السجل الأسود للحوثيين في استهداف المدنيين
الأحد, 29 أكتوبر, 2017 - 12:01 مساءً
ان اسـتهداف المدنيين يعد انتهاك صارخا للقانون الدولي الإنسـاني، بينما يعتبر القتـل خارج إطار القانون انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الانسـان، وقد تعمدت ميليشـيا الحوثي وصالح استهداف المدنيين وارتكاب العديد من حـالات القتل خارج إطار القانون، ونتج عن ذلك الالاف الإصابات بعضها وصل الى مستوى الإعاقة الدائمة. اذ أكد نائب وزير حقوق الانسان في الحكومة اليمنية، ان صالح والحوثيين تسببوا في مصرع 10811 مدنيا، منهم 649 امرأة و1002 طفل، كما أصيب 270077 مدنيا منهم 3875 امرأة، و3334 طفل. لقد استخدم صالح والحوثيين القصف العشوائي، بواسطة المدفعية وقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، على مناطق مكتظة بالسكان المدنيين، مستهدفين المنازل والمدارس والمستشفيات، وهذه الهجمات تمثل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي، وهي ترقى إلى جرائم حرب.
وعلى الصعيد ذاته اكدت منظمة العفو الدولية، انها جمعت ادلة تثبت تورط صالح والحوثيين، في استهداف المدنيين بشكل متعمد في عدن وما حولها، باستخدام قذائف الهاون، مما يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني. ووفقا للتحقيقات التي جرت بواسطة منظمة العفو الدولية، بخصوص واقعة ميناء التواهي، فان القوات التابعة لصالح والحوثيين أطلقت قذائف الهاون على النازحين، في ميناء التواهي، الذين كانوا ينتظرون مجيء القارب لينقلهم الى مناطق أكثر امنا مثل البريقة او جيبوتي. وبناء على شهود عيان أكدوا لمنظمة العفو الدولية، انه في صباح 6 مايو 2015م، حينما كان هناك أكثر من 400 نازحا يحاولون الفرار على متن القوارب سقطت ثلاث قذائف هاون على ميناء التواهي، وقد اصابت احدى تلك القذائف منتصف الحشد بشكل مباشر، مما أدى الى مصرع 45 نازحا واصابة 22 اخرين من ضمنهم نساء وأطفال وكبار في السن.
وفي سياق استهداف المدنيين، قصف صالح والحوثيين حي المنصورة في مدينة عدن بالصواريخ، حيث تركز القصف على البلوك 4 و5 في الساعة الأخيرة من ليل 30 يونيو 2015م، مما تسبب في مصرع 31 واصابة 45 شخصا معظمهم من النساء والأطفال. وخلال شهر يوليو 2015م، استهدف صالح والحوثيين حي دار سعد في مدينة عدن، بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، مما أدى الى مصرع 56 شخصا بينهم 15 طفل و8 نساء، بينما بلغ عدد المصابين 89 شخصا منهم 16 طفل و17 امرأة. هذه الأرقام تم التحقق منها بواسطة اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان. وفي مدينة تعز اقترف صالح والحوثيين عدة انتهاكات ضد حقوق الانسان، من خلال هجمات متفرقة استهدفت المدنيين في الاحياء المزدحمة والأسواق، مما أدى الى مصرع 77 شخصا، واصابة 153 اخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وعلى صعيد استهداف المدنيين في تعز، نذكر حالة واحدة من عشرات الانتهاكات لحقوق الانسان في المدينة، التي اقترفها صالح والحوثيين، وهي واقعة مذبحة الكاتيوشا، حيث تعرضت العديد من الأسواق الشعبية والاحياء السكنية في 21 أكتوبر 2015م، للقصف بنحو 20 صاروخ كاتيوشا في غضون ثلاث دقائق وأسفر الهجوم عن مصرع 35 شخصا واصابة أكثر من 100 شخص معظمهم من النساء والأطفال. من ناحية اخرى، انتهك الحوثيون القانون الدولي لحقوق الانسان، فيما يعد واقعة قتل خارج نطاق القانون. هذه الواقعة حدثت في محافظة البيضاء – مديرية ذي ناعم في 3 يوليو 2016م، عندما اختطف الحوثيين أربعة رجال، تم العثور على جثثهم فيما بعد ملقاة في أحد الوديان. وكشفت التحقيقات التي أجرتها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الانسان ان قيادات محلية حوثية مسؤولة عن اقتراف تلك الجريمة. وتجدر الإشارة الى ان اللجنة حققت في 964 حالة قتل خارج نطاق القانون منهم 47 طفلا و37 امرأة، وهذا ليس العدد الكلي لجميع الحالات.
من الواضح ان قوات صالح والحوثيين تعمدت قصف المدنيين بشكل عشوائي، وخاصة في مدينتي عدن وتعز جنوب اليمن، لأن صالح والحوثيين لا يكترثون لحياة السكان المدنيين ولا لدمار الأشياء المدنية، وان كل ما يهم صالح والحوثيين هو كسب الحرب والسيطرة على المدن مهما كان كانت العواقب. ان امتلاك صالح والحوثيين للأسلحة الثقيلة والعدد الكبير من المقاتلين ساعد بشكل كبير على استهداف الاحياء السكنية وخوض حرب شوارع طويلة الأمد في عدد من المناطق اليمنية بشكل عام وفي مدينتي عدن وتعز بشكل خاص، مما أدى الى مقتل وجرح الاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال. ويبدو ان صالح والحوثيين استخدموا الأسلحة الثقيلة داخل المدن وقصفوا بالصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة الاحياء السكنية، التي يتمركز فيها عناصر المقاومة الشعبية ويقاتلون بأسلحة خفيفة.
ولان القوات التابعة للحوثيين وصالح لا تمتلك حاضنة شعبية في مدينتي عدن وتعز، فقد كان من الصعب تواجد تلك القوات الا باستخدام القوة العسكرية المفرطة، لإجبار المواطنين على الخضوع والاستسلام، وهذا يعني انه لم يكن امام قوات صالح والحوثيين من خيار آخر سوى استخدام القوة العسكرية وارعاب الناس من اجل السيطرة عليهم وعلى مدنهم ومناطقهم، خاصة وان معظم مقاتلي صالح والحوثيين قدموا من شمال اليمن، ولهم خلفيات ثقافية ومذهبية مغايرة لسكان مدينتي عدن وتعز وتتملكهم نزعة الحقد والكراهية الشديدة لليمنيين من القاطنين في جنوب ووسط اليمن، وهذا أحد أسباب الاستهداف الوحشي للمدنيين في مدينتي عدن وتعز.