عاشوراء في صنعاء.. تحشيد طائفي واستغلال سياسي وإهدار للمال العام

الأخبار
تقارير وتحليلات

عاشوراء في صنعاء.. تحشيد طائفي واستغلال سياسي وإهدار للمال العام

العاصمة أونلاين - خاص

الأحد, 01 أكتوبر, 2017 - 12:49 صباحاً

عاشوراء في صنعاء.. تحشيد طائفي واستغلال سياسي وإهدار للمال العام

احتشد أتباع مليشيا الحوثي الانقلابية ،عصر امس السبت الى شارع المطار بالعاصمة صنعاء لإحياء مناسبة مايدعى بـ "يوم عاشورا " ، والتي تعيد توجيهها طائفياً ،على غرار ماتفعله الطوائف الشيعية في إيران وكربلاء .

وتصادف المناسبة التي تحييها مليشيات الحوثي الطائفية ، "ذكرى استشهاد الحسين بن علي" التي حدثت ،في السنة الهجرية 61هـ، أي قبل نحو 1400سنة ،من العصر الحالي .

وقامت مليشيات الحوثي باستعدادات كبيرة ،لإحياء الفعالية ، تضمن طباعة عددا كبيرا من المطبوعات الطائفية ،واللافتات الدعائية ونشرها في شوارع العاصمة ،وكذا توزيع كم كبير من الاعلام الحمراء ،المعروفة عند الشيعة .

وتأتي فعالية الحوثيين بـ"يوم عاشورا"بعد اقل من شهر من احتفاء الجماعة ،بما يعرف "يوم الغدير"او "الولاية" والتي انفقت المليشيات ميزانية ضخمة ،للدعاية ،ونشر صور زعيم الجماعة ،ودعوات الإقرار "بحق الولاية للسلالة الهاشمية "وزعت على كامل النطاق الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي المتمردة بصنعاء ومحافظات اخرى .

الى ذلك ،انفقت مليشيات الحوثي مليارات الريالات من المال العام المنهوب بحوزة قياداتها ،للاحتفاء بذكرى الانقلاب في ال21سبتمبر المنصرم ،وجرى تجيير مؤسسات الدولة وممتلكاتها الواقعة تحت سيطرة المليشيات ، لاحتفال ذكرى الانقلاب ،بما في ذلك دفع مبالغ 30 الف ريال لكل شخص استجاب لدعوة الاحتفال ،وضخ نحو100 لتر بنزين لسيارات انصار الحوثيين ، واستخدام سيارات الاسعاف التابعة لمستشفى ذمار لنقل عناصر الحوثيين الى ساحة احتفال المليشيات بذكرى الانقلاب في السبعين بصنعاء .

وبينما تتكدس أكوام القمامة في شوارع العاصمة صنعاء ،المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الطائفية ،يعايش الناس وضعاً خارج الصلاحية إنسانيا ،فلا ماء ،ولا كهربا ، ولاراتب منذ مايربو عن ثلاثة اعوام ،وبفعل انعدام سبل الحياة والصحة والتغذية ،انتشرت جائحة الكوليرا بصورة مخيفة ،لتتصدر صنعاء ومحافظات الانقلاب الخمس ،بحسب تقارير الرصد الوبائي النسبة الاكثر، في الاصابة ،والوفيات ،وكذا حالات الاشتباه بالوباء ،بالمقابل لاتكترث مليشيات الحوثي لوضع البؤس هذا ،فبعد اقل من شهر من طباعة لوحات كبيرة بمبالغ مهولة ،تزيل المليشيات لوحات دعائية ضخمة رفعت في مناسبة "الغدير"الطائفية لترفع بدلاً عنها لاحياء مناسبة "عاشورا"وبميزانية ضخمة تحدق فيها انفس كسرها الجوع ،وقلوب ساخطة .

وما انفق الحوثيون لاحياء مناسبة يوم عاشورا في صنعاء ومحافظات الانقلاب ، بحسب مصادر واحصائيات ،تعد مبالغ هائلة ، تقدر بمليارات الريالات ،صرفت على طباعة اللوحات الدعائية الضخمة والصور والبروشورات الطائفية .

ويكشف "م .ر" احد ابرز ملاك شركات الدعاية والاعلان بصنعاء ، الى ان ماتنفقه جماعة الحوثي ، لطباعة صور المئات من قتلاها مايكلف لكل قتيل 140الف ريال حيث يتم طباعتها بالفورمات.
ويشير بخصوص طباعة الدعاية الطائفية ،الى ان امانة العاصمة- فقط - تحتاج الى نحو2000 لافتة كبيرة الحجم ؛وتكلفة الواحدة 150الف ريال ،وطباعة 30الف لوحة من الحجم الصغير بما يقارب 20الفا للواحدة.

وأضاف ان تكلفة اللوحات القماشية ، التي تعلق في الحارات 10الف ريال للواحدة على الاقل ، والتي يكتب عليها عبارات لحسين الحوثي وغيره، ويتم طباعة عشرات الآلاف منها ,ناهيك عن أكياس المخمل التي تكلف نصف مليون ريال لـ10الاف كيس وتم طباعة أضعاف هذا العدد’مجمل تكاليف هذه الفعالية وحدها يتكرر ،لأكثر من خمس فعاليات في الشهر الواحد والتي تقام في العديد من المحافظات والمديريات.
وتنفق جماعة الحوثي ، ملايين ريالات اخرى ،على ندوات وفعاليات طائفية في صنعاء ومحافظات خاضعة للانقلاب .

وبذات الآلية ،تصرف مليشيات الحوثي المليارات من الريالات ،من ايرادات المحافظات الواقعة تحت سيطرتها ،اضافة الى الاختلاسات غير القانونية من المواطنين بحجة المجهود الحربي وغيره ، على المناسبات الطائفية التي تدخل ،في صميم المعتقدات الطائفية للشيعة في ايران وكربلاء، بينما يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة وتفشي الاوبئة القاتلة، بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب ،ومايقارب عام ونصف العام ،من إيقاف المليشيات مرتبات الموظفين .

وقوبل حشد الحوثيين لاحياء ذكرى عاشورا ،التي عادة مايصاحبها سلوكيات مثيرة للغرابة ،كالنياحة،والبكاء وضرب الخد ،ولبس اسود الثياب ،ورفع شارات حمراء ،وهي مافتئ الحوثيون يمارسونها علنية ،في صنعاء بعد ثلاثة اعوام من الانقلاب - قوبل بموجة سخرية اشتعلت على مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات الساخرة من الجماعة وطقوسها التي وصفت بالسخيفة، ولفت بعض النشطاء الى استغلال الحوثيون المناسبات الطائفية بدافع الاستقطاب السياسي وإضرام نيران الكراهية بين ابناء المجتمع الواحد.