الأخبار
- تقارير وتحليلات
"المرأة" أيقونة ثورة 11 فبراير التي أسقطت "الإمامة والتوريث"
العاصمة أونلاين - خاص
الثلاثاء, 13 فبراير, 2018 - 01:36 صباحاً
"11 فبراير الخالدة، كانت انطلاقة المرأة قولا وفعلا، ً حتى صارت الثورة امرأة, والحرية امرأة, والكلمة امرأة، وأرتفع صوتها الذي كان عيب وعورة، ودوّى عبر ساحات الحرية في أرجاء الوطن كاملاً؛ ليكون صوتا وسوطا واحداً ضد الظلم والاستبداد، ولتصنع الغد، جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل".
ما سبق، كلمات دونتها الكاتبة الصحفية والروائية اليمنية، فكرية شحرة، أحد أبرز القيادات النسائية خلال ثورة الــ 11من فبراير، لتكشف عما مثّلته ثورة فبراير بالنسبة للمرأة اليمنية، والتي حولتها من الهامش الى المتن، ومن الحضور الباهت الى المشاركة الفعلية، وسبرت أغوار عظمة حفيدات بلقيس، اللاتي وقفن خلال عام ونصف، الى جوار أشقائهن الرجال، للمطالبة بالحرية والعدالة والكرامة.
فمن أول مسيرة في الثورة الشبابية، إلى كل ساحة اعتصام، وفي قوائم الشهداء والجرحى ومن تعرضوا للاعتقال، وفي الإعلام والمستشفيات الميدانية وحتى اللجان الأمنية في الساحات.. هناك كانت دائماً المرأة اليمنية في قلب الثورة التي كانت ربيعاً للمرأة اليمنية بقدر ما كانت ربيعاً للبلد نفسه، وهو الدور الذي أوصلها إلى منصة التكريم العالمي في جائزة "نوبل".
وبحسب مراقبين، فان المرأة اليمنية، كنت ربيع الثورة، في اطار الربيع العربي عموما فنظراً لطبيعة المجتمع اليمني المحافظ، وارتداء أغلب اليمنيات النقاب، فقد كانت مشاركة المرأة في المسيرات تجعل الصورة لوحة مميزة. وكانت ألوان العلم الوطني أكثر بريقاً وأعمق دلالة، وهو مرفوع على رؤوس الحرائر، ومرسوم على أكفهن ووجوههن. لقد رسمن خلال الثورة أزهى الصور السلمية والمتقدمة عن مجتمع لطالما تعرض للظلم في وسائل الإعلام التي تربطه بالتخلّف والعنف.
شهيدات الثورة!
كشفت احصاءات اعلامية صادرة عن المركز الاعلامي للثورة اليمنية، في وقت سابق، أن عدد شهيدات الثورة اليمنية، خلال ربيع 2011 بلغن، 19 شهيدة، لكل واحدة منهن قصتها التي تختلف عن الأخرى، وتحكي تفاصيل عظمة المرأة اليمنية الخالدة، التي سطرتها خلال الثورة الشبابية.
حيث تعرضت المرأة المشاركة في الثورة إلى شائعات واتهامات تصل إلى القذف من قبل بعضهم في إعلام النظام السابق، بل وعلى لسان رموزه في بعض الأحيان، وفي مختلف الوسائل.
ناطقة الثورة وصوتها الأجمل!
في مقال، لها تحت عنوان، "المرأة في فبراير"، تشير الكاتبة والصحفية، بلقيس احمد الابارة، أن المرأة اليمنية قد أقبتت بالفعل انها المعادلة الحرجة في الديمقراطيات الحديثة التي لم تكتف بالدعوة اليها ضمن حدود البيت مكبلة بقيود القبيلة بل تجاوزت ذلك، وأقنعت الجميع بالاعتراف بعمق تأثيرها وبحضورها الفاعل الذي سلب منك منذ زمن طويل.
وأضافت: "خرجت المرأة باحثة عنك أولا وعن طموحاتك، عن الوطن المسلوب الذي اردت له أن يعود ليكفل لك ذلك، تربعت على عرش القيادة وبادرت في تقديم التضحيات الجسام إلى جانب شقيقك الرجل لاقتلاع الفوضى وجذور الفساد".
وأشارت الى تنوع فنون نضال المرأة اليمنية خلال مشاركتها بالثورة، من خلال مشاركتها في التظاهرات والاعتصامات الجماهيرية. وقالت "كان لك الحضور القوي، والنصيب الأوفر في ساحات العزة والكرامة، بعموم الجمهورية، وأبرزها في العاصمة صنعاء".
وأشارت الى أن المرأة لم تكتف بمشاركتها في التظاهرات والاعتصامات بل تحولت الى ناطقه باسم الثورة ومعبرة عن أهدافها وطموحاتها. وقالت "أنشأت المراة المدونات، وصفحات الفيسبوك، وأسهمت من خلال وسائل الإعلام الحديثة فى تعزيز الوعى بمفهوم الحريات والتحرر، والدفاع عن حقوق النساء وحرية الرأي والتعبير، انطلاقا من اقتناعك بأن المشاركة في مسيرة التحول الديمقراطي هي الوسيلة الرئيسية التي يمكن أن تكفل لك حقوقك".