×
آخر الأخبار
 الحكومة تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في سيطرة الحوثيين على السفينة "نوتيكا" يونيو الأسود في صنعاء" .. نهب منظم للممتلكات وتصاعد مخيف لقتل النساء .. (تقرير رصد) مظاهرة نسوية حاشدة بمحافظة مأرب تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة   قيادة محافظة ريمة تقيم مجلس عزاء رسمي للشهيد "حنتوس"  الإرياني: مليشيا الحوثي حولت "نوتيكا" الأممية إلى خزان لتهريب النفط الإيراني يحمل جواز دبلوماسي مزيف.. اللجنة الأمنية في المهرة تكشف ملابسات القبض على قيادي حوثي في حوف لجنة وزارية تُقر عددًا من الإجراءات لتأمين انسياب السلع ووقود الطاقة بين المحافظات آخرهم الشيخ حنتوس.. منظمة: الحوثيون ارتكبوا أكثر من 735 انتهاكًا بحق معلّمي القرآن والخطباء بهدف الحصول على اعترافات مصورة.. مليشيا الحوثي تختطف العشرات من عائلة الشهيد "حنتوس"  ناشطة تطالب مليشيا الحوثي بالإفراج عن زوجها

نعم ..انتصر الشيخ حنتوس

الاربعاء, 02 يوليو, 2025 - 12:05 صباحاً


بعض المساءات تلد البطولات، كتيبة مهام خاصة بكامل عتادها تخرج من صعدة وتتجه صوب ريمة، لا لمواجهة خصم مسلح، بل لمداهمة بيت ريفي يقطنه شيخ مسن تجاوز السبعين، مع نسائه وأحفاده، وصوت ما زال يعلو بالقرآن. ليست هذه مجرّد جريمة، بل مشهد صادم من اختلال ميزان القوة بين حشد مدجج بالسلاح، ورجل أعزل لا يحمل إلا وصيته، لكنها وصية جمهورية.
 
الشيخ صالح حنتوس، أحد أعمدة تعليم القرآن، لم ينخرط في العمل السياسي بشكل مباشر، لكنه ظل يعمل في  قلب الفكرة الجمهورية، بوصفه معلماً للناس، وصاحب رسالة، ووجهاً من وجوه النظام القيمي الذي حاول الكهنوت سحقه منذ لحظة انقلابه، فحين تهاجم ميليشيا مسلّحة معلم قرآن لأنه لم يركع لها، فإن ما يُستهدف هو جوهر الجمهورية :  أن يكون الإنسان حراً، صادقاً، وفياً لقيمه، لا تابعاً لإمام ولا خادمًا لسلالة.
 
في وصيته قال حنتوس: أنا مظلوم... بزّوا مرتباتي، رموا أولادي، حسبنا الله ونعم الوكيل... إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله." بهذه الكلمات، ثَبَّت الرجل جمهوريته، فالجمهورية ليست وثيقة رسمية، بل موقف ووعي يجعلك تقول: ”لا”، حين  يجب أن تُقال، حتى لو قالها الرجل الوحيد  وسط البنادق.
 
لماذا يخاف الكهنوت من هذا الشيخ؟ لأنه يُمثل جمهورية القيم، لا جمهورية الورق، رجل تربّت على يده أجيال من اليمنيين المؤمنين بأن السلطة ليست حقاً سلالياً، وأن الإنسان يولد حراً.
لم يغيّر الشيخ ثوبه ولا لسانه في زمن الانحناء، فأن ترسل جماعةٌ تدعي السيطرة كتيبةً كاملةً لمواجهة شيخ مسن، فهي تعترف ضمناً بأن الكهنوت ما زال مهزوزًا أمام فكرة الجمهورية، أمام الكلمة ومعه لن تفلح بنادقهم في إخراس وصية.
 
 انتصر الشيخ، نعم، انتصر لأنه أعطى الجمهورية وجهها الحقيقي، شيخ أعزل، صادق، يقف في وجه سلالة غاصبة، بكل هدوء وكرامة، انتصر لأنه حرّك فينا الإيمان بأن الكهنوت، مهما توحش، لا يستطيع اغتيال  الجمهورية التي في قلوب الناس.
 
لم يكن الشيخ شهيد مظلومية، بل شهيد موقف، وشهادته ليست وداعًا، بل دعوة للعودة إلى أصل القضية: أن الجمهورية هي خط الدفاع الأخير ضد الكهنوت، وأن صوت الشيخ أقوى من كتية، ومن مشروعٍ تدميريٍّ بأكمله، وان تغطّى بفلسطين.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1