الأخبار
- تقارير وتحليلات
"صالح الصماد".. هل قُتل بغارة جوية أم بتصفية جسدية؟! (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 23 أبريل, 2018 - 08:40 مساءً
أعلنت مليشيا الحوثي، مساء اليوم الاثنين، مقتل رئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى، التابع للإنقلابيين، صالح الصُماد، في غارة للتحالف العربي، بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، وسط تساؤلات عن سبب مقتلة، خصوصا وأنها جاءت في ظل ظروف غامضة، وتأكيدات عن مقتله نتيجة لخلافات داخلية.
وأعلنت قناة المسيرة الحوثية، تعيين مهدي المشاط، رئيساً للمجلس السياسي للانقلابين في صنعاء، وهو أعلى سلطة تدير مؤسسات الدولة، في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا، وذلك خلفاً للقيادي القتيل صالح الصماد.
والقيادي الحوثي، مهدي المشاط، هو مدير مكتب زعيم ميلشيات الحوثي وأحد أبرز القيادات المقربة من زعيم الحوثيين.
فرضيات
ربما بات هذا هو السؤال المُلحّ في هذه اللحظة، هو من قتل صالح الصماد؟، خصوصا وأن ظروف مقتله جاءت في أعقاب الحديث عن خلافات كبيرة، وصراعات داخل أجنجة المليشيا الانقلابية، طرفاها محمد الحوثي من جهة، ومحمد علي الحوثي من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي، نبيل البكيري، أن فرضية التصفية للصماد أقوى، من فرضية مقتله من قبل طيران التحالف.
وسرد البكيري، ثلاث فرضية تعزز وتؤكد أن مقتلها جاء بناء على خلافات داخل أجنحة المليشيا الحوثية، أولا: صراع أجنحة الجماعة وتوسعها، ثانيا: عدم علم التحالف وإعلانه عن ذلك مبكرا، ثالثا: إعلان الجماعة عن مقتله بهذه الطريقة الباردة.
اتهامات سبقت الإعلان
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط"، قد نقلت في عددها الصادر يوم الجمعة الماضية 20 إبريل/نيسان 2018 عن مصادر مقربة من جماعة الحوثي "عدم إستبعادها تصفية الصماد عقب تصاعد خلافات داخلية، وسط تبادل للاتهامات بالفساد وسرقة الموارد المالية".
ونشرت هذه المعلومة في الصحفية السعودية بعد يوم واحد من مقتل الصماد في يوم الخميس 19إبريل/نيسان 2018 بحسب بيان النعي الذي أعلنته ميلشيات الحوثي، حيث ذكرت "أن اختفاء صالح الصماد منذ ثمانية أيام، شعل فتيل الخلافات الداخلية الحوثية".
وبحسب الصحيفة "إن الحوثي أبدى استياءه الشديد من رئيس مجلس الانقلاب صالح الصماد، لفشل الأخير في إنجاح عملية التعبئة والحشد واستقطاب المجندين الجدد، إضافة إلى تهاونه الرسمي في عدم إقامة احتفالات ضخمة لإحياء ذكرى مصرع مؤسس الجماعة حسين الحوثي".
وكان آخر ظهور رسمي للصماد في صنعاء كان في 11 أبريل/ نيسان 2018، قبل أن يوقفه عبد الملك الحوثي عن ممارسة مهامه وتحركاته الميدانية ولقاءاته بأتباع الميليشيا، وهو النشاط اليومي الذي كان يجد معارضة من قبل محمد علي الحوثي ابن عم شقيق الجماعة، ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، إلى جانب معارضة عبد الكريم الحوثي الذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي للميليشيات في صنعاء، بحسب ما نقلت الصحيفة
وتعد تصريحات صالح الصماد التي كان أبدى ندمه فيها على تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح من قبل ميليشيات جماعته، جزء من الأسباب التي دفعت الحوثي وأقاربه السلاليين لمعاقبته، خاصة أنه لا ينتمي إلى سلالتهم.
