×
آخر الأخبار
حملة حوثية "جديدة" لاستقطاع ونهب أراضي مواطنين غربي "صنعاء" رابطة حقوقية تدعو إلى إعلان 18 أبريل يومًا وطنيًا للمختطفين في "اليمن" قيادي حوثي يواصل احتجاز نجل صحفي في "إب" تعز: مقتل مسن برصاص المليشيا الحوثية في منطقة الشقب ما وراء العزوف عن تداول العملة المعدنية "الجديدة" في صنعاء؟ مستجدات المنخفض الجوي.. وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات في حضرموت أضرار واسعة جراء المنخفض الجوي في حضرموت صحته في أسوأ.. القاضي قطران من "معتقله": انقذوني من "الموت" مركز حقوقي: اختطاف وتعذيب "الحوثي" للخبراء التربويين يستدعي التحقيق "المحايد" خلال نصف شهر.. المليشيا الحوثية تدفن 19 من عناصرها قتلوا في ظروف غامضة

العاصمة صنعاء في 5 سنوات: "طهرنة" ولون واحد ومدينة أشباح

العاصمة أونلاين/ صنعاء


الخميس, 09 أبريل, 2020 - 06:42 مساءً

صورة لشعارات حوثية طائفية في أحد المعسكرات بالعاصمة صنعاء

 صنعاء التي أهدرت عوصف الحرب نسيمها، وأخلف الطغيان عهدها فأصبحت مدينة بلون واحد.

منذ خمس سنوات فرض الحوثيون هيمنتهم الكاملة على المدينة، وجردوها من ملامحها الجميلة لتكتسي شوارعها بلون قاتم ووحيد، إنه لون مليشيا الحوثي ولا شيء غيره، الجماعة الدينية المتطرفة التي لا ترى سوى ذاتها ولا تقبل بغير ظلها

الصورة التي تنقلها التقارير عن وضع المدينة كما هو الحال مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في أحدث مواضيعه، يحكي كيف اختفت صنعاء المعروفة بغناها وتنوعها، وتحولت، بين عامي 2015 و 2020 إلى مدينة أشباح بعد أن جردها الحوثيون من أبرز ملامحها، وجردتها الحرب من مبانيها ومعالمها الجميلة، لتصبح أبرز معالمها مجرد أطلال وشاهد على حقب ماضية.
 
لون واحد
صنعاء المدينة التي حولتها الحرب الى أطلال، يعيش داخلها ملايين اليمنيين يفتقرون لأبسط الخدمات العامة، بجوار حفنة من قيادات المليشيا الذين تحولوا إلى أثرياء خلال خمس سنوات لا غير.

استخدم الحوثيون خلال سنوات الحرب، كل أدوات القمع والتنكيل بخصومهم، فتحولت صنعاء إلى معتقل كبير ومدينة طاردة للحريات والحقوق العامة.

غصت سجون الدولة بمعتقليهم، وفتحت مبان أخرى كمعتقلات مرادفة، كثير منها سرية، وتنوعت أساليبهم القمعية بين الاعتقال والتعذيب واختطاف النساء والحرمان من ممارسات التعبير الحرية وأغلقت مواقع الصحف وحجبت المواقع وعسكرت الحياة بالكامل.

تغدو صنعاء – حاليًا - مدينة معزولة يحكمها ويتحكم بها الحوثيون وحدهم، وتحولت المدينة من عاصمة لليمنيين، إلى ساحة لممارسات طقوس الحوثيين ومناسباتهم الدينية، أو ميداناً لتجمعاتهم وحشودهم الطائفية، ولا حق لأحد فيها سوى الصمت والصمت فقط.
 
صنعاء بلا ملامح وطنية
مدير مركز العاصمة الاعلامي، عبدالباسط الشاجع، إنه وبعد خمس سنوات من الحرب، أقل ما توصف به العاصمة صنعاء أنها "مصادرة منهوبة"، والمدينة التي تغيرت ملامحها وتغير شكلها رويدًا رويدًا.

