الأخبار
- حقوق وحريات
الشهيد "نجم الدين الجعفري".. البطل الذي أرعب الانقلابيين فوضعوه هدفاً لطيران التحالف
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 14 فبراير, 2018 - 05:32 مساءً
الشهيد البطل نجم الدين محمد الجعفري، قصة بطل ملتهب الروح ومتأجج الفكر، قاوم الميليشيات الحوثية بشجاعة وعزيمة، فوضعته ضمن مجموعة من الأسرى والمختطفين دروعاً بشرية لقصف طيران التحالف العربي بصنعاء ديسمبر الماضي، ليغادر الحياة شهيداً بطلاً شريفًا.
انتقل الشاب نجم الدين الجعفري إلى مدينة مأرب مطلع العام 2016م، ليلتحق بقوات الجيش الوطني لمواجهة الإرهاب الحوثي، وخاض مع رفقاء دربه من جنود الشرعية معارك عنيفة ضد مليشيا الإمامة في جبهات مختلفة، إلى أن وقع أسير في أيدي المليشيات الانقلابية وهو مصاب بجروح خطيرة، ثم أخفته قسراً أكثر من شهرين ونقلته إلى سجن الأمن المركزي بصنعاء.
في سجن الأمن المركزي تعرف نجم الدين على صديق جديد "كمال الوشاح"، الذي تحول إلى طبيب يعالج بالطرق التقليدية إصابة الأسير نجم الدين بعد أن رفضت العصابات الحوثية علاجه.
عاشا "نجم الدين وكمال" حياتهما معا في الزنازين الحوثية، وتحدثا عن كل شيء في حياتهما وعن المستقبل والطموح والآمال التي كانوا ينشدونها في ظل دولة مدنية حديثة، أستحضر كلا منهما قصص وأحداث ووقائع مسيرته الحياتية منذ الطفولة وحتى ليلة المبيت الأولى في السجن، لم يدعا الجلادين يستأثروا بوقتيهما في التعذيب والتحقيق فقط إنما كرسا وقت انشغالهم عنهما بتعذيب الآخرين في التعرف على بعضهما والبوح عن ما يختلج في النفوس والضمائر وتضميد جراحاتهما ومآزرة بعضهما البعض .
وفي أحد الأيام الوحشية ضد المختطفين في سجن الأمن المركزي بصنعاء، اقتحمت العصابات الحوثية الزنزانة المكتظة بعشرات الأسرى واعتدت عليهم بالضرب والغاز المسيل للدموع وأخذت عدداً منهم، بينهم "نجم الدين الجعفري" الذي سحبه السجّان قبل أن يودع صديقه ويذكره بوصاياه لأسرته، وتطمينهم عنه.
أخذته عصابات الحوثي من داخل سجن الأمن المركزي لتضعه هدفاً مباشراً للموت البشع وتحقق رغباتها في الانتقام منه وإمعاناً في التنكيل بأسرته ومحبيه، حيث نقلته وعدد من المختطفين إلى معسكر الشرطة العسكرية قبل حدوث المجزرة بحوالي شهر.
وظلت مليشيات الحوثي الانقلابية متحفظة عليهم في المعسكر الذي يعد هدفاً مباشراً لطيران التحالف العربي، والذي تعرّض للقصف عدة مرات منذ انطلاق العاصفة، وارتكبت المليشيات الجريمة مع سبق الإصرار والترصد بوضعها للمختطفين والأسرى دروعاً بشرية وأهدافًا للقصف.
وبعد أن نقل نجم الدين إلى معسكر الشرطة العسكرية، منعت المليشيات أسرته من زيارته ولم تسمح له برؤية والدته التي كان يهدها الشوق لرؤية فلذة كبدها البكر والشجاع، ولم تعلم نية الجلاد حينها الذي كان يطمئنها بقرب الفرج، إلا عندما رأت جثة ابنها في ثلاجة الموتى بعد أكثر من عشرين يوما على حادثة القصف.
فجر الأربعاء 13 ديسمبر الماضي، استيقظ سكان العاصمة صنعاء على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المحتجزين في معسكر الشرطة العسكرية الذي وضعتهم فيه المليشيات دروعاً بشرية وهدفاً لقصف طيران التحالف، ومن ضمن ضحايا المجزرة نجم الدين، والحارث عمران وآخرين وظلت بعض الجثث تحت الأنقاض عدة أيام ونُقلت بعضها إلى جهة مجهولة وتحتجز العصابات الحوثية ما تبقى في الثلاجات ترفض تسليمها لأهاليهم إلا بتبادل جثث مع قوات الشرعية.
بعد 20 يومًا من التعب والجهد في البحث بكل مكان من المستشفيات والسجون عثرت أسرة "نجم الدين" على جثته في ثلاجة مستشفى الجمهوري بصنعاء، وكغيرها من الأسر المكلومة اكتفت بإلقاء نظرة وداع وقبلة على جبين الثائر والمقاوم المجيد، تحت فوهات البندقية الحوثية، لتغادر المكان تجّر أثقال الوجّع والحزن، إلا أنها تفخّر بأن ابنها مضى مبكراً في مقاومة الصلف الحوثي البشع، وإيقاف جرائمه بحق أبناء الشعب اليمني الحر.