الأخبار
- تقارير وتحليلات
أوجه التناقض بين مشروعين.. لماذا أعلن "الحوثيون" العداء لثورة "11 فبراير" ورموزها؟
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 11 فبراير, 2018 - 12:42 مساءً
يحتفل اليمنيون اليوم في الذكرى السابعة لثورة الــ 11 من فبراير، وهي الذكرى الأولى التي تأتي بعد أشهر قليلة من مقتل علي عبد الله صالح، على أيدي حلفاءه في الانقلاب، مليشيا الحوثي، في الــ 4 من ديسمبر 2017.
تأتي هذه الذكرى، لتخلد عظمة ثورة فبراير، ومآثرها الكبيرة، وتضحيات شبابها الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل هذا الوطن، وكيف واجهوا الرصاص بالصدور العارية، قبل أن ينتقلوا من ساحات الثورة وخيامها السلمية، الى ميادين القتال دفاعا عن الوطن، الذي اغتصبته مليشيا الحوثي الانقلابية، كأحد تجليات الثورة المضادة، على ثورة فبراير النبيلة، التي قدم ولا يزال يقدم أبنائها ثمنا باهضا لأهدافها، التي تمثل الخط الإجباري لإنقاذ اليمن، والاقليم، من براثن الحروب والاقتتال، وفقا لمراقبين.
فالــ 11 من فبراير، لم يكن يوما عابرا فحسب، بل هو صيحة أشبه بالبعث الكبير، قالها اليمني: أنا الشعب زلزلة عاتيه، ذلك الشعب الذي كان في 2011، وفي تلك اللحظة تحديدا، مستحقاً ولائقاً ومطابقاً لكلمة "الشعب" هذه، وما تحمله من دلالات ومعاني، كما لم يكن في أي وقت آخر.
ففي الـ 11 من فبراير قال اليمني: أنه يمتلك بلد، وليس مجرد تكملة عدد للمشائخ والمرشحين والزعيم الذي يستقدمهم في حشوداته لاضفاء الشرعيه القهرية على سلطته، أو معصوبا على عينيه بوهم أحزاب ومسميات ونخب، تستنزفه وتضلله. في 11 فبراير قال اليمني: أنا الشعب وأنا من يقرر. وفقا للصحفي اليمني مصطفى راجح.
الحوثيون والثورة؟!
في الذكرى السابعة لثورة الــ 11 من فبراير، تتجلى كمية الحقد والانتقام الذي باتت تمارسه مليشيا الحوثي ضد هذه الثورة وشبابها، رغم انها كانت تزعم مشاركتها في هذه الثورة، حتى وصفها الكثير بالخطيئة، سمحت لهذه المليشيا الانضمام اليها، أذ كانوا كخنجر مسموم، وضع في قلب هذه الثورة المباركة، التي رأت أن تحقيق الثورة لأهدافها، سيعمل على انهاء مشروعها الطائفي والسلالي، فعملت كل ما بوسعها لما من شأنه افشال هذه الثورة، واخماد جذوتها، تارة بالتحالف مع النظام السابق، وأخرى بافتعال المشاكل واثارة النعرات داخل صفوفها.
ولإيمانهم ان نجاح ثورة الــ 11 من فبراير، كفيل بافشال مشروعهم السلالي والطائفي الى الابد، فقد عملوا على وأد هذه الثورة، والانتقام منها ومن كل رموزها أشد انتقام، حتى بات 85 % من شباب فبراير، اما شهداء أو مختطفين، أو جرحى، أو منفيين ومشردين من قبل هذه العصابة الامامية، كيف لا وشباب فبراير نواة المقاومة، ودرع الجمهورية وحصنها الحصين وذاك سبب كافي لمعرفة سبب الحقد عليها!.
وفي هذا الصدد، يؤكد القيادي في الثورة الشبابية محمد المقبلي، أن مليشيا الحوثي، مثلها مثل "أي جماعة فاشية كهنوتية لديها موقف مناهض للحرية"، ولأن ثورة فبراير كان شعارها الحرية والعدالة، وهو ما يتصادم مع مشروعهم الكهنوتي، الذي يرى الحرية، السياج المانع من تحقيق مشروعه الطائفي في اليمن.
وأكد المقبلي، في حديث لــ"العاصمة أونلاين"، أن "الحوثي سار في ذات الطريق الخميني، الذي عمل في بداية حكمة علي تصفية الثوار غير المنتميين لمعسكر الولي الفقيه". في اشارة الى تطابق ما يقوم به مليشيا الحوثي من تصفية لثوار فبراير، وتشريدهم واختطاف البعض الأخر منهم، عملا بما كان قد صنعه ولي نعمته الخميني، حين صفي الثوار من غير الموالين له.
ووصف المقبلي مشاركة الحوثي في ثورة فبراير، أنها كمحاولة لقطع الطريق أمام قافلة فبراير المحملة بسنابل الحرية والكرامة. وقال "لم يكن الحوثي منتمي لقيم الثورة".. مضيفا "نستطيع القول انه كان قاطع طريق في قافلة ثورة فبراير".
