الأخبار
- منوعات
في أي عمر يفقد الإنسان شبابه ويصبح كبيرا في السن؟
العاصمة أنلاين - متابعات
الثلاثاء, 19 سبتمبر, 2017 - 09:47 صباحاً
نشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن العمر الرسمي الذي يمكن عنده أن يعتبر الإنسان أنه أصبح كبيرا في السن ومملا.
وبحسب دراسة أجرتها جامعة كِنت البريطانية، فإن عمر 35 سنة ليس فقط هو العمر الذي يُنظر فيه إلينا على أننا لم نعد "شبابا"، وإنما هو العمر الذي يصل عنده الرجال إلى "قمة الشعور بالوحدة"، والنساء إلى "قمة الشعور بالملل".
كما أن هذا العمر هو الذي نبدأ عنده في أن نكره وظائفنا، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته شركة "روبرت هاف" للموارد البشرية في بريطانيا، وشمل أكثر من ألفي موظف.
اليابان ترفع شعار "لا للعمل حتى الموت"
وتشير بعض الأبحاث إلى أنه خلال مرحلة منتصف الثلاثينيات العمرية، تزداد الضغوط العائلية، والمسؤوليات المالية، لتسبب الكثير من المشاكل في كل من العمل والمنزل.
زيادة الضغوط؟
ووفقا للـ"بي بي سي"، ستصبح فكرة الأمن الوظيفي أكثر إلحاحا في ذلك الوقت. وبحسب للبيانات التي جمعها المكتب الوطني للإحصاءات في بريطانيا خلال استطلاع أجراه في الربع الأول من عام 2017، كان الموظفون في المرحلة العمرية من 35 إلى 49 سنة أكثر عرضة للتسريح من العمل بنسبة تصل إلى الضعف، مقارنة بالموظفين في المرحلة العمرية من 25 إلى 34 سنة.
وكان العاملون في تلك المرحلة العمرية (من 35 إلى 49) أقل رضا في عملهم من أقرانهم الأصغر سنا، وفقا لذلك الاستطلاع.
وأشار الاستطلاع أيضا إلى أن هناك واحدا من بين كل ستة موظفين بريطانيين فوق 35 سنة لم يكن سعيدا في وظيفته، وهي نسبة تبلغ ضعف النسبة الخاصة بالموظفين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة.
لماذا تتفاوت الأجور كثيرا بين الجنسين في هوليوود؟
ويقول أشلي ويبمان، المدير بشركة "روبرت هاف" البريطانية: "هذه مجموعة متشابكة من الأمور، فعندما تكون لديك أسرة، ومزيد من المسؤوليات المالية، فإن ذلك يأتي في وقت تحقق فيه نموا في مهنتك، وتبدأ فيه في تولي أدوار قيادية، وهو ما يؤدي إلى مزيد من المسؤوليات".
ويقول ويبمان إن العاملين الأصغر سنا يستفيدون في الغالب من انخفاض سقف التوقعات من جانب مديريهم، ومن الطموحات الكبيرة أمامهم، بينما يعاني العاملون في منتصف الثلاثينيات من أعمارهم من أجل الإجابة عن السؤال: هل حققتُ ما أريده؟
وتقول جوليا كلارك، التي تعمل لصالح شركة إبسوس لأبحاث السوق، إنه من الإنصاف "أن نعتبر أن بعض الاختلافات بين مرحلتي ما قبل 35 سنة وما بعدها تعود إلى حقيقة أننا نحن من نصنع هذا الحد الفاصل".
وتضيف كلارك أنه من الشائع بين شركات الأبحاث أن تستخدم شرائح عمرية تفصل بينها عشر سنوات أو أكثر. لذا، قد لا تكون هذه التصنيفات العمرية متوافقة مع بعضها البعض.
كما أن النساء فوق سن 35 سنة، من اللائي يردن إنجاب أطفال، يواجهن مخاوف بشأن الخصوبة، رغم أن دراسات حديثة تشير إلى أن الخصوبة عند النساء لا تتراجع بشكل حاد ومفاجئ كما يتصور البعض.
ففي الولايات المتحدة، هناك عدد متزايد من النساء يؤجلن حملهن الأول إلى ما بعد بلوغ الثلاثينيات، من أجل مواصلة الدراسة، وتأمين وظيفة أفضل.
كيف يخطط الأشخاص الأكثر انشغالا أوقاتهم؟
وتحدثت "بي بي سي" عن أسباب مادية تؤدي إلى تأخير إنجاب الأطفال، فقد توصلت دراسة نُشرت عام 2011، في دورية "اقتصاد السكان"، إلى أن كل عام تؤخره المرأة في إنجاب الأطفال يؤدي إلى زيادة في الدخل الوظيفي لديها بنسبة تسعة في المئة.
قرارات مؤجلة
ويقول ديليب جيست، مدير مركز الشيخوخة الصحية بجامعة كاليفورنيا سان ديجو، إن هناك فهما خاطئا مفاده أن مرحلتي العشرينيات والثلاثينيات من أعمارنا ستكونان أفضل سنوات حياتنا، وأن التراجع في مختلف أوجه الحياة يبدأ في مراحل لاحقة لذلك.
لكن في الواقع، تمتلئ هذه السنوات بالضغوط والمخاوف المختلفة المتعلقة باتخاذ القرارات المصيرية في حياتنا.
كما أن ارتفاع متوسط الأعمار في الدول المتقدمة، وما يصاحب ذلك من وفرة الخيارات المتاحة في ظل اقتصاد متشابك عالميا، يجعل عملية الاستقرار في وظيفة واحدة، وموقع جغرافي واحد، أمرا أكثر صعوبة مقارنة بما كان عليه الأمر لدى الجيل السابق.
ويقول جيست: "في الماضي، كان الناس يتخذ?P??)قرارات مصيرية طويلة الأمد في بداية سن العشرينيات، لكن أبناء جيل الألفية الجديدة اليوم يواصلون تأجيل مثل تلك القرارات".
ويضيف: "فهم يؤخرون الزواج، ويؤجلون الإنجاب، وبالتالي فإن العديد من الضغوط التي كانت تقع في مرحلة مبكرة من الحياة أصبحت تقع الآن في سن الثلاثينيات".