×
آخر الأخبار
رغم تبرئتهما في أول درجة.. جزائية الحوثيين تطالب بإعدام مختطفين مع آخرين بتهم كيدية "التعليم العالي" تحذّر: جامعات وهمية تلاحق الطلاب اليمنيين في الخارج العليمي: نرفض تفكيك الدولة وشرعنة الكيانات الموازية ولن نكافئ المنقلبين على المرجعيات منظمة حقوقية توثّق أعمال عنف وانتهاكات ارتكبتها قوات الانتقالي في حضرموت والمهرة خلال ديسمبر الحالي الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه القوي بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه صنعاء.. نيابة حوثية تطالب بإعدام معتقلين اثنين برأتهما المحكمة الجزائية المتخصصة وزارة الخارجية تشيد ببيان مجلس الأمن الداعم لوحدة اليمن وجهود السلام صنعاء.. إصابة استشاري عظام بجلطة دماغية أثناء محاكمته واحتجاز محامٍ مجلس الأمن يؤكد دعمه الراسخ لوحدة اليمن وسيادته ورفضه أي مساس بسلامة أراضيه "أمهات المختطفين" تبارك اتفاق إطلاق سراح المحتجزين

أطفالنا في خطر !

الجمعة, 29 سبتمبر, 2017 - 09:46 مساءً


القسوة ؛
لا أجد كلمة يمكنني أعنون بها مجتمعنا أدق من هذه المفردة " القسوة " ..
القسوة أمّ هذا المجتمع وأبوه .. حيثما ولّيت حس البحث والتحليل والتقصي تجد الأشياء تدفعك باتجاهها إجباراً.. باتجاه هذه الحافّة الأخطر .
أنا وعلي ، كعادتنا ، تركنا لأقدامنا اليوم حرية المشي متجاورين ، نعتلك أفكارنا المهترئة من فرط التكرار ، ونسلخ بخطواتنا أزقة المدينة وحواريها وشوارعها كأنّما لنهرب من أوجاعنا ولو بمضمارٍ إجباريٍّ لم يعد لنا سواه ! .
كنا نتحدث عن مآلات الحرب .. نعتصر أدمغتنا بما يتوفر لنا من أدوات التحليل والتقصي والاستكناه ، نحاول ، جاهدين ، استبطان أمر الحرب واستظهاره كمحاولة لإجبار الفهم أن يفصح عن آتينا بعد الحرب .. الحرب التي ما من شك ستبلغ نهايتها يوماً ..
في طريقنا الضاجّ هذا ، مررنا على صبية يتقاذفون ما يسمونها " كرة " ؛ باستثناء ملامحهم المغبرة التي تظهرهم كما لو أن زوبعة ما لفظتهم للتو ، كان المشهد اعتيادياً ، قبل أن يرمي أحدهم تلك الكرة اللعينة لترتطم بجبين علي .. ارتطام مفاجئ أفصح عن صوت اصطدام حجر بعظم ! ؛
صرخ علي متوجعاً ، تركته يعاني ألمه وانحنيت لألتقط الكرة ..
يا إلهي ! ؛
كتلة صلبة ، لم أتبين ماهيتها ، محشوة في جورب مهترئ يلتف محيطاً بها عدة مرات .. تبدو كتلتها كافيةً لإحداث عاهة فيما لو استقرت بعد رميها على أحد الأماكن الحساسة بأجسادهم الغضة ..
كنت قبل مدة وجيزة قد رأيت أطفالاً في مشهدٍ يجسدون فيه معركة لطرفين متكافئين ؛
كانت بنادقهم عصيًّ  مربوطة بأحزمة من أطمارٍ مهترئةٍ يستخدمونها لحمل البنادق المفترضة هذه على أكتافهم .. كانوا يستخدمون مفرقعات نارية يرمونها ، من خلف متارسهم المفترضة ، على بعضهم كقنابل .. كان مشهداً مروّعاً لم أصح منه بعد ..
مضيت وعلي وقد مال بنا الحديث في عموميات مآلات الحرب ليقسرنا على تلك التي على الأطفال فقط ؛
ثلاث سنوات والحرب تمضغ كبد الوطن .. ثلاث سنوات من النزوح والفقر والضياع .. ثلاث سنوات والأطفال بلا تعليم ، بلا صحة .. ثلاث سنوات والحرب تتسرب إلى أرواحهم الغضة .. وهم يتنفسون سمومها تحملها إليهم الريح من كل اتجاه ..
لم أستطع ازدراد كل الغصص التي أهالتها هواجسي على حلقي جحيماً جحيماً ..
أطفالنا قادة المستقبل .. يا إلهي ! ؛ ما سيكون من مستقبلٍ ؟! ..
يفترسني الذعر حقاً ..


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1