×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين
وضحى مرشد

إعلامية وحقوقية يمنية

الحوثيون ومعضلة السلام

الإثنين, 21 مارس, 2022 - 11:52 مساءً

لم تكن مشاورات الرياض التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي هي الأولى، لمحاولة ردع الصدع بين اليمنيين وإيقاف الحرب التي تدخل عامها التاسع منذ 2014، تاريخ إسقاط الحوثيين للمدن اليمنية والعاصمة صنعاء، لكن مشاورات الرياض اليمنية – اليمنية، والتي دعُي إليها الحوثيون كباقي الفرقاء اليمنيين، لكن هذه المشاورات تحديدا هي الفرصة الأخيرة وطوق النجاة لينخرطوا في العملية السياسية بعيدا عن الملشنة والاستيلاء على الدولة بقوة السلاح، وذلك وفقا للمعطيات الدولية والاقليمية الأخيرة، حيث تم تصنيف وتوصيف الحوثي كمليشيا إرهابية في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إضافة للقرارات الدولية العقابية السابقة والمتغيرات على الساحة الدولية (الحرب الروسية الأوكرانية وعودة صراع الأقطاب الدولية) إضافة للغضب الشعبي، الذي يغلي كمرجل في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية والتداعي للنزول في مظاهرات "ارحل يا حوثي" بعد أن استفحش واستفحل الفقر والغلاء وانعدام المشتقات النفطية والمواد الغذائية الأساسية وانتعاش السوق السوداء وانقطاع الرواتب، فهل تدرك جماعة الحوثي أنها تحتضر وأنه ولى زمن التعنت والاشتراطات غير الواقعية؟!.
 
لا يبدو أن الحوثيين يدركون حقا حجم المأزق الذي ورطوا أنفسهم به، لم يكتف الحوثيون بإعلان رفضهم المشاورات لنفس الأسباب السخيفة وغير الناضجة سياسيا، كاشتراطهم تغيير مكان التشاور مع أننا سبق وحاورناهم في جنيف والكويت واستوكهولم وقبلها لسنة في مؤتمر الحوار الوطني، وقبلها اتفاقات وهدن حروب صعدة الست، فهل التزموا بمخرجات تلك الاتفاقات؟.
 
يطالب الحوثيون بالحوار مع المملكة العربية السعودية والتي تحاول منذ اندلاع الحرب في 2014 وقبلها في ثورة 2011 الشبابية، تحاول جاهدة بكل الصبر والدبلوماسية إخماد فتيل الحرب ووضع اليمنيين على طاولة الحوار ليخرجوا باتفاقات يتراضون عليها وينفذونها.
 
هذا الشرط الغريب من الحوثيين يضرب عرض الحائط بالشرعية، وبكل القوى الوطنية المناوئة والمقاومة للانقلاب، وكأن ثلاثين مليون يمني خارج حسابات الحوثي، ولا يعنيه التحاور والتوافق والشراكة معه وكأن كل اليمنيين في نظر الحوثي مجرد أتباع ورعايا وعبيد مجبرون ومرغمون أن نقبل بحكمه السلالي وتفرده بالسلطة بقوة السلاح وقمع وتجويع وإذلال ملايين اليمنيين وارتكابه كافة الجرائم الإرهابية وجرائم الحرب بحق اليمنيين وعلينا التزام الصمت لأنه الحاكم بأمر السماء!!!.
 
لم يكتف الحوثي برفض المشاركة في المشاورات، بل قفز إلى الفراغ كمراهق واستهدف الأحد 22 مارس المنشآت النفطية السعودية الدولة الأهم في أوبك مما يؤثر بنقص إمدادات البترول للأسواق العالمية كما صرحت وزارة الخارجية السعودية وفي توقيت والعالم يتضور للنفط وكأن الحوثي بغبائه ورعونته يستعدي العالم كله ضده.
 
في الحقيقة أنا أشفق على الحوثي لقد وقع في الفخ الذي حاكه للجميع، رمى بنفسه وبالبلد في مغامرة غير محسوبة العواقب، بدأ حرب لا يعرف نهايتها، ماذا بعد.. هو لا يعرف؟!، لا حاضنة شعبية له ولا ترحيب إقليمي ودولي بانقلابه إلى متى سيستمر في جنونه، هو يعرف جيدا أننا كيمنيين لن نقبل أبداً أن تحكمنا مليشيا سلالية ولو خضنا حربا الف عام، إذاً هل هو جاهز للسلام؟! على العكس حتى لو أراد، ماذا في جعبته من تنازلات ليقدمها على طاولة الحوار غير تسليم الدولة والدخول في العملية السياسية والديمقراطية، وهو يعرف أن هذه هي معضلته سيسقط عند أول معترك انتخابي، وبالتالي هو في حقيقة الأمر يعاني من أزمة وجودية، يؤمن بالسلالية، ويطالب بالولاية ويحكم بالسلاح ويحلم بالإمامة، وينفذ أجندة إيران ولا هوية أو صبغة سياسية له، بل مليشيا تعادي اليمنيين والأشقاء والإقليم، وتهدد المصالح الدولية، ويسميها العالم كله إرهاب.. أنا ومن خلال هذه المقالة أطرح عليهم سؤال ولا أبحث له عن إجابة، فهم أنفسهم لا يعرفون الإجابة، أيها الحوثيون  ماذا تريدون؟!.

أما نحن فقد عقدنا العزم بصدق النوايا في الانخراط في المشاورات، لتوحيد الصف الجمهوري للمعركة الأخيرة لاجتثاث سرطانكم وإرهابكم الذي ينهش وطننا وحياتنا ومستقبل أطفالنا.

 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

وضحى مرشد