×
آخر الأخبار
8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة

11 فبراير الثورة المُفترَى والمجني عليها

الاربعاء, 10 فبراير, 2021 - 04:48 مساءً

 هي ثورة مكتملة الأركان واضحة الأهداف ذات وسائل سلمية راقية شارك فيها معظم أفراد الشعب وبمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والإجتماعية وشاركت فيها المرأة بل وبرزت مشاركتها أيما بروز وانتشرت ساحات التغيير والتحرير في معظم محافظات الجمهورية تلك الساحات التي لم تكن تجمعا بشريا عاديا وإنما تجمعٌ نوعي إنساني حضاري جمهوري ديمقراطي طالب بإسقاط منظومة فساد تمثل في رئيسه وآله وأصحابه المُفسدين .
 
لم يكن ثوار الـ 11 من فبراير حضورا مسلحا جمعته سلاله عنصرية لبعث كهنوت الإستعباد من جديد أو استجابة لدعوة فرد أدرك أنه لامناص من التخلص منه من قبل حليفه الذي غدربه وأنه كان من الظالمين ، لقد كان ثوار الـ 11 من فبراير شبابٌ تصدروا قافلة الثورة وشقوا طريق الحرية بسلمية وصل صداها مابين المشرق والمغرب فكانوا هم رواد الثورة ومالبث أن لحق بهم جماهير الشعب أفرادا وجماعات أحزابا وحركات وجمعيات ومستقلين وقبائل لايحملون قطعة سلاح واحده في ساحاتهم ومسيراتهم على الرغم ان اليمنيون كانوا يملكون 60 مليون قطعة سلاحٍ يومها.
 
ثورة11 فبراير وفي ذكراها العاشرة هلكت فيها طائفتان مُحبٌ غال ومبغضٌ غال فأما المغالون في حبها  فمقدورٌعليهم التوسط وترشيد محبتهم لهذه الثورة والإعتدال في التعاطي معها لأنهم كانوا جزءاً رئيسا من إنسانيتها وحضاريتها وثقافتها وما دفعهم للغلو في هذه الثورة هو ردة فعل لغلو المبغضين وتطرفهم في النظرة لهذه الثورة وجعلها شماعة لسلسلة الإخفاقات فيما بعد.
 
قامت وانطلقت ثورة11فبرايروقدمت من التضحيات الشيء الكبير والكثير وحققت جانبا من أهدافها غير أن عجلت الثورة كُبِحت بتقديرات الساسة والأحزاب والمحيط الإقليمي والدولي فكانت مكابح رباعية كبحت جماح ماردٍ ثوري فبرايري تطلع لتحقيق أقصى قدر من التغيير وهو تغيير النظام الفاسد برمته واستبداله بنظام جديد ينشأ بطريقة ديمقراطية سوية لا كالتي نشأ بها النظام الذي من اجله قامت الثورة والذي حاول في آخر أيامه قبل الثورة احتكار الثروة والدولة لآله وأصهاره وأصحابه المقربين.
 
في الذكرى العاشرة لثورة 11 فبراير لاتزال مشاعلها مضيئة عصية على نفثات المشككين بألق أهدافها والمشوهين لسلميتها ومازالت هذه الثورة في فعلها الثوري  الجمهوري التحرري من ادران الإمامة وانقلابها الحوثي الإيراني البغيض ولإن كانت سلميتها بالأمس حققت جزءا من التغيير فها هي اليوم تقوم بمهمة التحرير بسواعد أبطالها الذين يجترحون التضحيات لتحقيق أهداف الثورة الفبرايرية والتي لم تكن إلا استكمالا لتحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.
 
إنه وكلما ذُكرت ثورة فبراير اتهمها البعض بما آل إليه الواقع اليوم من ( إنقلاب وحرب ) متجاهلا هذا البعض وبتعمد الأسباب الحقيقية لتلك المآلات فكان لزاما اليوم التأكيد وبشفافية عالية أن من تلك الأسباب هو قنوع الممثلين عن الثورة بـ(نصف ثورة) ومنح من قامت ضدهم الثورة حصانة من المساءلة والمحاكمة عن مفاسدهم بل والقبول  بتمكينهم من الدولة بمنحهم نصف الحكومة ومؤسساتها وذلك في رأس هرم تلك السلطات فضلا عن سيطرتهم على مجمل المناصب في وسط واسفل الهرم الحكومي الأمر الذي مكن لهم من عرقلة أي إصلاحات سياسية وإقتصادية وخدمية كانت تقوم بها حكومة الوفاق.
 