ويعرف عن جماعة الحوثي الإنقلابية أنها لا تعلن بسرعة عن مقتل أحد قياداتها وأحيانا تخفي أخبار مقتلهم لفترة طويلة، ويثير سرعة نشر خبر مقتل الصماد بعد مقتله في أربعة أيام علامات إستفهام كبيرة، وترجيح تصفيته من قبل ميلشيات الحوثي بسبب خلافات داخلية بين أطراف وأجنحة في جماعة الحوثي.
صراع الأجنحة
وكان عبد الباسط الشاجع، مدير مركز العاصمة الإعلامي، قد أكد في وقت سابق، لصحيفة «الشرق الأوسط»، إن الخلاف بدا واضحا للعيان في العاصمة بين الجناح السياسي الذي يمثله صالح الصماد بحكم ترؤسه «المجلس السياسي الأعلى»، وعدد من القيادات التي تنتمي إليه من صنعاء وذمار، وبين الجناح الثوري الذي يرأس لجنته العليا محمد علي الحوثي والقيادات التي تنتمي إلى صعدة.
وأضاف أن وتيرة الخلاف ارتفعت بين هذه القيادات في الأيام القليلة الماضية، بعد أن أُقصي «المؤتمر الشعبي العام» من المشهد، ليظهر الخلاف بين جناحي الميليشيات حول تقسيم السلطة والأدوار التي يقوم بها كل جانب للحفاظ على ما تبقى من مدن تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وأشار الشاجع إلى أن عبد الملك الحوثي يقف إلى جانب قيادات صعدة، لأنها مصدر القرارات التي يجب تنفيذها دون الرجوع إلى باقي القيادات، وهو ما أثار قيادات المجلس السياسي في صنعاء والمناطق الأخرى الذين يشعرون أنهم مهمّشون، وأن قيادات صعدة هي التي تسيطر على الثروات والقرارات بالمؤسسات كافة.
وأكد أن عبد الملك الحوثي تخلص من شخصيات وقيادات عدة في مراحل متعددة، لخلافه معهم في وجهات النظر وطريقة تسيير الأمور ومنهم صالح حبرة، كما أن بعض القيادات مغيّبة ولا تظهر في صنعاء حالياً، الأمر الذي يثير مخاوف سكان العاصمة من مواجهة مسلحة في الأيام المقبلة بحكم اتّساع حدة الخلافات..
تساؤلات؟!
وكان عددا من الناشطين قد تساءلوا عن الأسباب الحقيقة التي تقف وراء مقتل الصماد، خصوصا وأن المليشيا لم تعلن عن مقتل قيادات أخرى بجواره، خصوصا وأنه كان بمثابة رئيس، يحظى بمرافقة عددا من المسؤولين، وهذا بيت القصيد، فإن أعلنت المليشيا مقتل قيادات أخرى، بهذا يعزز صحة ما ذهبت اليه، أن قتل بغارة لطيران التحالف.
وإن لم تعلن المليشيا ذلك، فإن هذا يعزز صحة فرضية أن الصماد قتل على أيدي المليشيا، نتيجة الصراع الواضح بين أجنحة المليشيا، بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك، بالتأكيد أن صالح الصماد حضر جنازة القيادي الحوثي، ناصر القوبري، والذي قتل الخميس في جبهة الحدود.
وتساءل أحد الناشطين بالقول: لم يقتل الصماد يوم الخميس يا حوثة؟ الصماد حضر جنازة القوبري يوم السبت الماضي، بجامع الصالح، وشهود عيان أكدوا ذلك. وكما حضر أمس حسب إعلام الحوثة في دورت التصنيع العسكري الذي تحدثوا عنه. متسائلين: فلماذا تزعم عصابة الحوثي الإيرانية أنه قتل يوم الخميس 19 أبريل 2018م؟ وهل الخلافات الداخلية بينهم أدت إلى تصفيته؟