التعليم والطفولة دق ناقوس الخطر
الاربعاء, 18 أغسطس, 2021 - 06:15 مساءً
يتزايد خطر مليشيا الحوثي وانتهاكاتها وجرائمها كل يوم ضد الطفولة والتعليم والمناهج التعليمية بصورة وحشية, وشهد هذا العام والذي قبله أكبر عملية تجريف وتطييف للتعليم ولأطفال اليمن, ماينذر بكارثة آنية ومستقبلية كبيرة وهو مايجب ان يتنبه له الجميع بلا استثناء.
تعمل المليشيات الحوثية وبوتيرة عالية عبر جهاز مختص مهمته تغيير وتحريف المناهج التعليمية, ويرتبط هذا الجهاز بقيادات عليا في جماعة الحوثي ومكتبها السياسي.
لم يكن تعيين يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثي مجرد منصب سياسي فحسب بل هي عملية ممنهجة ومدروسة بعناية, فالرجل الذي لايحمل أي شهادة تعليمية او جامعية يعين في منصب وزير التربية والتعليم وهو المنصب الذي يفترض ألا تقل الدرجة العلمية لمن يتقلده عن الدكتوراة كونها تتعلق بعقول ومستقبل أبناء اليمن.
تدرجت مليشيات الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات في تغيير وتحريف المناهج في المدارس, ولاقت هذه الجريمة في بداية الأمر رفضاً شعبياً واسعاً في صنعاء, وصل الأمر بكثير من كوادر التربية في مدارس العاصمة صنعاء والمحافظات رفض تدريس تلك المناهج, والتي تتعارض مع قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال والنظام الجمهوري.
استمرت اللجنة المكلفة بعملية فحص وتغيير المناهج التابعة للحوثيين في عملها وفرض ماتراه بالقوة من تغييرات أو تعديلات وتحريف في المناهج التعليمية بما يتوافق مع توجهات جماعة الحوثي الطائفية وأفكارها السلالية التي تدعو للعنف والقتل وتجنيد الأطفال.
التواطؤ من قبل المنظمات الدولية أو الاقليمية الداعمة لطباعة المناهج التعليمية المحرفة, والتي تمجد المليشيات وعناصرها, وتدعو الاطفال الى القتال والمشاركة في الاعمال العسكرية, أمر يجب عدم السكوت عليه وفتح تحقيق شفاف في هذه الانتهاكات والجرائم ضد مستقبل اليمن.
يجب على نخب المجتمع ومفكريه ومختلف فئات المجتمع داخل البلاد وخارجها دق ناقوس الخطر, وتكاتف الجميع لمواجهة الهجمة الشرسة التي لاتقل خطورة عن الجبهات, ابتداءً بقيادة الدولة والحكومة ومروراً بالكاديميين والتربويين والاعلاميين والحقوقيين ومختلف شرائح المجتمع, فتغيير المناهج الجمهورية الوطنية بمنهج طائفي سلالي مليشاوي يستهدف حاضر ومستقبل الوطن, فالخطر المحدق لا يتعلق بحزب او جماعة او فئة, الخطر القادم يستهدف وطن بأكمله.
المليشيات منذ سيطرتها وتزامناً مع عملية التجريف والتطييف في المناهج عملت على إبعاد واحلال الكوادر التربوية الوطنية. التي رفضت الاملاءات الطائفية واستبدلتهم بعناصر حوثية تم تدريبها بعناية لهذا الغرض وهو مسخ الهوية الوطنية الجمهورية وتمجيد عناصر السلالة ومن الحقوا بالوطن الدمار والخراب.
جريمة انقطاع مرتبات التربويين منذ خمس سنوات فالحوثيون يصرفون مرتبات العديد من الجهات الحكومية التي تغرق بعناصرهم لم تكن بسبب شح الموارد كما يعتقد البعض, بل كانت عملية وفق منهجية طائفية ايرانية لتفريغ العملية التعليمية من محتواها, واستخدام المدارس والمدرسين والطلاب لتمرير مخططاتهم في استمرار الحرب وهو ما رافق التعليم من تغيير في المناهج خلال سبع سنوات.
عملية التوعية المستمرة يجب ان تتضاعف في الوقت الحالي في وسائل الاعلام والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي, ومخاطبة التربويين في مناطق سيطرة الحوثيين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع بصورة عامة, والخطر الذي ينتظر اليمنيين والمنطقة ان استمر الحوثيون في تنفيذ مخططهم من تجريف المناهج وتفخيخ عقول الاطفال في المدارس وما تتضمنه الكتب المدرسية المفخخة بافكار تدعو الى التحريض والقتل وتمزيق البلاد.
خلال القنوات السابقة ضجت وسائل التواصل بالأدلة القاطعة حالات قتل وضرب وعنف من قبل بعض عناصر الحوثيين لآبائهم وأمهاتهم وأشقائهم سوى نتيجة طبيعية للفكر المتطرف الذي تحمله جماعة الحوثي, وهو ما تملأ به اليوم المناهج والكتب المدرسية من معتقدات باطلة وماتغرسه في عقول الأطفال.
لابد للجهات المعنية والمختصة رفع الجاهزية واعداد برنامج عمل متكامل وفق دراسات علمية ورؤي سليمة وتخطيط محكم يشارك فيه الجميع من اكاديميين وباحثين وتربويين واعلاميين لمواجهة ماتغرسه المليشيات في عقول الطلاب, وعقد مختلف الفعاليات للعمل بوتيرة عالية وفاعلة للخطر الذي يهدد اليمن وحاضره ومستقبله.
* مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة