطنين. وأوضحوا أنه مع تقدم الجيش السوداني في وسط وغرب الخرطوم والتوقعات بقدومه إلى جنوب المدينة، بات المواطنون في خوف دائم، فيما غادر بعضهم المنطقة. وأشاروا إلى أن مقاتلي "الدعم" القادمين من وسط الخرطوم حيث المعارك، يبدأون في نهب السوق والمواطنين بمجرد وصولهم قبل مغادرتهم إلى أقصى جنوب الخرطوم.
 
استهداف المدنيين
في السياق رأى المحلل السياسي، مجدي عبد القيوم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مليشيا الدعم السريع تلجأ إلى عمليات القصف المدفعي والمسيّرات وتستهدف بها المدنيين كلما تعرضت لهزيمة ميدانية". وأضاف أن "هذا القصف سيتوقف حال تنظيف ولاية الخرطوم تماماً، ويبدو أن الأوضاع في الميدان تتجه نحو ذلك". ووفق القيوم، فإن "استخدام القذائف (الدعم) مرهون بمدى محدد وبعدها يفقد فعاليته"، مشيراً إلى أن "وتيرة الهجمات ستنخفض كثيراً، وحتى فاعليتها، مع تقدم الجيش السوداني المتواصل". وكانت "الدعم السريع"، قد هاجمت قرية حبيبة في ولاية الجزيرة، الجمعة الماضي، قبل أن يستعيدها الجيش. وذكرت منصة نداء الوسط (تنظيم أهلي) في بيان أمس، أن "الدعم" هاجمت أيضاً في اليوم ذاته قرى الحضيراب والفدقوبة بمحلية الكاملين في ولاية الجزيرة، ما تسبب في نزوح مواطنين، مضيفة أنها قتلت أربعة مواطنين في قرية الحضيراب وأصابت آخرين، ونهبت ممتلكات المواطنين.
 
وشنت "الدعم السريع" أيضاً هجوما على مدينة المالحة في ولاية شمال دارفور، الخميس الماضي، حيث سيطرت على المدينة بعد معارك عنيفة مع الجيش والقوات المساندة له، قبل شنها اعتداءات على المدنيين وممتلكاتهم. واتهمت مجموعة مناصرة دارفور (منظمة حقوقية) "الدعم السريع" بارتكاب جرائم بشعة بحق المدنيين في المالحة، مبينة حينها أن المدنيين يتعرضون لمجازر وحشية وسط غياب تام لأي حماية قانونية أو إنسانية. وقالت المجموعة في بيان أمس، إن هذه "الانتهاكات التي تتضمن القتل الجماعي، الإعدامات الميدانية، التهجير القسري، والنهب المنظم، ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، مبينة أن التقارير الواردة من المدينة "تشير إلى أن الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين العزل داخل منازلهم، حيث قُتل العديد من الرجال والشباب وكبار السن، بينما لم تسلم النساء والفتيات من عمليات العنف والقتل الغادر".
 
الجيش السوداني يسيطر على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم
 
وأشارت المجموعة إلى أن "الدعم" فرضت حصاراً خانقاً على المدنيين "ما حال دون دفن القتلى وأدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية"، مبينة أنه "إضافة إلى ذلك نُهبت الأسواق بالكامل قبل إحراقها، وأُخرجت جميع المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة، وقُطعت مصادر المياه الحيوية، ما يهدد حياة من تبقى من المدنيين في المحلية". فيما قالت لجان المقاومة في مدينة الفاشر (تنظيم أهلي)، في بيان أمس، إن عدد القتلى من المدنيين نتيجة الهجوم في مدينة المالحة بلغ 45 قتيلاً حسب الإحصاءات الأولية. ووفق ما نشر مقاتلون من القوات المساندة للجيش على منصة فيسبوك، اليوم، تجري عمليات حالياً لاستعادة المدينة.
 
في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، المدينة الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال خارج سيطرة "الدعم"، نفذ سلاح الجو في الجيش، وفق بيان الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، أمس، سلسلة "من الغارات الدقيقة المحكمة استهدفت تجمعات وتحركات مليشيا آل دقلو (الدعم) الإرهابية في عدة محاور بمحيط الفاشر". وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السودانية (سونا)، اليوم، أن الغارات أسفرت عن مقتل قائد الفزاعة (المليشيا) الرائد خلا عماد العمدة، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.
 
تحذيرات أممية
وحضرت الأحداث المتسارعة في الخرطوم وتداعياتها على السكان في بيانات أممية، إذ ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف)، في بيان الجمعة الماضي، أن مواد إغاثة إنسانية كانت مخصصة لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولتوفير الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والمواليد، تعرضت للنهب من مستشفى بشائر جنوب الخرطوم. وأضافت المديرة التنفيذية لـ"يونيسف"، كاثرين راسل، في البيان أن "سرقة مواد الإغاثة الإنسانية الضرورية المخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هو أمر مروّع وهجوم مباشر على حياتهم". وشددت على أنه يجب أن تنتهي "هذه الأفعال غير الإنسانية التي تستهدف الأطفال الضعفاء، ويجب على جميع الأطراف الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، وضمان الوصول الإنساني الآمن وغير المقيد إلى من يحتاجون إلى المساعدة". ولم تذكر المنظمة الجهة المسؤولة عن النهب لكن المنطقة تخضع لسيطرة "الدعم السريع" منذ بداية الحرب.
 
والخميس الماضي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، تلقيها "تقارير مُقلقة حول تصاعد العنف ضد المدنيين في الخرطوم وسط أعمال عدائية مكثفة مستمرة". وقال المتحدث باسم المفوضية، سيف ماغانغو، في بيان صحافي، إن عشرات المدنيين، من بينهم متطوعون محليون في المجال الإنساني، قُتِلوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية نتيجة المعارك بين الجيش و"الدعم السريع" في شرق الخرطوم وشمال أم درمان منذ 12 مارس الحالي. وأضاف أن "تقارير موثوقة تشير إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها داهمت منازل في شرق الخرطوم، ونفذت عمليات قتل بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية ونهبت إمدادات غذائية وطبية من مطابخ مجتمعية وعيادات". وتابع: "تلقينا مزاعم مثيرة للقلق حول عنف جنسي في حي الجريف غرب"، داعياً "مجدداً كلا الطرفين -وجميع الدول التي لها تأثير عليهما- إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان الحماية الفعالة للمدنيين، ووضع حدٍّ لاستمرار غياب القانون والإفلات من العقاب".
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير