الأخبار
- حقوق وحريات
أحمد الجابري: قصة صمود ونضال.. كيف تلقى وفاة طفله وهو داخل المعتقل؟
العاصمة أونلاين - خاص
السبت, 14 أكتوبر, 2017 - 05:58 مساءً
بينما كان عائدا من المسجد حيث أدى صلاة الفجر مستبشراً بيوم جديد تباغته سيارة بدون رقم بداخلها ثلاثة أشخاص ملثمين ومسلحين بلباس مدني فاختطفوه وغيبوه عن أنظار أولاده وزوجته.
أخذوه إلى جامع زين العابدين "تحول إلى معتقل" وبقي هناك أربعة أشهر وبضعة أيام. بقي احمد الجابري تلك المدة ثم نقل إلى جهة مجهولة.
كانت جهود الزوجة الصبورة الوفية حثيثة.. تخونني أحرفي في وصف صمودها ونضالها اللامحدود.. في كل السجون بحثَتْ، وكل الطرق التي تؤدي إلى زوجها سَلَكَت..
كانت رمزا لمقاومة امرأة في ظل المليشيات التي لا ترقب في الناس إلاً ولا ذمة..
أذكر ذات يوما زرنا "زين العابدين" للبحث عن ابا زكريا.. كانت مناضلة وذات قرارات.
طفنا المكان ورأينا أحد الأطفال الجنود فأخبرنا عندما رأينا حفرة في الأرض بقوله هذا قبر واحد بني آدم، هيا روِّحين!
كانت لهذه الكلمة وقعها على قلب الزوجة لكنها تصابرت وتماسكت، احتفظت بدموعها إلا على سجادتها.
جاءت النتائج كالتالي: اكتشفت أن زوجها نقل إلى الأمن السياسي، وهناك تمت الزيارة التي جعلت الزوج يقف مذهولاً من زوجته.
سألها: كيف جئتِ؟ من أين دخلتِ؟ أسئلة كثيرة سردها الرجل الذي لم يصدق يوما أنه سيري زوجته في زمن المليشيات.
تعجبت كثيرا من التهمة التي اختطف زوجها بسببها: متحفظين عليه خوفا عليه!!
تزداد المحنة وتشد وتيرتها على قلب المؤمن الصابر ففي صباح الـ 7 أغسطس 2017م يفاجأ أحمد الجابري بزيارة خاطفة مبكره، تساءل برهبة ما الذي أتى بكم بهذا الوقت؟!
تسمر الجميع وتخشبت السنتهم عن النطق نطقت دموعهم لترسل له خبر موجعا إنه زكريا ذو الثمانية أعوام قد انتقل إلى ذمة الله قبل أن يرى ابيه .
إنتقل الطفل زكريا يوم الـ 6 أغسطس2017م إلى جوار ربه دون أن يرى وجه أبيه المختطف في سجون المليشيات منذ وعامين .
كرر الجابري سؤاله ماذا حدث لزكريا؟ اجابه شقيق زوجته إنه "العناية المركزة" لكن قلب الأب أيقن أن ولده انتقل إلى عناية ربه.
ترك فراق زكريا في قلب أبية الحزن والقهر، لكنه تلقى الصدمة بصبر واحتساب، وارسل دموع الصبر سيلا جرار واردف بعبارة الصبر يرسلها لزوجته حامدا مسترجعا صابرا، خلف جدران زنازين الأمن السياسي منذ عامين ونصف.