×
آخر الأخبار
مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة

حين يأتي القائد من الميدان

السبت, 29 يوليو, 2023 - 05:06 مساءً

أكثر ما يستدعي الاهتمام عند تعيين القادة العسكريين في المواقع المختلفة في جيشنا الوطني، مستوى مشاركتهم في الحرب ضد المليشيا الانقلابية منذ بدايات المواجهة.
 
المؤهلات والشهادات والأقدمية أمور أساسية مهمة بكل تأكيد، لكن صار الأهم مجيئهم من الميدان، من قلب المعترك، ومن مقدمة الصفوف، من النسق الأول، وقد غدت جبهات القتال محك الرجولة والبطولة ومختبر الأبطال والقادة الحقيقيين.
 
 لا تهمنا الملفات المتخمة بالأوراق والشهادات والسير الذاتية المنمقة، أين هم في خطوط النار؟  هذا ـكثر ما يهم، بأن يكون القائد الأول في معارك الدفاع عن الوطن، الأول في الفداء، والأول في التضحية، تعرّف به مواقع الشرف وتقدمه الروح الباسلة، وتمنحه مشاهد العز والكرامة ما تقصر عنه كل الشهادات.
   
وعند تعيين وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري لم احتاج شخصيا إلى مطالعة ملفه الوظيفي مع احتوائه على ما يثير الحماسة، إذ كان أكثر ما حسم اليقين بحسن الخيار هو  سجله الحافل بالشرف منذ بدأت الفتنة الحوثية تطالعنا من جهات عديدة معلنة الحرب ضد اليمن واليمنيين  في تحد سافر للجميع.
  
كان الفريق الركن محسن الداعري من أوائل النخبة الرائدة في الجيش الوطني تلك النخبة التي حملت على عاتقها أمانة الدفاع عن الوطن والوقوف ضد الحوثيين وإعادة البناء لما تهدم من أركان المؤسسة العسكرية، ولقد عمل وشارك وأسهم مع إخوانه من القادة الكبار في الجهود التأسيسية للوحدات والتشكيلات والألوية التي مثلت مع مواكب المقاومين حواجز الصد الأولى في مختلف مناطق المواجهات. 
 
لم يزل في الطليعة، سباقاً رفقة الرموز من قادة الجيش الشهداء الذين ما زالوا يتقدمون الصفوف بأرواحهم الحية ومآثرهم الخالدة، وبما تركوه من إرث العظمة والمجد والكبرياء، أولئك الأفذاذ الذين سيظلون التجسيد الأكمل لعظمة اليمن وعنفوانها وتأبيها على الخنوع.
 
اتذكر يوم تسميته وزيراً للدفاع، رحت أبحث عنه هناك، حيث كنت أجده، على الدوام حاضراً في القلب كله ببزته الأنيقة المعتادة وبالصوت والصورة في الخضم مع رفاق السلاح من الضباط والجنود، هذا هو في متناول الجميع، له سجل منشور عبر الإنترنت، يتيح لك تأمل ملامحه وسماته ومعرفة الكثير من جوانب شخصيته وحضوره، وتكتسب المعلومة قيمة أكبر حين تأتي على ذلك النحو من الوضوح والتلقائية والصدق.
 
هذا هو حيث تراه وكما يبدو فارساً في الزمان الأخير، شجاعة لافتة وتواضعاً راسخاً وموقفاً وطنياً صريحاً، ووجوداً رزيناً ورصيناً، بعيداً عن الادعاء والبهرجة، كنت لحظتها أعاود النظر إليه بروح الواثق المطمئن والفخور والمشفق في آن، فالواقع الشائك والأفق الملغوم والمأزوم ومآلات الصراع وسيولة الواقع وجريان الأحداث يجعل المهمة صعبة.
 
 اليوم يطوي عاماً من العمل والتحدي ويدلف نحو الجديد، من رهانات الحضور والقيادة في واقع محتدم، يدعو المحارب للبقاء مستنفراً "باحثاً عن الراحة بعيداً عن مواطن الراحة".
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

ناصر أحمد