الأخبار
- تقارير وتحليلات
"أزمة الغاز" ورقة سياسية بيد المليشيا الحوثية.. ومصدر لجباية الأموال (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الثلاثاء, 10 أبريل, 2018 - 09:44 صباحاً
لا تزال العاصمة صنعاء تعاني من أزمة الغاز المنزلي الخانقة، والتي تشكل عبئ إضافي لأزمات متتالية، تعمدت مليشيا الحوثي افتعالها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في العام 2014م، تحت ذريعة أنقاص الجرعة السعرية عن المشتقات النفطية، والتي كانت تصل وقتها إلى 1500 ريال للأسطوانة 20 لتر، من الغاز، و3500 لـ 20 من البترول.
تدخل أزمة الغاز المنزلي شهرها الثاني ومحطات التعبئة لاتزال مغلقة أبوابها أمام المواطنين فيما السوق السوداء التابعة للمليشيا تنشط ببيع الغاز بأكثر من 10000 ريال للأسطوانة، وسط تغاض السلطات الحاكمة لصنعاء معاناة السكان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب لكثير من الأسر التي انقطع عنها الرواتب الشهرية وانعدمت لديها فرص العمل.
بدأت في معظم شوارع العاصمة صنعاء مظاهرات عنيفة وقوية تطالب بتوفير مادة الغاز بعد اغلاق كافة المحطات وارتفاع سعرة في السوق السوداء؛ إلا أن المليشيا سارعت بإطلاق حملة "الكروت" عبر عُقال الحارات لمنع أي غضب قد ينقلب ضدها وبذلك تُحكم سيطرتها مجدداً على العاصمة.
( م.ع) مواطن من أحد أحياء القاع بمديرية التحرير، قال في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، انعدم الغاز وانتظرنا لأيام طويلة أمام المحطات، وعند تزايد عدد السكان واشتداد المعاناة بدأنا مظاهرة قوية أمام مبنى أمانة العاصمة؛ لكن المليشيا انزلت أكثر من 5 أطقم عسكرية مليئة بالمسلحين فرقتنا بالقوة واعتقلت البعض وهددتنا بإطلاق النار علينا في حال استمرارنا بالمطالبة بتوفير الغاز .
لجأت المليشيا بعد ذلك الى سياسة "الكروت" في حي الحصبة والزراعة وشعوب ومذبح وغيرها من الأحياء، كغطاء لممارساتها في عمليات النهب لحقوق المواطنين الضرورية لمقومات الحياة، كما الحال في أزمة انقطاع رواتب موظفي الدولة وقيامها بتوزيع "البطائق السلعية " أنهت بها المظاهرات التي بدأت في ميدان التحرير للمطالبة بالمستحقات المالية، وما لبثت تلك البطائق حتى اختفت .
وكلفت المليشيا عقال حارات صنعاء بتوزيع كروت الغاز على السكان، أسطوانة واحدة لـ 15 يوم، ما أضطر الكثير منهم الى استخدام "الحطب" و "الفحم"، ووسائل أخرى في طهي الطعام في الوقت الي يتم فيه توزيع أكثر من كرت تعبئة للغاز للعائلات التي تعرف بالقيادات أو المشرفين تصل في بعض الحالات لـ 100 أسطوانة للشخص الواحد بحسب سكان.
من جهتها، المواطنة "منى" في حي شعوب، أوضحت أنها، لأكثر من شهر لم نستطع ان نمتلك أسطوانة واحدة وبدأنا بالطهي على الحطب ودخلنا نفذ في جلب الطعام من الخارج، وعاقل الحارة لم يحرك ساكناً وكثير من العائلات التابعة للحوثي مستقرة داخل منازلهم، ثم حصلنا على أسطوانة لكن العاقل اخبرنا أننا لنحصل على واحدة أخرى إلا بعد شهر .
شركة الغاز اليمنية الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية قالت إن استهلاك العاصمة للغاز بشكلة الطبيعي يصل إلى 27 مقطورة غاز في اليوم الواحد، ومع الأزمة لا يتم إدخال سوى 115 مقطورة في أقل من شهر ما يعادل 9 مقطورات في اليوم فقط، وهي كمية لا توفر نصف احتياجات السكان .
وفرضت المليشيا على ملاك المحطات القاطرات رسوماً غير قانونية، وصلت إلى 100% وتعرض التجار للأبتزاز في الحواجز التابعة للمليشيا الحوثية المنتشرة من مأرب إلى صنعاء، كما شنت حملة اعتقالات واسعة لملاك المحطات وصل الى أكثر من 25 معتقل في أقل من أسبوع.
ويباع الغاز المنزلي في بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسعر يصل الى 1500 – 2000 ريال للأسطوانة 20 لتر، وتؤكد الحكومة أنها تزود المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا بمادة الغاز بكميات كافية وبسعر يصل إلى 1500 ريال شاملة لأجور النقل .
وتعتمد المليشيا الحوثية على واردات المشتقات النفطية لتمويل جبهات القتال التابعة لها، وتعمد الى سياسة إخفاء المشتقات عن المناطق الخاضعة لها بغرض رفع أسعارها والحصول على المال وافتعال ازمة إنسانية خانقة للسكان واستخدامها كورقة سياسية للضغط على الأمم المتحدة لتلبية متطلباتها المختلفة والتي تحقق بها أهداف إيران الداعمة لهم.