خطاب الأماني!
الخميس, 14 فبراير, 2019 - 02:20 صباحاً
ما من شيء أثقل على النفس من أن تجد نفسك مضطراً للتعليق على مواقع يمكن أن تكون أي شيء إلا أن تكون صحفا لنشر الأخبار، فلا أظن صحفياً مبتدئاً يجعل من أمثال محمد البخيتي مصدرا للمعلومات التي ينشرها لكن ما يثير الغرابة أن هذه المواقع تصنف ضمن الحلف الرافض للانقلاب.
الذي يقاتل الحوثي ثم لا تتورع من الاعتماد فيما تنشره على خطاب هذا العدو نفسه الذي تخوض حربا معه ، هذا أمر يدعو للاستغراب و يجعلك تسألهم كيف تحاربون الحوثي، وتعتمدون على خطابه الدعائي الا أنه السؤال الذي لن تجد له جواباً.
الحوثي يسعى لتفكيك جبهة الشرعية لضمان تفوقه واستمرار سيطرته وهو أمر مفهوم لكن أن يردد دعايته إعلام ينتمي للشرعية أو للجبهة المقاومة للحوثي بشكل عام فهذا هو المستغرب وغير المفهوم إذ كيف تقوم باستكمال المهمة التي بدأها خصمك الذي يستهدف تماسك جبهتك والملفت أن يتم الأمر بشكل يوحي بالتنسيق وتكامل الأدوار.
يقولون: ثمة تقارب بين الاصلاح والحوثي في أسمج كذبة عرفها تاريخنا الحديث، ليس لأنها لا تعكس الحقيقة وتتصادم بشكل صارخ مع الواقع، بل وأد أيضا لأنها تصدر عن عقل طفولي يعمل خارج قواعد العقل السليم، ويجهل شروط التحالفات والاتفاقات من هذا النوع الخطير الذي لا يمكن أن يصبح مادة خبرية، بل تتم بتكتم عال وسرية تامة، خاصة والمعركة مازالت قائمة.
لا شيء يثبته خطابكم الا أن الإصلاح هو الجهة التي يصعب على الحوثي اختراقها ؛ ولذا يلجأ الى حديث الأماني ولو أنهم استطاعوا الوصول الى الاصلاح ما تحدث أبدا ما.
لا الحوثي يصلح مصدرا للمعلومة، ولا موقف الإصلاح بحاجة لتوضيح، وما نحتاجه جميعا أن نتنافس في مواجهة الحوثي وإرث الاستبداد والكهنوت الامامي، بدلا من السعي لتشويه طرف يبذل جهده المشهود في فعل ذلك.
التشويه للإصلاح ليس إنجازا البتة، ولا يرتفع به رصيد بقدر ما يخدم الحوثي عدو الشعب.
الإمامة هي جذر أزمات اليمن، ولقد خبرت اليمنيين وطرق مواجهتهم، ولديها إرثها التراكمي بتفكيك كل الجبهات المضادة، فهي لا تنتصر الا إذا تراخى الترابط الوطني وفقد اليمنيون جبهتهم الموحدة، وإذا كانت الإمامة خطرا يرمينا بالنار فان تمزيق الجبهة الوطنية خطر يفقدنا قدرة الرد على نار الإمامة تلك.