تحتفل جماعة الحوثي وأتباعها في العاصمة اليمنية صنعاء بما يسمى "يوم الولاية" ويمارسون طقوساً واحتفالات مستوردة من إيران ويحاولون صبغها بطابع ديني يخدم سياسة الأمر الواقع التي يعملون على تكريسها وفرضها على المجتمع اليمني.
 
وتسعي جماعة الحوثي منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء بتسهيلات كبيرة من الرئيس المخلوع صالح، إلى طمس هوية الدولة وتطييف المجتمع اليمني وتغيير البنية المذهبية والعقائدية في اليمن والتي سادها التعايش على مدى قرون طويلة بين المذهبين الرئيسيين في البلاد الشافعي والزيدي.
 
ونشرت جماعة الحوثي- خلال اليومين الماضيين- الآلاف من اللافتات والشعارات الطائفية المثيرة للجدل في شوارع العاصمة صنعاء وطبعتها على جدران المنازل ومؤسسات الدولة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة صريحة من الجماعة لتأصيل ثقافة الإقصاء التي انتهجها الحوثيون منذ انقلابهم على الدولة في سبتمبر 2014 وتقديم أنفسهم كخيار إلهي.
 
هذه الممارسات الحوثية الجريئة، لاقت سخطاً واسعاً في أوساط الشارع اليمني، محذرين من خطورة الخطوات الحوثية المتقدمة في طمس هوية الدولة اليمنية وتطييف المجتمع وتغيير البنية المذهبية والعقائدية في اليمن والتي سادها التعايش على مدى قرون طويلة بين المذهبين الرئيسيين في البلاد الشافعي والزيدي.
 
وتنتشر هذه المظاهر في إيران والعراق التي يمثل الشيعة “الاثني عشرية” أغلبية سكانية فيها، كما تنتشر في الطائفة الشيعية بلبنان وسوريا.
 
ورغم أن أغلبية شيعة اليمن من الزيدية إلا أنه وفي السنوات الأخيرة انتشر الاحتفال بعيد الغدير بشكل تدريجي- وخصوصاً- في المحافظات التي تمثل فيها جماعة الحوثي أغلبية، مثل محافظات صعدة، وهو الأمر الذي يشي بحدوث تحول مذهبي تدريجي، وسط شيعة اليمن.
 
وتداول ناشطون ومثقفون وصحفيون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر شعارات ولافتات حوثية عمّت شوارع وجدران المنازل في العاصمة صنعاء، وكتبوا عليها تعليقات ساخرة وأخرى ساخطة تستنكر هذا التوجه الخطير الذي تنتجه جماعة الحوثي وتفرضه على المجتمع اليمني بقوة السلاح وبتواطئ من الرئيس المخلوع علي صالح.
 
موقع "العاصمة أونلاين" رصد بعض ردود الأفعال اليمنية على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
الجمهورية الشيعية
 
الإعلامي المقرب من الرئيس المخلوع علي صالح، نبيل الصوفي نشر في صفحته على "الفيس بوك" صورة لأحد الشعارات الحوثية على جدار إحدى مؤسسات الدولة بصنعاء وعلق عليها قائلاً: "شعارهم حول مؤسسات الدولة، من أصغر وزارة إلى دار الرئاسة. وتساءل الصوفي قائلاً: "المشكلة هل هم دارين ان هذا يعني اعلان: الجمهورية الشيعية، والا مش واخذين بالهم؟"
 
لن يطول المقام
 
الباحث والخبير العسكري اليمني، علي الذهب، قال: "يُمنّي الحوثيون أنفسهم وأتباعهم من قطط الموائد، أن اليمن بات في قبضتهم، وأن حقبة جديدة من إمامة الكهنوت تتجذر لعقود قادمة على هذا التراب!"
ونصح جماعة الحوثي وأتباعها بقوله: "وفّروا الدماء، فلن يطول بكم المقام".
 