الانتقام من فبراير!
ورأى الصحفي، حسين الصوفي، رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، أن "الحوثيين يعتبرون المشاركة في فبراير جريمة، والدليل أن غالبية المختطفين من ثوار فبراير".
وأكد الصوفي، في حديث لــ"العاصمة أونلاين"، أن اختطاف المليشيا الحوثي لغالبية شباب ثورة فبراير، إنما هو "تأكيد وجزم أنهم ينتقمون من فبراير، وكل من شارك في فبراير".
وأشار الصوفي، الى بعض الرموز الثورية، الذين لا تزال مليشيا الحوثية، تختطفهم وتغيبهم في سجونها، وليس لهم من ذنب، سوى مشاركتهم في ثورة فبراير. وقال "لاحقوا المنشد صالح المزلم مؤذن الثورة، رغم محاولته النأي بنفسه بعد الانقلاب؛ لكن دور صالح المزلم في ساحة فبراير جعله هدفا لمليشيا الحوثي، واختطفوه، ويعاني ظروفا صعبة.
وشدد حسين الصوفي، على أن ما قامت به مليشيا الحوثي، بحق ثورة فبراير، إنما هو بمثابة تفكيك ادعائها الكاذب بأنهم كانوا جزء من الثورة. وقال "هنا يجب أن نفكك الادعاء الكاذب أنهم كانوا جزء من الثورة!". متسائلا "فهل كانوا كذلك؟.
وأضاف رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، "كل شيء يقول انهم كانوا ضد فبراير، وأصدق البراهين انقلابهم عليه، واختطافهم لكل نشطاءه، وعدم اعترافهم بالمبادرة، وبمخرجات الحوار، وتنصلهم عن التزامات واستحقاقات 11 فبراير". مؤكدا أن شباب فبراير "لن يغفلوا عن استهداف مليشيا الحوثي للساحات منذ اليوم الاول للثورة، عبر محاولاتهم الحثيثة لتفجير ازمات، وافتعال مطبات؛ لاعاقة الثورة من الداخل". حسب قوله.
تقاطع بين مشروعين!
ويرى الناشط محمد الأحمدي، أن مليشيا الحوثي لم يكن من مصلحتها تحقيق أهداف الثورة التي خرج الشباب لأجلها، ولهذا ذهبوا في تنفيذ مشروعهم الخاص بهم، وهو المشروع الذي لا علاقة له بالثورة والجمهورية والحرية.
وأوضح الأحمدي، في حديث لـ"العاصمة أونلاين"، أن "الحوثي لم يتنكر، لفبراير".. كونه لم يشارك فيه، ايمانا بأهدافها، وانما ايمانا بمشروعه الايراني الخاص به. وقال "الحوثي ثار لأهدافه الخاصة، ولكي يعيد الإمامة بثوبها الخميني، بدلاً عن الجمهورية والديمقراطية، وليس لأجل الأهداف التي ثارت لأجلها الأهداف الأخرى". في اشارة الى تقاطع الأهداف بين شباب الثورة، وبين أهداف الحوثي.
وأضاف، لأجل هذا التناقض بين مشروع الحوثي وثورة فبراير، "من الطبيعي أن يكون خصوم الحوثي من فبراير، باعتباره يريد مشروعه الخاص، ويريد الآخرين مجرد أدوات ووسائل". مشيرا الى أن "الحوثي تنكر لفبراير، كما تنكر للمؤتمر". باعتبار أنه "يريد أن يكون الجميع إلا عبيداً له". حسب قوله.
فبراير الحقت بهم العار!
وكان الكاتب والروائي اليمني، الدكتور مروان الغفوري، قد أوضح في مقال له في وقت سابق، أن الحوثيين اخترقوا ثورة فبراير كما اخترقوا الجمهورية. وقال "كما اخترق الحوثيون الجمهورية، فقد اخترقوا ثورة فبراير".
وأكد الغفوري في مقاله المنشور على مدونة الجزيرة، أن "ثورة فبراير مما يحسب لها انها أخرجت الحوثيين من جحورهم. وقال "لا تخوض ثورة 11 فبراير منفردة هذه الحرب، بل كل الجهات الداخلية والخارجية التي استنتجت بعد وقت يزيد أو يقل أنها كانت عملاً جماعياً بطولياً جاء في وقته".
وأضاف: "أخرجت ثورة فبراير الحوثيين من جحورهم وعرضتهم للهلاك في وضح النهار، كما ألحقت بهم عاراً وضعهم في درجة الفاشية في أسوأ تجليها. أما المتنكرون في الزي الحوثي فسيلقون أدواتهم التنكرية، في المدى المنظور، مخلقين واحداً من أكثر حقائق ما بعد الحرب إرباكاً: لقد تلاشت الحوثية، وربما منذ وقت طويل".