الرسالة والرسول
الإثنين, 10 أكتوبر, 2022 - 10:03 صباحاً
الرسول والرسالة شيئان قيمان لا ينفصل إحداهما عن الأخر، حباً وتقديرا للرسالة الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الرسول الذي مات كل أولاده الذكور قبل وفاته ولم يخلفوا أحداً، وخاطبه القرآن بقوله: وما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.
هذا الخطاب الذي قطع كل تفسير أو إجتهاد أو إدعاء أو استعباط لاحق بخصوص وراثته وإدعاء تمثيله عرقياً، وبالتالي لا مكان لأي تفسير أسري أو عائلي للرسالة والرسول بعد ذلك.
المحاولات التالية لإدعاء القرابة هو لا شك نوع من الإستعباط اللاحق الذي لا معنى له سوى إرتداد حقيقي عن جوهر رسالته صلى الله عليه وسلم، ومحاولة تخليق تفسير عائل سلالي لإمتيازات الرسالة قبل الرسول.
لا مكان اليوم، في هذا العالم المفتوح والعلمي والتقني لإدعاء القرابة في ظل علم أصبح قادر على التفسير الدقيق لبطلان هذه الإدعاءات المزيفة، عدا عن عدم إمكانية ذلك دينيا أيضاً، فصريح الآيات واضحة جلية في هذا السياق، ولا مكان أيضا لاستعباط الفهم البشري للواضح من الدين بالضرورة وبطلان كل دعاوي الخرافات الزائفة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء ورسالته خاتمة الرسالات كلها، أي هو رسول للعالمين بدين للعالمين جميعاً لا مكان فيه لقرابة أو عشيرة أو سلالة تستأثر امتيازات القرابة لأن ذلك مما يثلم الدين نفسه ويفسده من داخله، ومن ثم لا مكان فيه لأي من هذه الخزعبلات.
ولهذا كانت الحكمة الإلهية بموت الرسول صلى الله عليه وسلم بلا ذرية رجالاً يرثون سلالته، ويختلط الأمر بين الرسالة والرسول كما يحدث الآن لدى بعض المتشعبطين، عدا عن ختم الرسالات برسالة ولغة عربية فصيحة الدلالات والمعاني والألفاظ لا مكان فيها لتأولات والتخرصات المضحكة.
أما الاحتفال بمولده فلا نقاش حوله مشروعيته من عدمه، لآن في الأمر فسحة للناس لمن شاء احتفل ولمن لم يشأ لا تثريب عليه، فلأمر في مناط الاجتهاد الواسع ولا مكان فيه لشطط وغلو، رفضا أو قبولا، فالرسول صلى الله عليه وسلم، كان مناط تكليف الله واختياره له يقتضي منا الحب والإجلال للحبيب المصطفى وحبنا له نابع من حبنا وامتثالنا لرسالته العظيمة والخالدة.
وأنا هنا قد أعذر البعض ممن يذهب للفصل بين الرسالة والرسول بدافع ما تقوم به جماعة الحوثي وبقية الجماعات الشيعية التي حولت رسالة الإسلام لمجرد إمتياز عائلي يصادرون من خلاله عظمة الإسلام ويقدمونه بصورة أقل ما يقال عنها أنها صورة عنصرية منحطة ومتخلفة، لا تشبه الإسلام العالمي ولا يشبهها.
أما الحبيب المصطفى فيكفي فيه قول الشاعر.
ماذا يقول وينظم الشعراء.. وعليك صلى الله صلى الله