الأخبار
- تقارير وتحليلات
يواجه عدم اعتراف داخل الجماعة.... لماذا دوافع "الحوثي" للاحتفال بـ "الغدير" هذا العام مختلفة؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 17 يوليو, 2022 - 10:19 مساءً
على نحو مبالغ به هذه المرة حشد الحوثي قوته التنظيمية والمالية والدعائية، في ذكرى احتفاله، بما يسميه الشيعة غدير خم أو يوم الولاية وفق الدعاية الحوثية هذه السنة.
مقارنة بالسنوات السابقة فإن الحشد الحوثي الأكبر لفعاليات جماعته التابعة لإيران كانت تبلغ ذروتها في عيد المولد وأسبوع الصرخة، لكن هذه السنة كانت دوافع الحوثي مختلفة لاستعراضه المبالغ فيه، في عدد من المحافظات التي يسيطر عليها خاصة صعدة.
وتأتي احتفالات الحوثي هذه السنة وهو في هدنة مستمرة منذ أشهر، ويبدو أنها ستمدد أيضا، وليس في دعاية الحوثي حاليا تجاه السكان أي وعود أو معجزات عسكرية سيحققها كونه ابن النبي والأحق بالإمامة، وبالتالي ليس هناك أي وعود بأي حلول لأي مشكلة شعبية خاصة المتعلقة بالجوع.
من جهة ثانية لم يمر سوى أسبوعين فقط على آخر جرعة حوثية على أسعار الوقود، رغم انتظام دخول السفن الحوثية إلى ميناء الحديدة رفع بموجبها عبدالملك الحوثي، وفق بيان لشركة النفط سعر الدبة البترول سعة 20 لترا من 12800 إلى 14000 ألف ريال، رغم انخفاض أسعار النفط الخام في البورصة من 151 دولار إلى أقل من 100 دولار، وهو ما سبب غضباً شعبياً هائلاً، يأمل الحوثي أن يكبح جماحه من خلال استعراض قدرته أمام الشعب هناك.
ومن ناحية ثالثة فشل الحوثي في تقديم شيء للناس خلال الهدنة وأهمها قضية المرتبات، التي كان يتحجج بالتحالف العربي والولايات المتحدة ويمنعانه من تحقيقها وصار سخرية بنظر الشعب بعد ادعائهم النزاهة.
كما أن حشوده العسكرية التي كان ينظمها في السنوات السابقة لم يعد لها وجود أو قدرة على الحشد بنفس المستوى الذي كان عليه، وخلال شهور الهدنة الثلاثة الماضية لم يعلن عن أي تجمعات قبلية أو نكف سوى بعد ترويج ادعاء غير صحيح وكاذب بحدوث اغتصاب جماعي لفتيات في حيس بالحديدة، وسرعان ما تلاشى الادعاء الحوثي.
لكن السبب الأبرز في الحشد الحوثي للغدير هذه المرة هو مركزية الفكرة لدى القادة الموالين لإيران المتنافسين على منصب الإمامة: فبعد فتوى محمد عبدالله عوض الضحياني المؤيدي زعيم جماعة المرشدين لأنصاره بترك صلاة الجمعة، التي تعني عدم اعترافه نهائياً بشرعية عبدالملك الحوثي، وصفت وسائل الإعلام التابعة للمؤيدي على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة عبر التلجرام محمد عبدالله عوض بأنه علي هذا العصر، مثل قناة الزيدية التي يبلغ عدد مشتركيها أكثر من خمسة آلاف عضو، وكذلك قناة ثمار العلم والمعرفة، وغيرهما من الوسائل التي تنشر حصرا فتاويه.
وكانت المليشيا الحوثية قد ضيقت فعلاً على جماعة المرشدين منذ بدء السنة الجارية وخطفت منهم قرابة ثمانين عنصرا في أقل من سنة أشهر، من محافظات صنعاء وعمران وصعدة وحجة.
وقالت مصادر مطلعة على صراعات الجماعة الحوثية والفصائل الموالية لها إن عبدالملك الحوثي لن يصمت مطلقا على ما نشره أتباع المؤيدي ووصفهم له بأنه الأحق بالإمامة.
كما قالت لـ "العاصمة أونلاين" إن المدعو (محمد عبدالعظيم الحوثي) سيستغل هذه المناسبة أيضاً هذه السنة للدعوة لإمامته فالثلاثي الجارودي: عبدالملك، المؤيدي، ومحمد عبدالعظيم الحوثي يكرسون كل وقتهم وحروبهم ودعواتهم لتحقيق أطماعهم.
إذن التفسير الراجح أن مليشيا الحوثي من خلال احتفالها الكبير بالمناسبة وتحوير اسمها من يوم الغدير إلى يوم الولاية رسالة توجهها الجماعة لمنافسيها المحتملين من داخل الأسر الهاشمية ومن صعدة نفسها.