الأخبار
- حقوق وحريات
بسام هاجر .. نموذج «صارخ» لوحشية المليشيا الانقلابية بحق الطفولة في اليمن
العاصمة أونلاين - صنعاء
الإثنين, 27 نوفمبر, 2017 - 05:10 مساءً
“بسام محمد هاجر” في الخامسة عشر من عمره، ينتمي إلى جبل اللوز، بخولان الطيال التابعة لمحافظة صنعاء، استدرجته المليشيات في السادس من نوفمبر الجاري للقتال في صفوفها.
استجاب الطفل بسام هاجر – وحيد أبويه– لإغراءات المليشيا، فذهب دون علم والديه، اللذين ظلا يبحثان عنه على مدى أسبوعين كاملين دون أن يعثرا له على أثر، رغم إبلاغ كل الجهات المعنية التي أكدت عدم علمها بمصيره.
يقول مصدر مقرب من أسرة “بسام” لموقع الجيش اليمني ”سبتمبر نت”: “عصر الجمعة، وعندما كنت برفقة ابن عم الطفل بسام، في العاصمة صنعاء، رن هاتفه التلفوني وحينها كانت المفاجئة.. المتصل هو أحد مشرفي المليشيا، ومضمون الاتصال أن بسام موجود لديه، وعليه أن يأتي لأخذه بسبب مرضه”.
وأضاف المصدر “ذهبنا سوياً إلى منزل مشرف المليشيا، حيث وجدنا الطفل بسام، يعاني الجنون والتعب والمرض”. سألناه عن السبب – يقول المصدر: أجاب المشرف: “وقع له فجيعة وهو في الدورة التدريبية لوما مرض”.
ليست “الفجعة” وحدها التي حولت بسام من طفل طامح لغد أفضل إلى فاقد للوعي (مجنون)، بل أن هذا الطفل بات غير قادر على النوم طول أكثر من أسبوع، ويرفض تناول أية أطعمة أو مشروبات، باستثناء ما يتلقاه عبر الحقن (المغذيات)، والأدوية.
يضيف المصدر “أخذناه وقلوبنا تمتلئ حزناً عليه وعلى والديه، فقد أضحى لا يتكلم وكأنه لا يرى أحداً، بل ولم يتمكن من التعرف حتى على والديه، بعد وصولنا إلى المنزل”.
ومطلع الشهر الماضي، نفذت مليشيا الحوثي وصالح، حملة واسعة لاستقطاب طلاب المدارس والمعاهد، وإلحاقهم في دورات غسيل دماغ قبل الزج بهم للقتال في صفوفها، واستخدمت في سبيل ذلك كل الوسائل والاغراءات وساعدها في ذلك خطبائها اللذين أطلقوا دعوات وفتاوى عبر منابر المساجد.
وحسب تقارير حقوقية فإن أعداداً كبيرة من قتلى الميليشيات الانقلابية من شريحة الأطفال فيما تعرض المئات لإعاقات جراء إصابتهم في المعارك.
وأوضحت أن ضعفي أعداد القتلى من الأطفال أصبحوا معاقين ويعانون جروحاً بليغة ستصاحبهم مدى الحياة، وسط استمرار عمليات الحشد لجبهاتهم القتالية التي تضم مئات الأطفال من مختلف مديريات المحافظة.
ورغم المناشدات والنداءات المتكررة من قبل منظمات دولية ومحلية إلا أن مليشيا الانقلاب، تزداد عتواً ونفورا، بل تفاخر بالزج بالأطفال في جبهات القتال، وكان آخرها اعتراف قيادي في جماعة الحوثي الانقلابية ويدعى عبدالمجيد الحوثي بتجنيد أكثر من ألف طفل في محافظة حجة- فقط- ضمن ما يسمى بالملتقى الإسلامي التابعة للجماعة والممول إيرانياً، واصفاً مقتل الأطفال في الجبهات بأنها اصطفاء إلهي.