الأخبار
- تقارير وتحليلات
"النكتة الشعبية الساخرة".. السلاح اليمني في مواجهة أزمة الغاز المنزلي (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 07 مارس, 2018 - 09:07 مساءً
"الحمد لله تم القضاء على البطالة: النساء في محطات الغاز، والرجال في محطات البترول، والاطفال في الشارع بيجمعوا حطب، والحمد لله، الكل شغّال.."
ما ورد، واحدة من النكت الشعبية التي يتداولها اليمنيون مؤخرا، في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها؛ كتعبير عن أزمة الغاز المنزلي، وكذا المشتقات النفطية، والتي بات الحصول عليها من الصعوبة بمكان.
إذ واجة اليمنيون انعدام الغاز المنزلي، وارتفاع أسعاره بشكل خيالي في العاصمة صنعاء، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، بهذه النُكت الساخرة، كأقوى سلاح مجتمعي، يعمل على رفع مستوى الوعى الشعبي؛ لمواجهة الأزمات التي يمرون بها، بين كل وقت وأخر.
وتنوعت النكت الشعبية التي تم تداولها مؤخرا، بين النكتة الشعبية المكتوبة، أو عن طريق الفيديو، أو الرسوم الكاريكاتيرية، عبّرت في مجملها عن مدى معاناة المواطن اليمني في الحصول على الغاز، وكيف بات الحصول عليها حُلم بعيد المنال، وانعدامها لا يقل مأساة عن فقدان أحد الأصدقاء أو الأقارب، يستحق التعزية أو التهنئة حال الحصول عليها.
لماذا النكتة؟!
يتساءل الناس عادة: لماذا يلجأ المواطن اليمني، الى استعمال سلاح النكتة للتعبير عن معاناته واحزانه، والأزمات التي يعاني منها؟ وما الذي يدفعه لقهر تلك الظروف بإدخال الفرحة والبسمة على محيطة الاجتماعي من خلال هذه النكت التي تلقى رواجا وتداولا واسع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل التي تحرص على تداول هذه النكت.
وفي هذا الصدد، يرجع الفنان والممثل المسرحي، محمد أمين الجلال، السبب في هذا الى طبيعة الانسان اليمني الذي يحب الفرح والابتسامة، ويعمل جاهدا على قهر ظروفة من خلال هذه النكتة. مؤكدا أن "الانسان اليمني بالفطرة مرح، وبشوش، وصاحب ابتسامة" مشيرا الى أن اليمني "تجده في أحلك الظروف مبتسم؛ ولذلك نجده يطلق النكات الساخرة والمعبرة عن أي شيء أو موضوع يجده أمامه أو أي حدث جديد يطل على الساحة، سواء حدث اقتصادي او اجتماعي او ثقافي".
وعن تأثير النكتة الشعبية على مستوى المحيط الاجتماعي، يؤكد الجلال أن " النكتة في بعض الاحيان، يكون مفعولها اكبر من مفعول المقال او المحاضرة او الندوة". في معالجة المشاكل الاجتماعية.
ويضيف الفنان الجلال في حديثه لــ "العاصمة أونلاين"، أن "النكتة الشعبية دائما ما يكون مردودها ومفعولها كبير، ولها مفعول سحري في رفع مستوى الوعي والتوعية لدى المواطن، وخاصة المواطن البسيط الذي لم يعد يجد امامه الا النكتة والابتسامة التي يعبر من خلالها عندما يجد داخل نفسه هموم واحزان؛ نتيجة الحياة التعيسة التي يعيشها، وخاصة هذه الايام".
وأضاف: "أذكر في بداية عملنا المسرحي، كان شعارنا دائما هو استخدام النكتة لإيصال المفهوم، أي أننا كنا نضحك الناس ونسليهم لنوصل لهم الشيء الذي نريده، أو الرسالة التي نريد توجيهها للناس عن طريق النكتة والابتسامة". مؤكدا "أن استجابة واستيعاب الناس للشيء الذي تريده، يوصل لهم وهم مبتسمون، أفضل وأسرع من ايصالها وهم مكشرين وحزينين". حسب وصفه.
ودعا الفنان الجلال الى ضرورة أرشفة هذه النكت الشعبية التي يتم تداولها من وقت لأخر في كتب، حتى لا تندثر وتنتهي. وقال: "أتمنى أن يوجد من يؤرشف ويجمع هذا النكت الساخرة في كتاب؛ لأنه مع مرور الوقت والزمن سوف تصبح تراث؛ لأنها تحكي وتتكلم عن حقبه زمنية معينه". حد تعبيره.
فنّ معاصر ذات تأثير واسع
ويرى مراقبون، ان النكتة الشعبية، فن معاصر، ونوع من أنواع البلاغة، التي تحظى بجمهور واسع، وتكمن أهميتها الكبيرة في قدرتها على الانتشار الواسع، عكس الأوامر النقدية التي تحمل طابع جدي وصارم.
وفي هذا الإطار، يؤكد المحلل السياسي، "توفيق السامعي، أن النكتة السياسية لها جمهورها الواسع، وعبرها تصل الرسالة بكل سهولة، وأكثر انتشارا من النقد الصارم والجدية المفرطة".
وأشار في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، الى أن النكتة الشعبية، "تكون أبلغ تأثيراً في النفس من الرسائل الجادة، ولذلك تجد النكتة السياسية تنتشر بسرعة كبيرة، وتصل إلى أكبر قدر من الناس".
وأضاف: "النكتة السياسية، وحسن التصوير فيها للأوضاع، نوع من أنواع البلاغة، والفنون المعاصرة، التي لا يجيدها إلا القليل من الناس".
رصد!
وعودا على ما سبق، فقد حاولنا جمع بعض النكت الشعبية التي تم تداولها مؤخرا، ضد المليشيا الحوثية، وإنعدام الغاز المنزلي، على سبيل الاشارة لا الحصر، والتي باتت حديث المواطنين، في المقايل والأسواق والأماكن العامة، وحظيت بتداول اعلامي واسع على متخلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هذه النكت:
1 - "كان يجي صاحب الغاز، ويزعج خلق الله دقدقه بالدباب حقه، غاز غاز، الغاز الغاز، وكنا نقول عي يشله الباري، الظاهر ان الباري استجاب وشل الغاز". في اشارة الى انعدام الغاز وعدم وجود الباعة الذين كانوا يبيعونه في الشوارع والحارات.
2 - حمود اصطاد سمكة، خرجت السمكة من البحر. قالت حمود معك عقل أو يدي الله؟ قال كيف؟
قالت: معاك غاز؟ قال لا.
معك قيمة الزيت؟ قال لا.
معك قيمة حطب؟ قال لا.
قالت: كان ما معك والنباش؟ ما رأيك اطلع لك مشوي"
3 - طيب الدبة الغاز تخرج من مأرب بـ 2000 ريال، تطلع في البيجو جنب السواق لحالها بـ 1000 ريال، وتتغدى بـ 1000 ربع دجاجة ونفر رز، وتوصل صنعاء بــ 7000 ريال، ليشششش؟ يمكن تخزن أرحبي بنت كلب". ههههههه
4 - قبائل طوق صنعاء، تمهل الحوثي 24 ساعة لتوفير الغاز على مستوى المحافظة، وإن لم يوفر الغاز، فسوق يخرجون تدروا ليييييش؟ يحطبوا".