وأضاف الشاجع خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، أن صنعاء كانت تضم ملايين اليمنيين بمختلف أطيافهم ومناطقهم؛ كونها المدينة التي لا يسأل فيها أحد عن منطقته أو حزبه، لكن مليشيا الحوثي حولتها الآن إلى غابة لا تحتضن إلا طيف واحد مما يعرف بـ"السلاليون"، ووجد ملايين اليمنيين أنفسهم خارجها جراء البطش الذي قامت وتقوم به المليشيا ضد المعارضين لها.

وأشار إلى أن صنعاء كانت بيئة سياسية ومجالا ثقافيا مفتوحا وإن كان هامشيا في عهد نظام صالح، إلا أن مليشيا الحوثي بانقلابها جرفت العملية السياسية من أساسها، وغيرت ملامح العاصمة، وتسعى لتغيير التركيبة السكانية وتجريف الهوية اليمنية لصالح مشروعها الطائفي الخميني.

وقال الشاجع "ظهرت على السطح استثمارات ضخمة ومفاجئة في هذه المجالات لتقدم الخدمة البديلة، بأسعار مضاعفة، وأغلبها من أتباع الحوثيين. فاستيراد النفط وتوزيع الغاز، وتوليد الكهرباء أصبحت مصادر للثراء الفاحش لقيادات الجماعة".

موضحا أن التعليم الأهلي توسع لعدم الثقة فيما تبقى من مظاهر التعليم الحكومي، بعد أن تم إقصاء أغلب مدراء المدارس السابقين، وإحلال أتباع الجماعة محلهم، وتوظيف متطوعين غير مؤهلين من أتباعها أيضا، بدلاً عن المعلمين الذين لم يقبلوا العمل بدون راتب، أو اتخذوا مواقف مناهضة للجماعة.
 
 
 مدينة زيدية
الباحثة والكاتبة السياسية ميساء شجاع الدين قالت، إن صنعاء قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت مدينة زيدية ولم تكن تشمل كل أطياف المجتمع اليمني، ولم يكن فيها هذا التنوع المناطقي، وبالتالي تحولها الآن إلى مدينة اللون الواحد له علاقة بطبيعة نمط الحكم الآن.

مشيرة إلى أن صنعاء واليمن قبل عام 1962 كانت تُحكم بطريقة مذهبية فجة، لكن الآن تحكم بطريقة مذهبية مناطقية.

ولفتت إلى أن التغير حصل بعد ثورة 1962، حيث بدأت صنعاء تخرج عن أسوارها واستقبلت عدة موجات هجرة من الجنوب بدايتها عام 1668، ثم بعدها سنة 1986 بعد الحرب الأهلية في الجنوب، ثم موجة أخرى بعد سنة 90 و 94، وموجات هجرة أخرى من جميع أنحاء اليمن، وبالتالي ذلك خلق من صنعاء حالة متنوعة تمثل جميع أطياف ومناطق اليمن، ووصلت ذروتها في العام 2011.

وترى شجاع الدين، أن هذا التنوع الذي شهدته صنعاء، خاصة بعد 2011، كان مرتبط بظرف سياسي تاريخي معين بدأ بعد ثورة 62.

شجاع الدين أوضحت ايضًا، أن ما يحصل الآن في صنعاء هو عودتها لمرحلة ما قبل 62، لكن بشكل مختلف؛ لأن صنعاء بعدما أصبحت مدينة متنوعة يواجه الحوثيين إشكالية مع وجود عدد كبير من أبناء محافظات من مناطق أخرى، وبالتالي يعاملون صنعاء بشكل مختلف نسبيا عن معاملتهم لحجة وعمران، حيث يفرضون سيطرتهم الدينية والمذهبية بشكل كامل.

وتابعت "الحوثيين الآن يتجهون لمحاولة تلوين صنعاء بلون واحد، لكن وجود أطياف من مختلف مناطق ومحافظات اليمن في صنعاء من عشرات السنوات يمنع ذلك بحكم الاختلاف المذهبي والمناطقي بين أطياف تلك المناطق والحوثي".
 -موقع "قناة بلقيس" الفضائية
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً