الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف يستغل الحوثيون "الشائعات" لحشد المقاتلين إلى الجبهات؟ (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 06 أبريل, 2018 - 07:41 مساءً
منذ اطلاق المليشيا الحوثية لشائعة اغتصاب فتاة من قبل أحد أفراد قوات التحالف العربي، في مديرية الخوخة، بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، وهي تعمل على استثمار هذه الحادثة؛ في محاولة منها لتحقيق مكاسب جماهيرية وعسكرية، بيد أنها فشلت في هذا الأمر فشلا ذريعا، وعلى مختلف الأصعدة.
وكانت الفتاة، التي قيل أنها تعرضت لعملية اغتصاب، قد نفت أثناء التحقيق معها تعرضها لأي محاولة اغتصاب، من قبل أحد الجنود السودانيين المرابطين في معسكر أبو موسى الأشعري.
وباتت الشائعات الوسيلة المُثلى لحشد المغرر بهم من أبناء القبائل اليمنية الذين يرون جرائم العرض، لا تقبل التخاذل أو التهادن معها، الى جبهات القتال، خصوصا بعد فشلها في كثير من الاجراءات التي تعلن عنها المليشيا بين كل فترة وأخرى، تحت مسميات مختلفة، تتنوع من وقت الى أخر.
فمن الوثيقة القبلية، الى الخيارات الاستراتيجية، مرورا بالشائعات التي تطلقها المليشيا الحوثية، سواء تلك المتعلقة بتحقيق الانتصارات الوهمية في مختلف الجبهات، او إطلاقها صواريخ وقصفها عددا من المدن السعودية والاماراتية؛ وكل ذلك ليس له من هدف سوى، حشد الأطفال وصغار السن ، والمغررين بهم الى جبهات القتال، والذين أودت بهم الى المحارق، وحولت اليمن الى مقبرة كبيرة، وصالة عزاء مفتوحة، لتزايد أعداد قتلاها يوما بعد أخر.
استغلال ومتاجرة
ومنذ اطلاق تلك الشائعة، التي خرجت من مطابخ الانقلابيين، شرعت مليشيا الحوثي في تنظيم العديد من الفعاليات للرجال والنساء، ابتدأها مفتي المليشيا الحوثية، الذي استغل هذه الشائعة للإعلان عن ضرورة الجهاد، والحشد لجبهات القتال، والتي جاءت متزامنة مع الخسائر التي تتكبدها المليشيا في مختلف الجبهات، والتقدم الكبير الذي باتت يحققه أبطال الجيش الوطني، في كل المحافظات.
اضافة الى تلك الفتوى الحوثية، نظمت المليشيا عددا من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية في العاصمة صنعاء، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، اضافة الى خروج مسيرات نسائية للحوثيين في صنعا، يوم الثلاثاء الماضي، واليوم الجمعة، حيث كشفت تلك الفعاليات أن هذه الشائعات باتت الوسيلة المُثلى التي تحاول من خلالها المليشيا تسويق نفسها، أنها تدافع عن اليمنيين وأعراضهم، متناسية أنها السبب في كل ما يحصل في اليمن من خراب ودمار، باغتصابها السلطة بقوة السلاح في سبتمبر/ أيلول 2014م.
فشل ذريع
وسعت الجماعة الانقلابية إلى استغلال الحادثة لاستثارة الشارع اليمني ضد قوات التحالف العربي التي تقوده السعودية في اليمن، بعد الخسائر المتلاحقة التي مني بها الحوثيون في مختلف جبهات القتال، واقتراب كتائب الجيش الوطني من معقل زعيمهم في محافظة صعدة، شمال البلاد، وايضاً الاقتراب من السيطرة على مركز مديرية "نهم" شرقي صنعاء.
وعبر ناشطون حقوقيون وإعلاميون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم من حملة التشهير الحوثية في حق الفتاة، مستهجنين استغلال الحوثيين لسمعة وأعراض النساء اليمنيات في سبيل كسب تعاطف المواطنين والدفع بأبنائهم إلى القتال في صفوف الجماعة.
تناقضات
وفي هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون الاجتماعية، منصور عبدالمجيد العريقي، إن الحوثيين يحاولوا استغلال القيم والأعراف الاجتماعية في المجتمع اليمني لتحقيق مكاسب على المستوى الجماهيري والعسكري، في الوقت الذي انتهكوا كل المحاذير القيمية.
وأكد العريقي في حديثه لموقع "العاصمة أونلاين" أن الجماعة فقدت مصداقيتها عند الجماهير بسبب التناقض الفج، حد تعبيره، بين شعاراتها والممارسات على أرض الواقع.
على الصعيد العسكري، قالت مصادر مطلعة إن جماعة الحوثيين استغلت شائعة الاغتصاب لرفع معنويات مسلحيها وشحذ هممهم.
وذكرت المصادر أن محاولة الحوثيين الفاشلة للتقدم باتجاه مدينة حيس القريبة من الخوخة، تأتي في هذا السياق، حيث أخبرت القيادات الميدانية المسلحين بأنهم سيخوضون معركة الدفاع عن العرض، على حد تعبيرها. مضيفة، أن العملية الحوثية التي انطلقت من مناطق قرب الجراحي أخفقت في تحقيق أي تقدم باتجاه مدينة حيس.