اقتحمت ميليشيا الحوثي الانقلابية، اليوم السبت، حرم جامعة صنعاء واعتدت على تظاهرات طلابية منددة بانهيار العملة المحلية وتردي الأوضاع المعيشية، وقامت المليشيات باختطاف أكثر من 50 طالبًا وطالبة واقتادتهم إلى جهة مجهولية.
 
الاعتداءات الحوثي المسلحة على الطلاب المتظاهرين بطريقة سلمية ومصادرة هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية، لاقت ادانات واسعة، باعتبارها انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقوانين والأعراف المحلية والدولية.
 
وعبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال، عن ادانتها واستنكارها الشديدين لقيام مليشيات الحوثي الانقلابية باختطاف الطالبات من جامعة صنعاء والتعرض لهن بالضرب والزج بهن في السجون، معدةً هذا الأجراء انتهاك سافر لحقوق المرأة وللقوانين الدولية الانسانية .
 
سابقة خطيرة
 
وقالت الكمال، في بيان صحفي، ان الاعتداء واختطاف النساء نساء عٌزل، يعد سابقة خطيرة، في مسلسل الاجرام الوحشي من ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين.. لافتة الى أن اختطاف النساء والتعرض لهن بالضرب بوحشية جريمة اخلاقية وانسانية بامتياز وتتنافى مع القيم الأخلاقية للمجتمع اليمني، ولم يسبق احد ان قام بمثل هذه الجرائم الا مليشيات الحوثي الانقلابية.
 
ودعت الكمال التي تشغل أيضا عضوية المجلس الأعلى للمرأة العربية، المفوضية السامية لحقوق الانسان، والمنظمات المعنية بحقوق المرأة إلى تدوين هذه الجرائم وادانتها وتحويلها إلى الامم المتحدة ومجلس الامن والمحافل والدولية والانسانية كون هذ الانتهاكات مجرمة القوانين الحقوقية والدولية الانسانية.
 
وأعربت الكمال عن بالغ قلقها من تزايد حالات العنف ضد المرأة والطفل في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية، لافتة الى ان قيام الميليشيا بتجنيد مليشيات نسائية تحت مسميات طائفية كـ (الزينبيات) واستخدامهن لاعتقال وضرب النساء مؤشر خطير من الجماعة للاستمرار في الجرائم الوحشية بحق المرأة.
 
إرهاب
 
من جهته، قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي: “إن ما حدث اليوم في حرم جامعة صنعاء إرهاب غير مبرر وتجذير لسلوك الحكم الاستبدادي، وأضاف الحميدي: لقد حجبت مليشيا الحوثي كافة المنافذ الإعلامية على اليمنين للتعبير عن آرائهم، وضيقت على الحريات السياسية، ونصبت المحاكمات غير القانونية، وتمارس إخفاء قسري وتعذيب ممنهج منذ استيلائها على العاصمة صنعاء بتاريخ 21 سبتمبر 2014م بهدف إرهاب المدنيين، وإسكات كافة المعارضين لسياسة المليشيا.
 
وطالبت منظمة سام، منظمات المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة التدخل لحماية المدنيين في اليمن، والضغط على مليشيا الحوثي للإفراج الفوري عن المعتقلين والمعتقلات من سجونهم فورا، وضمان أن يتمتع المدنيون في اليمن بحقهم القانوني في التظاهر والتجمع السلمي الذي كفلة الدستور والمواثيق والمعاهدات الدولية.
 
اعتداء ممنهج
 
التحالف اليمني لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، دان بأشد العبارات الاعتداءات الخطيرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الانقلابية، اليوم، بحق عدد من النساء اللاتي تظاهرن في شوارع العاصمة صنعاء، داعياً المجتمع الدولي الوقوف بجدية تجاه ممارسات المليشيا القمعية للمواطنين العزل في المناطق القابعة تحت سيطرتها.
 
وقال التحالف في بيان له “ما حدث من اعتداء ممنهج من قبل مليشيات مسلحة طال طلاب وطالبات عزل مؤشر خطير لتدهور حالة حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، جراء استخدامها القمع والترهيب ضد المواطنين العزل ممن خرجوا اليوم للمطالبة بالعيش بكرامة ورفض التجويع وسياسة التركيع”.
 
وطالب “تحالف رصد” مليشيا الحوثي بسرعة إطلاق سراح جميع المختطفات دون قيد أو شرط، ومحاسبة مرتكبي هذه الإنتهاكات، محذراً من ان تشكيل شرطة نساء وتسليطها ضد النساء يعد “ممارسة قمعية وانتهاك للحقوق”، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف بجدية تجاه ممارسات المليشيا القمعية للمواطنين العزل في المناطق القابعة تحت سيطرتها.
 
ثورة مستمرة

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات واسعة لنشطاء ومثقفين وسياسيين يمنيين، دانت الممارسات القمعية التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق المتظاهرين السلميين، وأكدت أن هذه الممارسات كشفت الوجه الحقيقي للمليشيات، والتي اقتحمت صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، وانقلبت على الدولة تحت شعار اسقاط الجرعة، بينما عملت خلال 4 سنوات على تجويع اليمنيين واستعبادهم.
 
وأكدت جميع الردود على أن جميع المتورطين في قمع الاحتجاجات السلمية في صنعاء وغيرها من المحافظات سينالون جزائهم الرادع، ولن تسقط هذه الممارسات الارهابية بالتقادم.