لقد كانت المحاصصة وتقاسم الحقائب الوزارية بين التكوينات السياسية الثورية أمرا جلب انحراف بعض التكوينات الثورية عن غايات ثورة 11 فبراير فاتجهت لتناضل للحصول على المغانم فيما كانت بقية رموز المنظومة الفاسدة والحاصلة على 50% من ثمار المبادرة الخليجية تعمل على الانقلاب على كل الاتفاقات وتعقد تحالفا مع بقايا السلالة الإمامية وتُسلِمها مؤسسات الدولة ومعسكراتها في شمال الشمال تمهيدا منها لإسقاط الدولة والجمهورية حنقا وحقدا من ثوار 11 فبراير.
 
لقد أبرزت ثورة11 فبراير وعيا جماهيريا بضرورة التغيير السلمي كسُنة من سنن الحباة متخذة السلمية وسيلة حضارية للمطالبة بحقوق الأمة وأبرزت الدورالقبلي وغيرت النظرة السلبية للقبيلة طيلة أربعة عقود من تسخيرها للفوضى إلى شريك فاعل في التغيير السلمي وحماية الثورة والدولة ، وأبرزت ثورة 11 فبراير دور المرأة الحضاري بحضورها الطاغي في كل الفعاليات الثورية وبددت النظرة القاتمة عنها فأضحت المرأة الفبرايرية عنوانا بارزا للتغيير والتحضر وبانية مجتمع متطلع ومطالب للحرية والعدالة والمساوة ، في ثورة 11فبرايرتعددت المكونات الثورية إلا أن مكون الجماعة السلفية هو المدهش في الثورة بمشاركته الفاعلة منطلقا من خلفية دينية أسقطت اجتهاداتها على الواقع مؤمنة بفقهه وضرورة التغيير فيما كانت بعض السلفية على الجانب المعادي للثورة ( تزندق وتُخورج وتُكفر ) الثائرين وتؤمن بولي أمر انتهت صلاحيته وتكفر بآخر ارتضته جموع الأمة وبطريقة حضارية راقية.
 
ثورة 11 فبراير لم تكتمل ولم تنجح بمفهوم الاكتمال والنجاح الطبيعي والمعروف والمشهور وهذه حقيقة على الثائرين أنفسهم الإيمان بها وعدم تجاوزها إلى انتصارات جانبية للثورة فيما الإنتصار الحقيقي هو اكتمالها بمنهجها ووسيلتها ( التغيير السلمي الكامل والشامل ) لكل أشكال الفوضى والعبث السياسي والإقتصادي   تلك الفوضى التي كِمِنت في مفاصل الدولة وزوايا الثورة فأحاطت بها واستغلتها للنفع الذاتي والمنفعة الحزبية والإحتيال عليها والتخادم الخارجي لإيقاف تحقيق أهدافها والتي خرج من أجلها ملايين الشعب وقدموا في سبيلها التضحيات.
 
إن ثورة 11 فبراير وثوارها اليوم مازالوا في عنفوان ثوريتهم في كل جبهة وميدان يسطرون أعظم الملاحم لاستعادة جمهوريتهم ودولة النظام والقانون من براثن مليشيا الإنقلاب الحوثية الإيرانية ومع هذا العنفوان الثوري يظل العداء لهذه الثورة متناميا من داخل الثورة والدولة  نفسها وكذلك من خارجهما فهل يدرك الثوار ذلك ؟ وهل وضعوا كل الإحتياطات والإمكانات لإنجاح الثورة أم ستظل أخطاء الماضي وعبثية البعض وتخبطهم ملازما لأي محاولة للمسير الثوري واستكمال أهداف الثورة.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالخالق عطشان