حجور والمعركة الوطنية
الاربعاء, 13 مارس, 2019 - 05:09 مساءً
قبيل الحملة على حجور، أصدرت جماعة الحوثي بيانا طويلا ذكرت فيه الاصلاح حوالي ست مرات متهمة إياه بتفجير الوضع في وجهها وانه يتسبب بقطع الطرق ومهاجمة القبائل، وبعد ذلك بأيام تعرض الاصلاح نفسه لحملة تشكك بموقفه في حجور ومن جهات إعلامية صمتت صمت القبور حين قال الحوثيون ان عناصر اصلاحية تتسبب بتعطيل تقدمها في المنطقة.
الواقع أن قبائل كشر كانت قد تمكنت من صد جماعة الحوثي مرات عديدة وفي أكثر من معركة معتمدة على مخزونها الاجتماعي ونسيجها المترابط والذي كان إلى حد ما بعيد عن تأثير النخب التي عملت على تصدير حالة الانقسام التي تعيشها الى كل جبهة تحاول ان تتماسك في وجه جماعة الحوثي حاملة راية الظلام وهو يحاول استعادة أمجاده.
كانت نقطة قوة حجور أنها متعافية من الثارات التي خلفها الصراع السياسي والذي حدث أن هذا التعافي كان بحاحة لدعم وعناية من كل الاحزاب ومؤسسات وأجهزة الدولة وهذا مالم يتم للأسف وبينما رحنا في الاصلاح نصنع اسنادا وطنيا جامعا لحجور على مستوى الموقف السياسي والخطاب الاعلامي وهناك من حرص على الفرز والتقسيم داخل جبهة حجور التي كانت قد انتفضت دون ان تلتفت لضغائن الساسة وشهوات الانتقام التي تذلل للحوثي طريق التقدم فوق جثث اليمنيين وكرامتهم.
الفعل الرافض للحوثي كان في الأساس مجتمعيا اكثر منه سياسي فالسياسية بأحزابها وبرامجها تحضر في وقت السلم لا الحرب، ولأنها الحرب فان الجيش هو المعني بإدارتها وهو وحده من يتحمل ما يحدث داخل ساحتها، من الخطورة ان تستخدم قضايا كبيرة تتعلق بمصير اليمن ومستقبل لأجيالها فقط من اجل النيل من الإصلاح وفي محاولة لإحراز نصر متوهم على حساب معركة البلد الكبرى.
لقد تمكنت قبائل كشر أن تقول بأن المجتمع اليمني قادر على خوض معركته اليمنية على قاعدة جديدة تنتمي لفترة ما بعد الانقسامات الوطنية وتتجاوز آثارها السلبية وهي وإن خسرت معركة الا انها لم تخسر صراع يوفر الحوثي كل يوم الف سبب وسبب لخوضه.