×
آخر الأخبار
تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل مسؤول حكومي: مليشيا الحوثي نهبت 2مليار دولار من مبيعات النفط خلال عامين الإدارة الحوثية في "جامعة صنعاء" تثير سخرية اليمنيين.. وناشطون: "مسخرة وأي لعنة حلّت بنا" في 10 محافظات.. تسجيل 155 حالة اشتباه جديدة بالكوليرا خلال أبريل الماضي.. تضرر أكثر من 4700 أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي في 8 محافظات تركيا تقرر الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بـ"العدل الدولية" في اليوم الأول من "مايو".. مليشيا الحوثي تدفن خمسة من قيادتها في صنعاء مليشيا الحوثي تقتل مواطنا بعد شهر من اختطافه في "الحديدة" بعد شهر من طرح عملتها المعدنية.. أزمة السيولة والعملة التالفة تتفاقم في "صنعاء" مصادر: تصفية قيادي حوثي جنوبي صنعاء

ارتفاع جنوني في أسعار ملابس العيد بصنعاء والتجار يكشفون الأسباب (تقرير خاص)

العاصمة أونلاين - خاص


الإثنين, 04 يونيو, 2018 - 10:45 مساءً

صورة لمحلات بيع الأقمشة بصنعاء

بالقرب من أحد محلات بيع الأقمشة، وسط العاصمة صنعاء، وقف مراد محمد، مذهولا من ارتفاع الأسعار بأشكال جنونية، أجبرته على العودة، دون أن يتمكن من شراء كسوة العيد لأطفاله".

"مراد"، جندي في الجيش، اجبرته الظروف المعيشية، وانقطاع الرواتب على العمل بالأجر اليومي، بعد أن فقد مصدر دخله الوحيد المتمثل بالمرتب، والذي أنتهى في أيدي الحوثيين، ولا أمل يلوح في الأفق بالعودة لإستلام حلمه المتمثل بالراتب. كما يقول.

 يعول مراد، 7 من الأبناء، ولد، و6 بنات، يواصل الليل بالنهار، لكي يوفر لهم مصدر العيش الرئيسي، حيث تزامن انقطاع الراتب، مع ارتفاع الأسعار، وعدم وجود فرص عمل.

يقول مراد: لي من البلاد أربعة أشهر، لم استطع السفر؛ لإني لم أقدر أوفر ريال واحد، ما فيش عمل، وما حصلته، لا أدري أين أذهب به. هل أرسله للأولاد في البلاد كمصاريف؟ أم أبُقيه كصرفه لي، حق أكل وشرب، ومواصلات وغيرها؟.

يضيف مراد في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، لي ست بنات لم استطع أن أوفر لهن كسوة العيد، يتصلين بي بشكل يومي، وأعجز عن الرد، لأني أعيش بين نارين، نار البطالة، ونار الهموم التي تلاحقني، نظير الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأسرة بالبلاد، وليس لديهم ما يأكلون".

يتابع مراد حديثه بالقول: تخيل ذهبت للسوق ومعي سبعة الف ريال، لم استطع فيها شراء أحذية لثنتين من البنات، بسبب ارتفاع الأسعار بأشكال جنونية". ويختتم حديثه بالتنهد والقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

مراد، صورة حقيقة لمعاناة المواطنين، في العاصمة صنعاء؛ نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل غير مألوف، دون أن يكون هناك أي مراعاة لمعاناة الناس الذين يعيشون اوضاعا بالغة في الصعوبة.

أسواق بديلة

وبحسب مواطنين، في العاصمة صنعاء، فإن آلاف الأسر باتت عاجزة عن شراء كسوة العيد لأولادها؛ بسبب ارتفاعها بأشكال جنونية، دفعت الكثير منهم للذهاب الى محلات الحراج، وبيع الملابس المستعملة، للتعويض عن الملابس الجديدة التي عجزت عن اقتناءها.

وفي هذا الصدد، يقول أبو روان، أنه ذهب الى الحراج في منطقة شعوب، بالعاصمة صنعاء، لشراء ملابس العيد لأولاده، مرجعا ذلك الى ارتفاع أسعارها بشكل كبير جدا، واصفا اياها بـ"النار المشتعلة".

وأضاف: لدي ستة أولاد، ذهبت لكي احاول اشتري لهم من المعرض، وجدت القطعة بعشرة الف ريال، يعني أحتاج أكثر من  ستين الف ريال، للبنات فقط، حق فساتين، ناهيك عن بقية الأغراض الأخرى. مؤكدا أنه يحتاج الى مبلغ مائة الف ريال، لشراء كسوة العيد لأولاده.
 
يقول ابو روان: تخيل هذا المبلغ الان من فين احصل عليه في ظل هذا الوضع؟ لا رواتب، ولا عمل ولا أي شيء يشعرنا بالأمل أو التفاءل". حسب قوله.

