×
آخر الأخبار
رغم خطف موظفيها.. هل عزّت الأمم المتحدة الحوثيين في مقتل حكومتهم؟ عمّان.. رئيس الوزراء يعلن اختتام مشاورات المادة الرابعة بين الحكومة وصندوق النقد الدولي شبكة حقوقية: موظف أممي توفي خوفًا في صنعاء بعد حملات حوثية استهدفت الموظفين الأمميين "الشباب والرياضة" تبحث أوجه التعاون مع وكالة تيكا التركية ابتداءً من اليوم الخميس.. الحكومة تبدأ صرف المرتبات المتأخرة للموظفين المدنيين والعسكريين "بلا قيود" تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين في سجون الحوثي  حماس: تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة وفاة مفاجئة لموظف أممي في صنعاء وسط تصاعد المخاوف من حملات الاختطاف الحوثية السفارة اليمنية في اثيوبيا: جمال أنعم عمل بمهنية ومثّل اليمن بصورة مشرفة    في ظل اختطاف موظفيها... لقاء أممي حوثي في صنعاء يثير تساؤلات عن التواطؤ

أطفالنا في خطر !

الجمعة, 29 سبتمبر, 2017 - 09:46 مساءً


القسوة ؛
لا أجد كلمة يمكنني أعنون بها مجتمعنا أدق من هذه المفردة " القسوة " ..
القسوة أمّ هذا المجتمع وأبوه .. حيثما ولّيت حس البحث والتحليل والتقصي تجد الأشياء تدفعك باتجاهها إجباراً.. باتجاه هذه الحافّة الأخطر .
أنا وعلي ، كعادتنا ، تركنا لأقدامنا اليوم حرية المشي متجاورين ، نعتلك أفكارنا المهترئة من فرط التكرار ، ونسلخ بخطواتنا أزقة المدينة وحواريها وشوارعها كأنّما لنهرب من أوجاعنا ولو بمضمارٍ إجباريٍّ لم يعد لنا سواه ! .
كنا نتحدث عن مآلات الحرب .. نعتصر أدمغتنا بما يتوفر لنا من أدوات التحليل والتقصي والاستكناه ، نحاول ، جاهدين ، استبطان أمر الحرب واستظهاره كمحاولة لإجبار الفهم أن يفصح عن آتينا بعد الحرب .. الحرب التي ما من شك ستبلغ نهايتها يوماً ..
في طريقنا الضاجّ هذا ، مررنا على صبية يتقاذفون ما يسمونها " كرة " ؛ باستثناء ملامحهم المغبرة التي تظهرهم كما لو أن زوبعة ما لفظتهم للتو ، كان المشهد اعتيادياً ، قبل أن يرمي أحدهم تلك الكرة اللعينة لترتطم بجبين علي .. ارتطام مفاجئ أفصح عن صوت اصطدام حجر بعظم ! ؛
صرخ علي متوجعاً ، تركته يعاني ألمه وانحنيت لألتقط الكرة ..
يا إلهي ! ؛
كتلة صلبة ، لم أتبين ماهيتها ، محشوة في جورب مهترئ يلتف محيطاً بها عدة مرات .. تبدو كتلتها كافيةً لإحداث عاهة فيما لو استقرت بعد رميها على أحد الأماكن الحساسة بأجسادهم الغضة ..
كنت قبل مدة وجيزة قد رأيت أطفالاً في مشهدٍ يجسدون فيه معركة لطرفين متكافئين ؛
كانت بنادقهم عصيًّ  مربوطة بأحزمة من أطمارٍ مهترئةٍ يستخدمونها لحمل البنادق المفترضة هذه على أكتافهم .. كانوا يستخدمون مفرقعات نارية يرمونها ، من خلف متارسهم المفترضة ، على بعضهم كقنابل .. كان مشهداً مروّعاً لم أصح منه بعد ..
مضيت وعلي وقد مال بنا الحديث في عموميات مآلات الحرب ليقسرنا على تلك التي على الأطفال فقط ؛
ثلاث سنوات والحرب تمضغ كبد الوطن .. ثلاث سنوات من النزوح والفقر والضياع .. ثلاث سنوات والأطفال بلا تعليم ، بلا صحة .. ثلاث سنوات والحرب تتسرب إلى أرواحهم الغضة .. وهم يتنفسون سمومها تحملها إليهم الريح من كل اتجاه ..
لم أستطع ازدراد كل الغصص التي أهالتها هواجسي على حلقي جحيماً جحيماً ..
أطفالنا قادة المستقبل .. يا إلهي ! ؛ ما سيكون من مستقبلٍ ؟! ..
يفترسني الذعر حقاً ..


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1