الأخبار
- تقارير وتحليلات
تصاعد مخيف للجرائم والحوادث الأمنية بصنعاء واتهامات للحوثيين بالوقوف ورائها
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 25 يوليو, 2018 - 11:29 مساءً
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء (خاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية)، تصاعداً مخيفاً في عدد الجرائم والحوادث الأمنية المتفرقة والتي تسببت في إثارة الخوف والهلع في أوساط السكان.
ولا يكاد يمر يوم في صنعاء دون أن يبلغ سكان ومصادر محلية وشهود عيان "العاصمة أونلاين" عن حوادث أمنية متفرقة ارتكبتها أو تسببت بها مليشيات الحوثي الانقلابية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وجميعها ضحاياها من المدنيين الأبرياء.
وتأتي هذه الجرائم التي أرعبت الساكنين في الوقت الذي تشهد شوارع العاصمة صنعاء انتشاراً كبيرة لنقاط مليشيات الحوثي المسلحة والتي يتهمها السكان بالتستر على القتلة والمجرمين.
جرائم نهب
ونهاية الأسبوع الماضي، اعتدت عناصر حوثية مسلحة على أحد تجار البسطات وسط العاصمة صنعاء وأقدمت على نهب تجارته التي تعد المصدر الوحيد له لأسرته.
وقالت مصادر محلية- حينها لـ"العاصمة أونلاين"- إن مليشيات الحوثي نهبت بضاعة التجار المذكور في سوق مازدا وسط صنعاء، بعد رفضه دفع الجبايات التي فرضتها عليه المليشيات وقدرها 10 الف ريال، وهو مبلغ يفوق دخل الرجل الذي يعول أسرته ويعتمد على هذه البسطة في تغذية أطفاله.
وتواصل مليشيات الحوثي الانقلابية حملات جمع الجبايات الدورية من كبار التجار ومضايقتهم وكذا ملاحقة صغار التجار والباعة المتجولين وتطالبهم بدفع مبالغ مالية تفوق 10 ألف ريال في حين لا يزيد مستوى دخل هؤلاء الباعة عن المبلغ المفروض.
حوادث الانتحار
الحرب المتواصلة والتي فرضتها مليشيات الحوثي الانقلابية قبل نحو ثلاث سنوات تسببت في تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين إلى مستويات قياسية وتسببت هذه الأوضاع في انتحار العديد من المواطنين خصوصاً في مناطق سيطرة المليشيات.
ومطلع الأسبوع الجاري، قالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين"، أن الشاب محمد حسين العرسة (24سنة) أقدم، الأحد الماضي، على الانتحار مع طفله الصغير "مصطفي" من أعالي أحد مرتفعات مديرية مناخة غربي صنعاء، فور عودته من جبهات مليشيات الحوثي.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي كانت قد استغلت الظروف المعيشية الصعبة للشاب وأجبرته على القتال في صفوفها، غير إنه ما لبث أن فر من الجبهة وعاد لينتهي به الأمر إلى الانتحار مع طفله الوحيد.
وقبلها بيومين قالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين " إن الطفل وسيم تعرض- في الآونة الأخيرة- للضرب المتواصل من قبل والده، مرجحة أن ذلك قد يكون السبب وراء الانتحار، وبحسب الشهود فإن الضغوط المعيشية والمجتمعية قد تكون السبب وراء تصرفات والده.
ويعاني سكان العاصمة صنعاء ومناطق تسيطر عليها مليشيات الحوثي، أوضاعاً معيشية صعبة بفعل ايقاف الحوثيين مرتبات الموظفين لأكثر من عامين واستغلالها حاجات المواطنين للدفع بأبنائهم الى جبهات الجماعة.
جرائم قتل
وسط الفوضى والانفلات الأمني الذي تشهده أمانة العاصمة صنعاء، سجلت العديد من حوادث القتل والشروع في القتل من قبل عصابات مسلحة، تحظى بحماية وتشجيع من قبل مليشيات الحوثي.
وكانت آخر جرائم القتل الاثنين الماضي، حيث قالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين": إن الشاب عبد الله داوود يامنّ، من أبناء مديرية ريمة، قتل على يد عصابة مسلحة، داخل سيارته.
وأوضحت المصادر بأن أفراد العصابة قاموا باستئجار السيارة الأجرة التي يعمل فيها المذكور في صنعاء، وطلبوا منه إيصالهم إلى أعلى منطقة في حي آرتل، بمنطقة بيت بوس، جنوب صنعاء، وفور وصوله إلى المكان، سددوا له عدة طعنات قاتله، ولاذوا بالفرار. وبحسب المصادر فإن المجني عليه، ليس بينه وبين أحد أي خلاف على الإطلاق، ويحظى باحترام وتقدير جميع جيرانه وزملاؤه.
