الأخبار
- أخبار محلية
"لا شريك لي".. حارس الحوثي القضائي في مهمة التخلص من شركاء الإجرام بصنعاء
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الأحد, 21 أغسطس, 2022 - 11:11 مساءً
"ما أريكم إلا ما أرى" هذا لسان حال ما يعرف بالحارس القضائي، الهيئة الحوثية، المرتبطة بزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وتنصب نفسها في صنعاء فوق الجميع بما فيها النيابات والمحاكم، وذلك بعد تسريبات تتحدث عن إزاحة المليشيا المدعو صالح الشاعر، الذي كان على رأس هذا الجهاز المختص بالنهب والاستحواذ.
وعلى الرغم من أن النيابات والمحاكم شركاء الإجرام في صنعاء، إلا أن المليشيا أعلنت قبل أيام تعليق أعمال سبعين عضو نيابة ومنعهم من إمساك أي ملف، تمهيداً لمحاكمتهم.
أيد ذلك القيادي "محمد علي الحوثي" الذي كتب "تعليق عمل أعضاء النيابات خطوة في الاتجاه الصحيح" وقال "وحتى تكتمل الأدلة لمحاكمتهم، نحن في الانتظار لتحقيق العدالة"، كما أنه دعا كل من يملك أدلة حقيقية على أي منتسب للنيابة فعليه إيصالها للنائب العام".
فأي عدالة ترجى من الحوثي، فكل هذه الإجراءات والتحركات تشير فقط إلى أن المظالم وصلت حداً لا يطاق، كما أن حالة الرفض للأحكام الحوثية تتوسع وهو ما يهدد المليشيا، ويمهد للانتفاضة الشعبية عليها، ومن داخل أجهزتها المختلفة، خصوصا جهاز القضاء الذي يضم أغلبية سلالية، إلا أن أسراً في السلالة باتت ترى في الحوثة مهددا لمستقبلها.
وتؤكد الدلائل والمعلومات أن الحارس القضائي، بات هو المتحكم بكل القرارات، وصار المرجعية، ويد زعيم المليشيا التي تبطش بها الخصوم القادمين من داخل أجنحة الجماعة، التي هي في صراع في كثير من الملفات.
هيمنة مطلقة
وفي السياق كشفت وثيقة اطلع عليها "العاصمة أونلاين" مدى الهيمنة التي تمارسها هذه الهيئة المسؤولة عن نهب عقارات وممتلكات المعارضين للمليشيا، إضافة إلى نهب أراضي وعقارات الدولة.
وتوضح الوثيقة، رسالة من النيابة الجزائية المتخصصة، إلى الحارس القضائي، طلبت فيه تنفيذ حكم من المحكمة الجزائية المتخصصة، قضى بإلغاء حكم سابق بالحجز على "فلة" تتبع كل من "محمد أحمد عبدالله قاسم شهبين" واثنين من إخوانه.
وقوبل الطلب بالرفض المطلق، من قبل الحارس القضائي، بإلغاء حجز الفلة، الكائنة في منطقة بيت بوس، تبة اللهبي، حيث ذيلت الرسالة، بأنه لم يوجد حكم تحفظي بحقها.
وأوضح رد الحارس القضائي، نيته المسبقة، التي لا تراجع عنها في مصادرة الفلة، كما نهب غيرها خلال الفترة الماضية، إلا أنه لم يكتف بالتعليق على رفضه بإحالة الأمر أو التسويف، إنما أظهرت كلماته أنه لا يعلو على كلامه، إذا قال كما هو مذيل في الوثيقة "مرفوض أموال مرتزقة، ويجب مصادرتها بقوة القانون ولا نحتاج حكما من أحد إلا حكم الله".
كما يكذب الرد بالرفض، ادعاء المليشيا بأنها في مصادرة المنازل بأنها تعمل على تطبيق وتنفيذ قرارات القضاء بالحجر عليها أو على الأموال والممتلكات الأخرى التي تصدر أحكام قضائية فيها.
محاكم تفتيش
في حين أن القضاء الحوثي، لا يشبه إلا محاكم تفتيش أي جماعة مسلحة، تفتقر لأدنى متطلبات الإجراءات العادلة، كما أن القضاء غدا لديها أداة ابتزاز وتهديد للخصوم، سواء المقيمين في البلاد أو من غادروها خلال السنوات الماضية.
ومنذ تشكيل جهاز الحارس القضائي، ظل يرأسه المدعو محمد مسفر الشاعر، المطلوب للتحالف العربي، والمدرج في قوائم الإرهاب من قبل مجلس الأمن، كما فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات باعتباره أحد أهم الأذرع الاقتصادية والعسكرية للحوثيين ومسؤولاً عن نهب أموال اليمنيين.
ما بعد الشاعر
ويرجح أن المليشيا أزاحت الشاعر مؤخراً، وعينته في إدارة وحدة التصنيع الحربي للحوثيين، إلى جانب عمله مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية ورئيس هيئة الإسناد اللوجستي.
ويعد الحارس القضائي مجرد غطاء لتكوين المليشيا إمبراطورية مالية، استهدفت عبرها معظم الشركات التجارية والبنوك الخاصة والجامعات الأهلية وصادرتها.
ماكينة "النهب"
وتتجاوز قيمة الأموال والشركات والمؤسسات والجمعيات التي استولى عليها الحارس القضائي 1,7 مليار دولار، فيما قُدّرت قيمة الأموال والإيرادات التي استولت عليها المليشيا للأصول والعقارات والمنقولات بأكثر من ملياري دولار، وفق تقرير استقصائي لمنظمة "سام" للحقوق والحريات.
وقال تقرير سام إن هذا الرقم لا يشمل المال العام وعقارات ومؤسسات الدولة، راصداً 38 شركة كبرى ومؤسسة وجامعة ومستشفى، استولى عليها الحارس القضائي في صنعاء وحدها.
كما كشف عن تطور الآليات والإجراءات التي يستخدمها الحوثيون لمصادرة أموال الخصوم، من الطرق التقليدية المعتمدة على القوة القسرية، إلى عمليات مصادرة ونهب منظمة وواسعة عبر شبكات واسعة تشمل القضاء، والبنك المركزي، والأمن، والمخابرات التابعة للجماعة، وجهات أخرى تأتمر بأمر الحارس القضائي.