المؤتمر الشعبي وعلي صالح
الإثنين, 21 أغسطس, 2017 - 04:08 مساءً
كما حاول علي صالح مصادرة الوطن لصالحه صادر حزب المؤتمر الشعبي العام لصالحه ايضا ولصالح اسرته بل كانت مصادرة الحزب شرط لازم لمصادرة الوطن !!
الادوات التي صودربها الحزب والوطن وهي ( المال والوظيفة ) في توازي مع السيطرة على الجيش خطين متوازيين ليتحول الوطن والدولة شيء مملوك (لعفاش )واولاده،.
لقد كان المال والمناصب هي ادوات السيطرة في بلاد تحدثت كثيرا عن الحرية وسيادة الشعب فانتج (ديقراطية الدكتاتور )وهي مكلفة الف مرة من الاستبداد المباشر حيث يسلم الوطن في الحالة الاخيرة من تخريب الوظيفة وتجريف الضمائر وملاحقة الشخصيات الوطنية المؤثرة وتكنيسها من الطريق
انها لعنة الديمقراطية العربية التي امامها فقط يذكر الدكتاتورية (الناشفة)بالخير لانها تقسم جزء من الكعكة للمشاريع التنموية والاستقرار الذي لا يستقيم مع (الدكتاتورية الديقراطية) ولهذا لم نر أي مشاريع تنموية حقيقية في عهد (صالح ) ولا بنية تحتية ولا بناء حقيقيا بل تهديم المشاريع القائمة وبناء الحرس العائلي الذي بني لمحاربة الشعب وقمعه.
واذكر هنا مثالا عابرا ... في ستينيات القرن الماضي كانت ميناء المخاء تستقبل العديد من السفن التجارية يوميا وكان مطار تعز يساوي في حركته مطار صنعاء وعدن ويفوقهما حركة نظرا لموقع المحافظة التجاري والسياسي .
في نهاية القرن تحولت ميناء المخاء الى زريبة للمواشي ومنفذ لتهريب الممنوعات لصالح النظام ورجاله والمطار الى مطار محلي يعيش فيه الغربان وطيلة كل هذه العقود لم يبني مستشفى واحدا في اكبر مدن اليمن وهذا يعود لسياسة الافقار والتجهيل والتهميش وتعز هذه نموذجا لأنها الابرز في معركة تطوير السياسة والثقافة والتجارة والثورة، ولهذا لم ينتهي القرن العشرون الا وتعز تكاد تكون خالية من البيوت التجارية والتجار التي افلست بالسكته او بالحركة البطئية عدى قلة قليلة قاومت هذا التهشيم المنظم .
وكانت تعز اواسط القرن الماضي تكتظ بحركة التجارة والتجار حيث كان تجارها رافعا و رافدا اساسيا للثورات جنوبا وشمالا وكان هذا الخنق والتجفيف بخطة رسمية لصالح بروز طبقة طفيلية من التجار المختارين مناطقيا وسياسيا من مال الدولة وتسهيلاته المهدفه التي ضربت الحركة التجارية الطبيعية ومعها ضربت التنمية الحقيقية وقوة المجتمع وطبقته الوسطى .
لقد كان تحويل المؤتمر الشعبي من حزب المفترض به إثراء الديمقراطية وتطوير العملية السياسية التنموية الى حزب مملوك لشخص من اهم عوامل الخراب العام الذي احدثه علي عبد الله صالح.
وهذا لا يعني عدم صلاحية واهمية المؤتمر الذي تكون مع الزمن على هامش الشخص كحزب بقاعدة عريضة في كل الوطن بل أصبح تطويره وتخليصة من قيد الشخصنة شرط لتطوير واصلاح الحياة السياسية في اليمن.
لقد كانت ثورة 11فبراير ثورة شعب لتحرير الوطن من قبضة الفرد المستبد كما هي ايضا لتخليص الحزب الذي يفترض ان يتحول الى حزب حقيقي بعد زوال الحبل الغليظ على عنقه وثقافة الصورة وحزم البرسيم التي تهز أمامه بصورة مذلة من مال الشعب ليتحول الى بوق للهتاف للفرد واصوات انتخابية تكب في الصندوق من اجله ومن اجل اعاقة التنمية وتخريب السياسة والتعليم وكل شي تقريبا!!
ومن اجل الانتخابات الديمقراطية التي تغنينا بها خربت الوظيفة العامة والتعليم ونهبت الثروة وهزلت السياسة وعم الخراب الشامل ومن اجلها خرج الرئيس( فيصل بن شملان) ومعه القوى السياسية والشعب في 2006م بشعار( رئيس من اجل الوطن) لا (وطن من اجل الرئيس) وهو شعار دقيق ومعبر ادى الى هزة حقيقية عندما قال الشعب( نعم ) لبن شملان والتغير .
فاز بن شملان لتحضر هنا الوسيلة الاخرى والغليظة لقد هدد مباشرة بعمل انقلاب وسيل الدم الى الركب.
