الأخبار
- المرأة
قصة نجاح "تامي أمبل".. أميركية اعتنقت الإسلام ترعى 14 ابناً وبنتاً وتجني 100 ألف دولار شهرياً
العاصمة أونلاين - متابعات
الثلاثاء, 05 سبتمبر, 2017 - 04:52 مساءً
مولعةٌ بالتعرف على الثقافات الأخرى، اعتنقت الإسلام في صغرها وتزوجت باكستانياً.. أم ترعى 14 ابناً وابنةً، أسست وتدير شركة في مجال العناية بالبشرة تدر عليها أرباحاً كبيرة.
إنها الأميركية تامي أمبل (44 عاماً)، المولودة في ولاية فرجينيا الأميركية.
صحيفة "واشنطن بوست" أعدت تقريراً مطولاً سردت فيه قصة نجاح "أمبل".
معدُّ التقرير، توماس هيث، أعرب عن "دهشته" عندما علم أن "أمبل" تدير شركة ناجحة، وفي الوقت نفسه ترعى وتعلم أبناءها وبناتها الـ14، وقال: "يا للعجب! كيف لشخص أن يفعل ذلك (!)".
نشأتها
نشأت "أمبل" بمقاطعة برنس جورج في فرجينيا؛ حيث قضت الكثير من سنوات المراهقة، وكانت مولعة بالتعرف على الثقافات الأخرى، ومن ضمنها الآسيوية والهندية.
وقالت، وفق الصحيفة: "كنت مفتونة بثقافات مختلفة.. كان أفضل صديق لي من كوريا الجنوبية، وكنت أحب أن أذهب إليهم (أسرته) في منزلهم وأتناول طعامهم. كنت طفلة غريبة".
وأضافت أنه كانت تجذبها مشاهدة الإعلانات العامة في التلفاز عن خدمة الأطفال الجوعى.
وتابعت: "كنت مفتونة بذلك، وأردت يوماً ما أن أوفر فرص عمل لهؤلاء الأشخاص.. كنت واعية جداً بتلك المعاناة الإنسانية".
والتقت "أمبل"، التي اعتنقت الإسلام في سن المراهقة، زوجها المستقبلي سيد إسحاق، في أحد المساجد بالولايات المتحدة، وكان قد وصل لتوه من باكستان.
والآن، يعمل إسحاق طبيباً لأمراض الكلى.
وتزوجت "أمبل" بإسحاق وهي في سنة الـ16، وأنجبت أول طفل بعد عامين.
نجاح تجاري
بعد الزواج، وبينما كان يدرس إسحاق الطب، أنشأت "أمبل" شركة للملابس، عام 1990، وكانت مربحة إلى حد ما، وتخصصت في الملابس التي تنتشر في جنوب آسيا والشرق الأوسط، إلا أنها أغلقت الشركة عندما أصبحت حاملاً في طفلها الرابع.
بعدها، استلهمت فرصة جديدة للاستثمار من خلال اختلاطها بأشخاص من جنسيات مختلفة يترددون على أحد المراكز الإسلامية.
وقالت: "هؤلاء النساء اللاتي يترددن على المسجد كان لهن جمال طبيعي وبشرة يتم الاعتناء بها من خلال مكونات طبيعية مختلفة؛ فبعضهن كنَّ يغطين أجسادهن بمواد من الغابات الإفريقية".
وزادت: "رأيت كل هذه الأنظمة الطبيعية المختلفة، وقلت لنفسي: إن كل هذه الأمور يمكن أن تصبح عملاً جيداً حقاً إذا قدمتها إلى الأميركيين".
وأضافت أنها كانت ترغب بالوقت نفسه في أن تفيد القرى الإفريقية من خلال شراء منتجاتها.
"أمبل"، بدأت في تأسيس شركة "شيا تيرا"، عام 2000، بالطابق السفلي من منزلها في أرلينغتون بفرجينيا، وبدأت خطوة بعد أخرى تتعلم كيفية تحضير منتجعات العناية بالبشرة.
طافت الكثير من دول العالم لتوفير المواد الخام اللازمة لشركتها، ومقرها حالياً في دالاس بفرجينيا، والتي تلبي احتياجات النساء في المقام الأول، وتنتج منتجات مثل "آرجان أويل" و"شيا بوتر" و"أفريكان بلاك سوب".
وجنت الشركة إيرادات بلغت 1.7 مليون دولار، وأرباحاً صافية قدرها 350 ألف دولار، عام 2016.
وقالت "أمبل"، وهي تعيش في مزرعة بمقاطعة لودون في فرجينيا مع زوجها: "بنيت (شيا تيرا) بالطريقة القديمة.. العمل الشاق هو دأبي وأتفانى فيه.. أستفيد من المال الذي أربحه، وأعيد استثماره في الأعمال التجارية، بلا ديون ولا قروض".
وقال هيث، في مقاله، إن "معظم المكونات التي تستخدمها "أمبل" في منتجاتها لم أسمع عنها من قبل، مثل: زيت الأرجان المستورد من المغرب، وزيت المارولا من ناميبيا، وزيت الحبة السوداء من مصر".
نقطة تحول
"نقطة التحول الكبيرة"، حسب "أمبل"، حدثت عندما عادت من رحلة خارجية طويلة، أواخر عام 2001، لتجد طلبيات للحصول على منتجاتها بقيمة 1000 دولار عبر الإنترنت، ثم بالتدريج، وبعد فترة قصيرة، كانت تبيع منتجات بـ3 آلاف دولار شهرياً، ثم تعيد استثمار معظم الدخل في الشركة.
لقيت "شيا تيرا" دفعة كبيرة، وفق "أمبل"، عندما نشرت الممثلة سارة جيسيكا باركر على وسائل التواصل الاجتماعي منشوراً تشيد فيه بغسول للوجه من إنتاج الشركة، قائلةً إن وجهها أصبح ناعماً كما لو كانت طفلة، بفضل غسول "شيا تيرا".
والآن، تدر الشركة إيرادات تبلغ نحو 100 ألف دولار شهرياً من خلال المبيعات عبر الإنترنت. وقالت "أمبل": "أنا أحب ما أفعل.. أقوم بفعل كل شيء بنفسي من الألف إلى الياء".
وانتقلت "أمبل"، في نهاية المطاف، إلى مصنعها الحالي قرب مطار دالاس الدولي؛ حيث تقوم بتصنيع وتخزين منتجاتها، ومن ثم توزيعها.
العمل والأبناء
"أمبل" لديها 14 ابناً وابنه، تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و26 عاماً.
أكبر أبنائها تخرج في جامعة فرجينيا، مؤخراً، ولها 3 من الأبناء أيضاً يدرسون بالجامعة في تخصصات تتنوع بين الهندسة والأمن الإلكتروني والطب.
وقالت "أمبل": "كنت أبذل قصارى جهدي عندما أكون مع الأبناء ويحتاجون إليّ عاطفياً وبدنياً.. لكني لم أقل مطلقاً إنني لن أسعى إلى كسب المال".