الأخبار
- حقوق وحريات
الصحفي "هشام طرموم".. ناقل الحقيقة الذي غيبته مليشيا الانقلاب منذ عامين ونصف
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 15 أكتوبر, 2017 - 06:29 مساءً
الصحفي هشام طرموم، اختطفته جماعة الحوثي في 9 يونيو 2015، برفقة 8 صحفيين آخرين، من وسط العاصمة صنعاء، ولا يزال محتجزاً حتى الآن في سجن الأمن السياسي سيء الصيت.
كان الصحفي هشام طرموم في طابور الأحرار مع رفاقه من عشاق الأقلام، من جبال حجة رحل وسكن العاصمة صنعاء ليبحر في عالم الحقيقة واحتمل الاغتراب والبعد عن حضن أمه. تخرج من كلية الاعلام بجامعة صنعاء قسم الاذاعة والتلفزيون عام 2013م، لكنه كان يطمح لبلد آمن يمارس فيه حريته وما لبث هشام إلا أن وجد نفسه يجر الى اغتراب من نوع قاسٍ وظالم.
عندما كانت العاصمة تغرق بالظلام والدماء والظلم من قبل المليشيات الانقلابية، لجأ هشام البالغ من العمر 26 عاماً مع ثمانية من الصحفيين إلى فندق قصر الاحلام بشارع الستين بصنعاء، يتتبعون أي ثقب من نور، يخرجون منه همسة من حقيقة. جاءت الأطقم المجنونة ومعها الأسلحة الوحشية يحركها وحوش قد ارتدوا حلل بشرية.
حوصر الفندق حتى مطلع الفجر، اقتحمت تلك المليشيات الفندق لتطال بأيديها الغادرة الصحفي هشام طرموم ومعه رفقاؤه كان ذلك في التاسع من يونيو 2015.
أودع هشام في قسم الاحمر ثم أخفي أكثر من شهرين وبعدها نقل الى البحث الجنائي هناك تعرض لأبشع انواع التعذيب مع زملائه، زارته والدته تلك المرة وهي الأم المكلومة التي قطعت الجبال والسهول من حجه لتصل الي فلذة كبدها وقبل زيارتها كانت تردد أن هشام سيخرج معها ظناً منها أنها ستقابل بشراً يحملون قلباً مثلها ولكنها أدركت بعدها أن الخاطفين هم وحوش يتلبسون صوراً بشرية وأدركت أيضاً أن قلم هشام لن يجف حبره، فهي تسقيه بدعواتها.
نقل هشام الى احتياطي الثورة ولم تختلف المعاناة بل تضاعفت على الصحفي الحر، ثم نقل الى احتياطي هبره هناك حيث يُعذب الصحفي بشكل يومي.
أخبر أخته أن قضيته هي قضية وطن وأنهم لن يتراجعوا حتى الحرية. بينما أمه ترسل دعواتها من أرياف حجة أن هشام لن يُخذل وأنها ستزغرد فرحا به مرتين يوم حريته ويوم زفافه.
وتمنع جماعة الحوثي الزيارة عن الصحفيين العشرة وهم: عبدالخالق عمران، أكرم الوليدي، توفيق المنصوري، هشام اليوسفي، هشام طرموم، هيثم الشهاب، حسن عناب، عصام بالغيث، صلاح القاعدي، وحارث حميد، منذ إحالتهم للنيابة الجزائية بتاريخ 10/7/2017م ولا تزال الزيارة ممنوعة حتى الآن، كما تمنع إدخال الغذاء والدواء والملابس.
وتواصل ميلشيات الحوثي حربها الشرسة ضد الصحافة والصحفيين في اليمن، حتى أضحت صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها خالية من الصحافة والصحفيين بعد أن نهبت وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة للانقلاب وضيّقت الخناق على الحريات العامة، ضاربة عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية والمناشدات والدعوات المتكررة لوقف انتهاكاتها الجسيمة ضد الحريات الإعلامية وإطلاق سراح الصحفيين المختطفين.