الأخبار
- حقوق وحريات
الصحفي "عصام بلغيث".. إرادة صلبة تُحطّم أسوار المُعتَقَل
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 12 أكتوبر, 2017 - 05:11 مساءً
كتب الصحفي عصام بلغيث، منشوراً على صفحته بالفيس بوك بتاريخ 5 يونيو 2015م تحدث فيه عن المنسيين خلف قضبان سجون مليشيات الانقلاب، وكأنها رسالة سابقةً لأوانها يخبرنا أنه يوماً سيكون هناك.
كان ضمن كوكبة الباحثين عن ثقوب النور في البلد المُظلم الذي يرزح تحت وطأة انقلاب مليشاوي.
حفروا في جدار الظلم كي لا تموت الحقيقة، هناك في إحدى غرف فندق قصر الأحلام بالعاصمة صنعاء، حيث اجتمعوا على مائدة الصحافة المضطهدة دون استسلام، وفي ليلة التاسع من يونيو2015 م حاصرت مليشيا الحوثي والمخلوع الفندق بالأطقم ومسلحين كأن رؤوسهم الشياطين، حتى مطلع الفجر تم الاقتحام، عاش عصام تلك اللحظة الفارقة بين ثقوب النور واختطاف الحرية وتكبيل الاقلام وتجفيف منابع حبر الحقائق.
اقتاده الخاطفون إلى قسم الحصبة بصنعاء حُقق مع عصام تحت أسواط التعذيب فلم يجد ما يعترف به إلا أنه ينتمي لتراب الوطن وسألهم فمن أنتم؟!.
سرى علي الصحفي عصام ما سرى على زملائه التسعة من التعذيب ابتداءً من قسم الحصبة ثم الإخفاء القسري لأكثر من ثلاثة أشهر، ثم يكشف مكانه في البحث الجنائي بشارع العدل بصنعاء وقد نحل منه الجسد وتغيرت منه الملامح، ولكن لم تتغير حريته الصلبة قيد أنملة.
بعدها نقل عصام إلى احتياطي الثورة هناك حيث تضاعفت المعاناة واشتدت وطأة المحن على العاشق لتراب وطنه لتمحص صدق الباحث عن الحقيقة، ثم ينقل إلى احتياطي هبرة، هناك يتعرض الصحفي عصام مع زملائه للتعذيب اليومي والتنكيل الممنهج والتهديد بالتصفية الجسدية وما خفي فهو أعظم.
زارته أمه التي قطعت المسافات من محافظة الحديدة كي تقر عينها برؤية فلذة كبدها، كانت الأم على شباك الزوار تحادث ابنها بدموعها التي تذوب من شوقها علّها تحتضنه ولو مرة، ولكن لن تجد هذا في زمن المليشيات، وكان هو الآخر يُحادثها بنفس الشعور غير أن دموعه كانت عصية رفقاً بأمه، حان الوداع كان يودعها ولكن قلبها يجذبها نحوه فتغادر ثم تعود دون إرادتها.
غادرت الأم شباك الزائرين وفي حوش السجن كان عصام يرقب أمه من نافذة زنزانته، فالتفت إليه قلبها قبل عينها لتجده يرقبها من نافذة زنزانته، فما كان منها إلا أن رفعت لثامها لترسل له قُبلة عبر الهواء الذي لا يعرف القيود فبادلها عصام نفس القبلة ورفع لها إشارة النصر أو الشهادة..