وشهدت صنعاء انتشار غير مسبوق للعصابات المسلحة، حيث جاء مقتل الشاب داوود بعد أيام على اختطاف عصابة مسلحة لإحدى الفتيات، وحرقها، في جريمة لم تشهد مثلها العاصمة قط.
وكان شاب في العشرينيات من عمره، قد لقي مصرعه، الاسبوع قبل الماضي، في حي نقم بصنعاء، وذلك بعد تلقيه عدة طعنات قاتلة من عصابة حاولت التحرش بكريمته، وحين قام بالدفاع عنها؛ قامت العصابة بقتله بالسلاح الأبيض، والفرار الى مكان مجهول.
وتأتي هذه الجرائم في الوقت الذي تنشغل فيه مليشيا الحوثية بملاحقة النشطاء والمعارضين لها، وبحملات ابتزاز التجار ونهبهم الأموال، وتترك المجال واسعاً أمام عصابات القتل والإجرام والتي تتهم المليشيات بحمايتهم وتوفير الأجواء المناسبة لعملهم.
جرائم سرقة
شهدت العاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، العديد من جرائم النهب والسرقة لممتلكات شخصية لمواطنين وكذا محلات تجارية. وكان أبرز هذه الجرائم هو تعرض امرأة لعملية سرقة أثناء مرورها بأحد شوارع صنعاء، وتعد ثاني عملية من هذه النوع خلال أقل من شهرين.
وقال شهود عيان لـ"العاصمة أونلاين" إن سائق دراجة نارية أقدم على انتشال حقيبة امرأة وسرقتها أثناء مرورها بجوار مبنى الخدمة المدنية بصنعاء، نهاية الاسبوع الماضي، الأمر الذي أصابها بالهلع والخوف جراء هذا السلوك الغريب على المجتمع اليمني.
اشتباكات.. بين حوثيين ومواطنين
شهدت عدد من أحياء العاصمة صنعاء، اشتباكات مسلحة بين قيادات في جماعة الحوثي الانقلابية ومواطنين في إطار التنافس المحموم بين قيادات جماعة الحوثي على شراء الأراضي والعقارات ومحاولة السطو عليها بقوة السلاح.
ونهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، نشبت اشتباكات مسلحة بين عناصر من مليشيات الحوثي وسكان محليون في محيط شارع الثلاثين بحي الحصبة وسط صنعاء إثر منع مليشيا الحوثي لعائلتي "الرحبي" و"البدوي" من البناء في أرضيهما بحجة أنها ستكون "حديقة " وهو ما رفضته العائلتان لتندلع الاشتباكات بين الجانبين واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والسلاح الأبيض.
وقالت مصادر مطلعة- حينها لـ"العاصمة أونلاين"- أن الاشتباكات لم تسفر عن أي خسائر بشرية فيما واصلت مليشيات الحوثي الاصرار على قرارها بمنع أصحاب الأرض من التصرف بها، في الوقت الذي تتهم هذه العائلات نافذين في جماعة الحوثي بمحاولة سرقتها والاستثمار فيها تحت ذريعة الحديقة.
اشتباكات.. بين مواطنين بدعم حوثي
ومنتصف الشهر الجاري، شهدت منطقة شملان شمالي العاصمة صنعاء، اشتباكات مسلحة بالأسلحة الخفيفة اندلعت بين مواطنين ومسلحين في جماعة الحوثي وأسفرت عن اصابة أحد المسلحين.
واندلعت الاشتباكات- بحسب شهود عيان ومصادر محلية- إثر خلافات نشب بين مسلحين تابعين لمالك محطة كهرباء خاصة وأشخاص آخرون بالقرب من سوق شملان، وتطورت الخلافات للاشتباك بالرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة أحدهم بطلق ناري في بطنه.
وبحسب المصادر فإن سبب الخلاف هو رغبة مجموعة من الأشخاص في إقامة محطة كهربائية جديدة بالقرب من المحطة السابقة، وسبقها تهديدات ووعيد من الطرفين، كما أن الطرفين استعانوا بمسلحين تابعين لمليشيا الحوثي في لإخضاع الطرف الآخر.
وتشهد العاصمة صنعاء انفلات أمني غير مسبوق في الوقت الذي تنتشر عناصر مليشيات الحوثي المسلحة في جميع الشوارع الرئيسية والفرعية، فيما يتهم السكان مليشيات الحوثي بتوفير الحماية للقتلة والمجرمين وعدم توفير الحماية اللازمة للمواطنين وممتلكاتهم كما توفرها لقياداتها ومشرفيها ومصالحهم المختلفة.