الأخبار
- تقارير وتحليلات
ما وراء زيارة بعثة الإتحاد الأوروبي إلى صنعاء؟ (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 19 مارس, 2018 - 11:44 مساءً
أثارت زيارة بعثة أوروبية- اليوم الإثنين- إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي منذ 21 سبتمبر 2014، تساؤلات حول طبيعة وأهداف الزيارة، وهل تأتي ضمن مسار خطة دولية تسعى لفرض تسوية سياسية، أم أن هدفها تقديم مساعدات إنسانية.
مصادر ملاحية قالت إن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي أنطونيا كالفو بويرتا وسفراء فرنسا وهولندا والسويد وصلوا اليوم الإثنين إلى مطار صنعاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام.
وفي نظر الحكومة الشرعية فقد رأت بأن زيارة الدبلوماسيين الأوربيين تهدف الى الضغط على الانقلابيين للقبول بمتطلبات عملية السلام والتعاون مع المبعوث الدولي الجديد وعدم إعاقة الأعمال الانسانية وجهود الإغاثة.
وبيّن المصدر الحكومي لـ"العاصمة أونلاين" بأن "الزيارة تمت بالتنسيق معها وتم منحهم تأشيرات الدخول وبإشراف من دول التحالف العربي".
وسخر المصدر من ادعاءات الانقلابيين بان الزيارة قد تشكل شكلاً من التضامن مع الجماعة الانقلابية ومن الأصوات التي تحاول استثمار الزيارة على غير ما هو مخطط لها.
وكان اجتماع للحكومة برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم الاثنين، قد أكد على دعم جهود ومساعي المبعوث الاممي الجديد الى اليمن مارتن جريفث وتقديم كافة أشكال التعاون.
وشدد الاجتماع على التعاون مع جهود إحلال السلام المرتكز على مرجعياته الأساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216م.
دور مساعد للمبعوث الأممي
وعن تداعيات زيارة البعثة الأوروبية إلى العاصمة صنعاء التي تعد أول زيارة منذ ثلاث سنوات، أوضح الصحفي والمحلل السياسي مأرب الورد، أن الزيارة تأتي في إطار لعب دور مساعد للمبعوث الأممي الجديد ومحاولة للإطلاع على الأوضاع باليمن في مناطق سيطرة الشرعية والإنقلاب عن قرب.
وأكد الورد في تصريحه لموقع "العاصمة أونلاين" أن الزيارة لن تغير من حقيقة الموقف الدولي تجاههم كانقلابيين يتعين عليهم التعاطي بإيجابية مع الجهود الرامية للتسوية، موضحاً أن هناك حراكا دبلوماسيا تقوم به العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في محاولة لإحياء المشاورات والتوصل لحل سياسي ينهي الحرب في اليمن.
ويحاول الاتحاد الأوروبي عبر ممثلته باليمن أن يساهم في خلق بناء الثقة بين الأطراف اليمنية تكاملاً مع جهود بريطانيا والأمم المتحدة على المستوى الدولي بالتزامن مع جهود سلطنة عمان على المستوى الإقليمي والتي تحاول تقريب وجهات النظر بين السعودية كداعمة للشرعية وكقائدة للتحالف من جهة، وإيران التي تدعم الحوثيين من جهة أخرى، حسب ما ذكره الصحفي مأرب.
الدول الكبرى إلى جانب الشرعية
وبالنسبة للسويد فدورها يتعلق بالجانب الإنساني –بحسب تأكيد الورد- وهي إحدى الدول التي دعمت القرار الأممي الأخير والبيان الرئاسي عن مجلس الأمن وستضيف في أبريل القادم مؤتمرا دوليا للمانحين لمساعدة اليمن.
وعلق الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح على زيارة البعثة الأوروبية قائلاً "منذ فترة يضغط الأوروبيون لإقناع الحكومة والتحالف العربي بضرورة السماح لسفرائهم بلقاء الحوثيين في صنعاء، لإقناعهم بالتزام مرجعيات الحل والبحث في تفاصيله".
وأضاف "الموقف الأمريكي والبريطاني قريب من موقف التحالف والحكومة، لكن الكل أراد أن يفسح للأوروبيين الفرصة، ليجربوا حظهم مع الانقلابيين".
يُذكر أن المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ، اتهم ميليشيات الحوثي بإعاقة التوصل إلى سلام أو اتفاق، أثناء القائه كلمة في مجلس الأمن أواخر شهر فبراير المنصرم.