وأضاف "الذهب" في تعليقات مقتضبة بصفحته على "الفيس بوك": ولاية اليمن لليمني، الحر، الأبي، الرافض لكل أشكال التوريث السُّلالي الكهنوتي، والجمهوري المزيف، أما أنتم ولفيفكم من العبيد، فجائحة طارئة زوالها عما قريب، بإذن الله، ثم بسواعد الأحرار".
 
هويتنا وطنية يمانية
 
مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت قال: "لا ولاية هاشمية.. لا شافعية... ولا زيدية.. هويتنا وطنية يمانية .."

وأضاف في منشورات له بصفحته على الفيس بوك: "لا ولاية إلا للجمهورية اليمنية. ولا آل بيت إلا آل بيت اليمن.. ولا دولة إلا دولة الوطن".
 
وعلق الصحفي والكاتب اليمني عامر الدميني على المشهد الحالي في صنعاء بقوله: "مؤسف أن تهيمن علينا كيمنيين وتحكمنا أفكار عقيمة من 14 قرن ونحن نعيش تحت شمس القرن الـ21 بكل مظاهره".
 
يوم ولايتنا
 
بلغة حادّة، خاطب الصحفي اليمني صالح القطيبي، جماعة الحوثي وأتباعها بقوله: "يوم ولايتنا يوم الـ 26 من سبتمبر المجيد اليوم الذي قضى على خزعبلاتكم وهرطقاتكم المرفوضة من قبل الشعب اليمني فلتذهبوا إلى مزبلة التاريخ أيها الحثالة".

وأضاف بالقول: "سبتمبريون ولدنا .... سبتمبريون سنحيا.. فلتذهبوا بولايتكم إلى الجحيم"
 
حاصروا الإمامة
 
الشيخ محمد عيضة شبيبة أحد مشايخ مدينة صعدة (معقل جماعة الحوثي) وعضو جمعية علماء اليمن، ومؤتمر الحوار الوطني، خاطب اليمنيين بقوله: انتقلوا عملياً لتخليد سبتمبر في ذاكرة أجيالنا لا تكتفوا بالإبتهاج في ذكرى إنطلاقها فقط".

واقترح "شبيبة" على الآباء "رصد جوائز قيمة لمن يأتي من أولاده بأفضل ترجمة للسلال، لعلي بن المغني، للثلايا، للقردعي، للزبيري ، لبقية رجال الثورة.. لمن يحفظ قصائد الزبيري وخطب نعمان.. لمن يستوعب مراحل الثورة ويتحدث عنها باستفاضة".

وأضاف في منشور له بصفحته على الفيس بوك رصده "العاصمة أونلاين" "أجروا بينهم المسابقات وأرصدوا لهم الجوائز حتى يتشبعون بسبتمبر ورموزها.. حاصروا الإمامة وأطردوها من كل بيت بثقافة أجيالنا وبغضهم للإمامة وأعمالها.. رحبوا بثوار 26 سبتمبر في كل بيت.. البيت بيتهم أهلا وسهلا بهم على العين والرأس".
 
شكراً للحركة العنصرية
 
"كنا نجهل عظمة ثورة 26سبتمبر، شكراً للحركة العنصرية التي عرفتنا بقيمتها" هكذا عبّر البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري، وأوضح قائلاً: الجيل الذي لم يعايش حكم بيت حميد الدين كان يجهل الكثير عن قبح الإمامة السلالية العنصرية،

واستدرك الحميري في نشور له بصفحته الرسمية على الفيس بوك: "لكن بعد قيام الحركة الحوثية السلالية وجرائمها في حق الشعب والوطن أدرك وأيقن أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة أعظم ثورة في تاريخ اليمن المعاصر بل والقديم أيضاً على الإطلاق، يجب التمسك بها والعض عليها بالنواجذ مهما كانت التضحيات"..

وختم بقوله "لم نكن ندرك عظمتها قبل انكشاف قبح الحركة الحوثية السلالية.. رحمة الله على أبطال ثورة 26 سبتمبر الجبارة ولهم الخلود".