لوح بعصا ( الجيش) الموازي لعصا السياسة (الحزب) حيث اعلن فوز علي عبدالله صالح بأربعة مليون صوت قبل ان تفرز اربعة صناديق التي لا يتجاوز كل ما فيها 1600صوت في فضيحة مدوية وعلى الهواء مباشرة كان عبد الجندي احد شهودها الساخرة كلجنة انتخابية عليا ،
نتيجة مزورة مررتها القوة والعادة وضعف ارادة الاحزاب وقصر نفسها ،لقد تعبت هذه الاحزاب واعترفت بالنتيجة واقعا بمبرر هزة على طريق الاصلاح دون ادراك بخطورة المداهنة في مثل هذه اللحظة التاريخية وعدم تقدير لجرم التنازل على الحق العام وكلفته.
فيصل بن شملان كان وحده شعبا بشخصه فرفض الاعتراف بالنتيجة و مات على ذلك وهذا ما دفع بصالح بالامتناع حتى عن تسطير بر قية عزاء في موت منافسه بحسب الاعراف لانه كان ينظر الى كابوس الارادة الشعبية من خلال الرئيس (فيصل بن شملان).
الآن بعد كل هذا الخراب والدمار الذي لحق الوطن والشعب بسببه مازال علي عبد الله صالح يتعامل مع الموتمر كحق شخصي وملك فردي وبدلا من ترك المؤتمر يتدبر امره يدعوه وسط بركة الدماء والموت والجوع لرفع صوره المجسمه باعتبار تاريخ تأسيس المؤتمر تاريخ ميلاد الفرد ....
.ليس خافيا ان الكثير يعتبرون المؤتمر كائن لاروح له بدون علي عبد الله صالح واول من يؤمن بهذا ويطرب هو علي عبد الله صالح نفسه الذي يقاتل شعبه بالجيش العائلي والحزب الشخصي الى اخر جندي واخر عضوا لو استطاع وهو اليوم مزهوا بهذا الجمع حوله وهويراه مسلوب الارادة يمشي الى دفن الوطن من اجل الفرد حتى لوكان هذا الفرد القاتل نفسه قاتل الوطن وقاتل الحزب
سيحتشد في السبعين الجمع اياه الذي يرى في الوطن (خمسين الف )بدل سفر حتى ولو فقد المرتب لعام كامل واقتربت من مائدته المجاعه فالحرية عندما تموت يموت معها الانسان ويتحول الوطن الى صورة مضخمة لقاتل وخمسين او عشرين الف يستلمها للحضور، ليسجل هنا بقاء مساحة مذهلة للتخلف وعدم الحيلة لأن حز ب مثل المؤتمر كان بامكانه سحب البساط من الجميع واسقاط الصورة الملطخة بالدم والمال واشلاء الجمهورية و انقاذ الحزب والوطن بحركة تاريخية عامه ومنقذة لكن هذا لن يحدث لان النهوض التاريخي لاي جماعة لابد له من مقدمات والمقدمات هناصنعها الفرد حتى أصبح (عجلا )له خوار او يكاد عند البعض.
وهنا نستلفت النظر الى محاولة الانعتاق والتحرر من داخل المؤتمر نفسه وهي حركة تلك الجموع والشخصيات الرسمية القيادية والقاعدية التي اعلنت انحيازها للشرعية من اول يوم مع علمها ان المال والمصلحة مازالت في بدروم ومحفظة صالح المالية العميقة ذلك ان الشرعية اصبحت مع دخول الإمامة التي اوصلها صالح لاغتصاب الدولة لم تعد شرعية حاكم منتخب اثر ثورة شعبية فحسب بل تعني الجمهورية ايضا التي تعني للشعب اليمني العلم والنشيد والحرية والكرامة الانسانية والوطن وشي يشبه الوجود من عدمه وهؤلاء قسم كبير داخل المؤتمر و يمثلون حركة الوعي وبداية التحول لهذا الكيان الكبير المقيد والمخدر و يعول عليهما انقاذ المؤتمر وترميمه في المستقبل القريب للانطلاق الى يمن جديد تتخلص من هيمنة الشخصنة وثقافة الزعيم الملهم والصورة المزيفة
وهؤلاء مع احرار الشعب وقواه الحية سيدفنون ثقافة القطيع ومعها مرحلة التخلف تحت سارية علم الجمهورية الثانية و الذي سيرفرف بروح جديدة بدون صنم ولا(عجل) ولا (امامه) وستتبدل ارواح الناس وتحيا بمطر الحرية وسنرى مؤتمر شعبيا يقود ولايقاد (بلبه) او هزة من حزمة( نقود؟ لا تنفع ولاتسمن من جوع تكفي لوجبة غداء وقليل من العلف الاخضر مقابل حركة وحضور ميت تشبه ماكان يؤديه العبيد في زمن الرق القديم .