الأخبار
- تقارير وتحليلات
في «عيد الأم».. كيف تعيش المرأة اليمنية في ظل الحرب الحوثية على المجتمع؟
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 21 مارس, 2018 - 10:35 مساءً
تحتفل دول العالم في 21 مارس من كل عام تكريمًا للأمهات وتقديراً لتضحياتهن الكبيرة في خدمة المجتمعات وعرفانًا لما يقدمنه لأبنائهن وأسرهن، إلا ان المرأة اليمنية لم تحظ بأي سعادة ولو بسيطة في هذا اليوم نظراً للأوضاع والممارسات التي تنتهجها المليشيات الانقلابية بحق المرأة اليمنية والمجتمع ككل.
حيث تأتي هذه المناسبة والأم اليمنية تبحث عن ولدها في سجون المليشيات المختلفة أو تتذكر ولدها الذي أعطاها العام الماضي ورداً وهذا العام أصبح في عداد الموتى أو من جرحى الحرب التي فرضتها المليشيات الانقلابية منذ ثلاث سنوات.
قمع التظاهرات
ولم تقتصر الحرب الحوثية على ملاحقة الرجال وقتلهم والتضييق عليهم ممن يخالفونها الرأي بل فرضت حصارًا أمنيًا على النساء وضيقت على تحركاتهن في مناطق سيطرتها، ومؤخراً جنّدت المليشيات مجموعة من النساء في كتائب أسمتها "الزينبيات" وتستخدمهن لقمع التظاهرات والاحتجاجات النسوية بالعاصمة صنعاء وآخرها ما حصل اليوم من اعتداء واحتجاز لنساء من حزب المؤتمر بصنعاء.
المراكز الثقافية
واتسعت دائرة الحرب الحوثية على المرأة اليمنية لتصل إلى قمع التظاهرات النسوية بل شملت المراكز الثقافية ومراكز التحفيظ الخاصة بالنساء في العاصمة صنعاء حيث طالت أكثر من 90% من إجمالي المراكز في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات ناهيك عن اعتقال النساء واختطافهن، ونشر الجواسيس داخل مجالس النساء لمراقبتهن ورصد أحاديثهن- بحسب ما ذكرته مصادر لـ"العاصمة أونلاين".
وفي وقت سابق رصد المركز الإعلامي للعاصمة صنعاء حالات تضييق ارتكبتها المليشيات الحوثية على سائقات السيارات ومنها التلفظ عليهن بألفاظ نابية وأصبحت المرأة تخاف قيادة السيارة بمفردها خوفاً من الاعتداءات والبطش الحوثي.
طوابير الغاز والماء
وتنوعت معاناة المرأة اليمنية في مناطق سيطرة المليشيات، فقط شهدت شوارع العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية مجموعات من النساء يقفن في طوابير طويل لساعات من أجل الحصول على أسطوانة غاز منزلي جراء الأزمة التي اختلقتها المليشيات لإثراء السوق السوداء وجني أموالاً طائلة.
ولم تتوقف معاناة المرأة اليمنية هنا، بل إنها منذ سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء نهاية العام صبحت تقف في طوابير الحصول على الماء والغاز وتخرج لجمع قوارير الماء لبيعها والمساعدة في اعالة الاسرة وبعضهن تقف في جم، والمرأة اليمنية تقف في طوابير للحصو على ماء الشرب، وتخرج إلى الشوارع لبيع علب المناديل الصغيرة، والبحث عن الكراتين والحطب لطهي الطعام لأولدها خصوصاً ممن اختطفت المليشيات أزواجهن أو قتلتهم أو أخفتهم قسرياً.
قمع التجمعات
إحدى الأمهات في العاصمة صنعاء تروي لـ"العاصمة أونلاين" تروي حادثة اعتداء على نساء بحضورها فتقول: "دخلت الشرطة النسائية لتفتيش المنزل وقمن بقلب تنظيم وترتيب المنزل رأسا على عقب، بل واعتدين بالضرب على صاحبة المنزل وهي حامل ما أدى إلى حالة ولادة مبكرة كادت تودي بحياتها وحياة طفلها".
وتضيف بأن المليشيات ضيّقت على المرأة في العاصمة صنعاء معيشتها بل وصل بها الحد إلى منع تجمعات النساء أو إرسال نساء حوثيات مدربات للتجسس على التجمعات النسائية والاعتداء على الحاضرات اللاتي يتعرضن للجماعة بالنقد أو إبداء الرأي المخالف لتوجهات الجماعة الحوثية وأفكارها.
المدارس والجامعات
القمع الذي تمارسه المليشيات الحوثي الانقلابية بحق النساء وصل الاعتداء على الطالبات في المدارس وفي جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية، حيث تقول إحدى الطالبات بأنها وزميلاتها أصبحن يخفن من قول أي كلام في السياسة يتعرض للجماعة أو ينتقد سياساتها تماماً كما يحصل لقريباتها في المدرسة خوفًا من أن تكون المعلمة أو الصديقة تعمل لصالح المليشيات الحوثية.
وتذكرت الطالبة كيف كانت المرأة تحظى بمعاملة خاصة واحترام فائق حيث كان الرجال يفسحون لها في الباصات والشوارع العامة والمحلات أما الآن مع همجية الحوثيين أصبحت المرأة تهان في كل الأماكن
الضغط يولد الانفجار
وتعلق أخرى بأن الضغط الذي تمارسه المليشيات الحوثي على اليمنيين في معيشتهم وحياتهم لابد من أن يولد حالة انفجار قريبة في وجه الظلمة وأعوانهم، مشيرة إلى أن الحوثيين هم السبب في فقدان اليمنيات لأبنائهن وأزواجهن واخوانهن فضلاً عن تكبيل حرياتهن وامتهان كرامتهن وسلب حقوقهن البسيطة.
وتؤكد بأنها مستعدة لمساعدة الشعب في انتفاضته الكبرى ضد المليشيات عندما يصحوا من هول الصدمة وستساند الأحرار بكل ما أوتيت من قوة.
فالحصار الذي فرضته المليشيات الحوثية ضد المرأة اليمنية والتضييق عليها في جميع مجالات الحياة التعليمية والصحية والاجتماعية والدينية والثقافية لم يحصل في أي بلد بالعالم وسيأتي اليوم الذي تدفع المليشيات ثمن فعلتها، حسب قولها.