21سبتمبر جريمة العصر
الإثنين, 20 سبتمبر, 2021 - 07:59 مساءً
على مر التاريخ تحتفل الدول والشعوب في يوم من أيام السنة، بذكرى انعتاقها من الإستعمار الخارجي، او الإستبداد الداخلي، وتستعرض في يوم التحرير عينةً من منجزاتها، مُبرزة ثمار الحرية والعدالة والمساواة.
في عُرف العصابات الأمر عكسيا تماما، فإنها تستقبل ذكرى سطوتها على الحكم، واسقاطها للنظام والقانون، وتسلطها على رقاب الشعب، باستعراض أبشع مالديها من جرائم، لتأتي ذكرى انقلابها على الحكم، لتستعرض فيه انجازاتها الإرهابية، والتي تناسلت وتكاثرت كتناسل سلالتها، منذ إمامها الأول يحيى، وحتى إمامها المعاصر عبدالملك، وليس هذا فحسب بل أنها تستشرفُ المستقبل، بطرح مخطط إجرامي أبشع .
لم يكن 21 سبتمبر يوما عابرا في ذاكرة الشعب اليمني، وإنما مأساةً واضحة المعالم مكتملة الأركان، بل لم يكن يوما مفاجئا عند الراسخين في العلم، والحكمة والسياسة وفقهاء التاريخ، الذين كانوا يُحذرون من حلول هذا اليوم الكئيب، وثورة الـ 26 لمّا تكتمل، ورموز السلالة يتموضعون في مفاصل الجمهورية الناشئة، و المنبعثة من حطام الإمامة، ويُخططون ليومهم الموعود، نكبة الـ21 من سبتمبر الدموية .
3.628.800 دقيقة مرت من عُمر الإنقلاب الحوثي الإيراني، على دولة النظام والقانون ومؤسساتها الجمهورية المدنية والعسكرية، ومع كل دقيقة انقلابية جريمةٌ ترتكبها المليشيا الإرهابية، ضد الإنسان اليمني ودينه وتاريخه وجغرافيته وهويته، توزعت تلك الجرائم مابين ( قتل ، خطف ، تفجير ، تهجير ، تمزيق ، تكفير ، نهب ، سرقة ، قطع مرتبات ، حصار ، اعتداء ، تزوير ، تضليل ، تشويه ، تلغيم ، تفخيخ ، تنكيل ، ... ) وتتفنن في جرائمها تلك، وتُحَدِث من وسائلها الإرهابية، عبر تنزيلها برنامجا إيرانيا صفويا، يُطوِر جرائمها ويزيدها بشاعة.
مع جريان عداد الدقائق الإنقلابية، ومع كل ورقة تنتزعها المليشيا السلالية، من تقويمها العنصري، فإنها تسابق الزمن محاولة ان تُجذِر نفسها في الأرض اليمنية، وتعلو في سمائها محاولة إبراز نفسها كـ شجرةٍ طيبة، وهي حقيقة ويقينا شجرة خبيثة، أصلها في الجحيم مالها من قرار ، فلا أصل لها ثابت ولافرع لهاصاعد، وكان حقا على كل جمهوري حُر مناضل، إبتداءً من الراعي إلى الرعية، أن ينالوا شرف اجتثاثها، من فوق الأرض اليمنية، وإن يوما يُتباطؤ أو يُتهاون أو يُتخاذل أويُتنازعُ فيه، شركاء النضال عن القضاء على سلالة الإجرام، فإن أياماً تُضاف إلى عمر المليشيا، فتُشوكتُها، ويَعظُم جُرمها .
...