×
آخر الأخبار
  "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام الحكومة اليمنية تعلن اعتزامها فتح سفارتها في دمشق مليشيا الحوثي تنظم دورات عسكرية لموظفي النقل في صنعاء "زنازين متعددة" .. صحفي يسرد تفاصيل سجن الأمن المركزي للحوثيين بصنعاء الوحدة التنفيذية تدعو لإنقاذ النازحين في مأرب من موجة البرد "كل شيء ذهب".. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟ لدورهم في غسل الأموال .. عقوبات أميركية على 12 فرادا وكيانا حوثيا

الطفلة ليان في اليوم العالمي للطفل

السبت, 20 نوفمبر, 2021 - 10:43 مساءً

الطفلة ليان التي لم تكمل الثلاثة أعوام خرجت مع والدها وهي تحلم بقطعة حلوى, لكن صواريخ الموت الحاقدة التي أرسلتها مليشيا الحوثي إلى محافظة مأرب كانت أسرع إلى جسدها النحيل لتحوله الي قطعة متفحمة, تلك الصورة التي شاهدها العالم اجمع أظهرت مدى الحقد والسلوك الإجرامي الدموي التي تنتهجه جماعة الحوثي ضد أبناء اليمن خاصة الأطفال. احترقت الطفلة ليان, وهي تحتضن والدها تحاول الاحتماء به كملاذ آمن, ولم تعلم الطفلة البريئة ان وحشية وإجرام الحوثي المتعمدة واستهدافه بالصواريخ على محطة الوقود لإلحاق الأذى والقتل بأكبر قدر من البشر أطفالا وكباراً رجالاَ ونساءَ لا يعنيهم الأمر سوى التلذذ بمشاهد القتل والدماء والمجازر البشعة, لكن حضن والدك صغيرتي الذي جمعك به قبر واحد, كشف زيف ونفاق العالم الذي يرفع شعارات براقة كاذبة تدّعي حماية الطفل. لم تتوقف جرائم الحوثي قبل وبعد ليان, فمشاهد الموت واستهداف الأبرياء والأطفال والتجمعات السكانية ومخيمات النازحين ما تزال مستمرة, ودماء الأطفال تسفك مع كل هجوم عشوائي تنفذه جماعة الحوثي لتلحق القتل والإصابات والإعاقات الدائمة بالأطفال في مشاهد مفزعة يندى لها جبين البشرية. في اليوم العالمي للطفل, الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام, نجدها مناسبة لنتذكر جميعا ولتذكير المجتمع الدولي بجرائم الحوثي ضد الطفولة وهو يغض الطرف عند كل جريمة وقتل ضد أطفال اليمن, وهو ذاته الذي ينادي ليل نهار عبر منظماته الدولية والأممية بأهمية حماية الطفولة, وتجاهل ما يتعرض له الأطفال في اليمن من صنوف الانتهاكات من قتل واختطافات وتجنيد واستخدامهم في زراعة الألغام وتهجير قسري واستهداف بالصواريخ والأسلحة الثقيلة. لم تكن تلك الصواريخ والطائرات المفخخة التي أحرقت الطفلة ليان سوى واحدة من آلاف الوقائع والإحداث وعمليات القتل التي مارستها جماعة الحوثي ضد الطفولة في اليمن, فسجّل مليشيات الحوثي الأسود يزخر بمئات الاحداث والشواهد ضد أطفال اليمن. يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل لضمان رفاهيته وحقه في اللعب وحرية الرأي فيما أطفال اليمن تحرقهم وتقتلهم قذائف الحوثي وآخرين في معسكرات التدريب وجبهات القتال يواجهون الموت لإشباع رغبة مليشيات إرهابية ترفض السلام والدولة المدنية والديمقراطية وتعتقد تفوقها العرقي والتمييز العنصري وأحقيتها في الحكم. إضافة إلى آلة الموت الحوثية, هناك معاناة ومآسي يعيشها أطفال اليمن تتمثل في احتياجاتهم الأساسية, وانخراطهم في سوق العمل, ووقوفهم في طوابير عن اسطوانات الغاز وشاحنات الماء, وتسربهم من مقاعد الدراسة حيث تشير الإحصائيات التي رصدتها منظمات دولية إلى تسرب 2 مليون طالب من مقاعد التعليم. يعيش آلاف الأطفال هذه الليالي الشتوية الباردة في مخيمات النزوح في محافظات مأرب والحديدة وتعز وحجة والجوف ومحافظات أخرى , بعد تهجيرهم مع أسرهم قسرياً ونزوحهم بحثاً عن الأمن والاستقرار, وسط غياب شبه كامل المنظمات الاغاثية , واحتياجات أساسية وطارئة للرعاية الصحية والخدمات التعليمية للأطفال. يبدو تعامل المجتمع الدولي والوكالات الحقوقية ومنظمات الطفولة مع جرائم الحوثي ضد الأطفال بنوع من الرخاوة والتماهي امراً يثير الاستغراب والدهشة, بل وصل الأمر إلى مرحلة الدعم المباشر, ويتمثل ذلك - على سبيل المثال لا الحصر- في طباعة مناهج الحوثي المحرفة والتي تجرف الهوية اليمنية, وتعمل على طمس التاريخ الوطني وتدعو الى العنف والقتل وتمزيق النسيج الاجتماعي, وهو أمر يتناقض كلياً مع دعوات السلام وحماية الطفولة, ويتنافى مع نصوص الاتفاقيات الدولية التي تجرم تجنيد الأطفال وإشراكهم في القتال. لم يعد خافياَ على احد, ما تقوم به جماعة الحوثي من غسل لعقول الطلاب والطالبات في المدارس في مختلف محافظات اليمن, وتغيير للمناهج وتحريف مسار العملية التعليمية لصالح أفكار الجماعة الضيقة التي تسهم في غرس الولاء الطائفية والسلالية والتفوق العرقي والعنصري, وهو ما يتعارض مع دستور الجمهورية اليمنية والقوانين الوطنية النافذة, ماينذر بمستقبل مظلم سيكتوي الجميع بنيرانه, ما لم يتداركه العقلاء والمخلصون من أبناء اليمن. ان ثقافة الإفلات من العقاب ساهمت في تشجيع المجرمين في زيادة انتهاكاتهم وجرائمهم ضد الطفولة, والتعاطف الدولي الحاصل مع مليشيا الحوثي ساعد في قتل وحصار وتجويع واستهداف أطفال اليمن, وهذه الجرائم تضع المجتمع الدولي ومؤسساته امام اختبار حقيقي في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد جماعة الحوثي, والضغط عليها وتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية, لأنها تمعن وتزيد في جرائمها كل يوم بحق الأطفال والمدنيين بشكل عام.


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

فهمي الزبيري