أسعار جنونية

حلّ شهر رمضان المبارك لهذا العام، فيما يعاني اليمنيون خاصة في العاصمة (صنعاء)، والمحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، من ارتفاع كبير ومتواصل في أسعار السلع الأساسية والغذائية خصوصاً اللحوم والخضار والفواكه، والمشتقّات النفطية وأجور النقل، مع انقطاع الرواتب وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم، وانقطاع الكهرباء.

وطالت ارتفاعات الأسعار التي تراوحت بين 20 و40 في المئة مقارنة برمضان الماضي، متطلّبات الشهر الكريم بخاصة الطحين ورقائق السنبوسة والزيوت والسكر والحليب والزبادي والتمور والمكسّرات والبهارات.

ورفع الحوثيون سعر صفيحة البنزين أو الديزل (20 ليتراً) إلى 7300 ريال يمني، وهو ضعف السعر المعمول به في المحافظات الخاضعة للسلطة الشرعية. وتباع قارورة الغاز المنزلي عبر نقاط البيع المباشر أو من طريق عقّال (مشايخ) الحارات في صنعاء ومحافظات عدّة بأكثر من ثلاثة آلاف ريال، وهو سعر يزيد أيضاً عن مثيله في المحافظات الأخرى".

تقارير صادمة

مطلع فبراير الماضي، كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي عن المؤشرات الاقتصادية للعام2017م، عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية خلال العام بنسبة بلغت (25%) مقارنة بالعام 2016م، وأن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هي الأولى في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية. 

وبحسب التقرير الصادر عن المركز للعام الثالث على التوالي فان أسعار المواد الأساسية ارتفعت ايضا بنسبة بلغت (50%) عن العام2015م، في حين بلغت نسبة ارتفاع أسعار المواد الأساسية خلال العام2017م، مقارنة بما قبل الحرب2014م، سجل متوسط ارتفاع بلغ (72%).

وأوضح رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفي نصر بأن هذا الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية ( الدقيق، السكر، الارز، حليب الاطفال، زيت الطبخ ) يعود الى العديد من الأسباب ابرزها تراجع سعر صرف العملة الريال وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وغيرها من الأسباب المتعلقة باستمرار الحرب التي تضاعف معاناة الملايين من اليمنيين .   وسجلت المشتقات النفطية نسبة ارتفاع كبيرة خلال العام 2017م، متوسط ارتفاع بلغ (42%) مقارنة بالعام الماضي 2016م.

ووفق ما ذكر التقرير فان المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي سجلت المراتب الأولى في نسبة ارتفاع المواد الأساسية والمشتقات النفطيه، وكشف التقرير عن تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن خلال العام الماضي والذي يعتبر العام الأسواء منذ اندلاع الحرب في البلاد، حيث بلغت نسبة عدد السكان الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية (85%) أي ما يقارب (22.2مليون نسمة)، منهم (11.3مليون نسمة) بحاجة ماسة لمساعدات انسانية عاجلة.

ما هي الأسباب؟

يرجع التجار في العاصمة صنعاء، أسباب ارتفاع الأسعار في كافة المواد الغذائية وملابس العيد، إلى عدة أسباب أهمها، الاجراءات التي أتخذها الحوثيون مؤخرا في العاصمة صنعاء، من فرض ضرائب بنسبة 100 % على التجار في مداخل العاصمة.

وفي هذا الصدد، يؤكد محمد عبد الله، أحد التجار في العاصمة صنعاء، أن الاجراءات الحوثية التي تم اتخاذها مؤخرا، والمتمثلة بدفع ضرائب بنسبة 100 % عليهم في مداخل العاصمة، وغيرها من المنافذ الجمركية التي استحدثها الحوثيون مؤخرا في عدة محافظات، هو السبب الأول في هذا الإرتفاع.

ويضيف محمد في حديثه لــ"العاصمة اونلاين"، أن هذه الاجراءات الحوثية يتحمل عادة تبعاتها المواطن؛ لأن التاجر ليس من المعقول ان يخسر ضرائب وأجور نقل وغيرها، ثم يأتي ليبيع بنفس السعر، الأمر الذي يدفعهم الى رفع الأسعار، لتغطية هذه التكاليف.

وأوضح أن من الأسباب كذلك، ارتفاع اسعار الدولار، وكذا الايجارات بأشكال كبيرة جدا، اضافة الى اسعار الكهرباء، لأنهم يضطرون يشتركون في الكهرباء التجارية، والتي يصل سعر الكيلو الى 250 ريال، للكيلو الواحد، وهذا كله بينعكس على الأسعار، ويتحملها المواطن الغلبان.

ويؤكد أن هذه الارتفاعات ليست من مصلحة التجار، خصوصا وان هذه الارتفاعات ليست ناتجة عن ارتفاع الطلب، وانما لتغطية التكاليف حق الاستيراد للبضائع، وملحقاتها. حسب قوله.

 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً