الأخبار
- حقوق وحريات
كشف شهادات صادمة.. الأورومتوسطي يطالب المجتمع الدولي بإنقاذ المختطفين في سجون الحوثي
العاصمة أونلاين - متابعة خاصة
الثلاثاء, 09 أبريل, 2019 - 06:52 مساءً
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "مقره في جنيف" استمرار تعرض العشرات من المختطفين اليمنيين للتعذيب الممنهج والمعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل ميليشيا الحوثي.
وكشف المرصد عن تلقّيه شهادات تشير إلى أن عمليات التعذيب باتت ممنهجة في سجون الحوثي، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى حد التعذيب حتى الموت، موضحاً أن معظم المختطفين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء، ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر، إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أنه يتابع إجراءات محاكمة36 مختطفاً يمنيًا بينهم صحفيّون وناشطون حقوقيون متهمون بقضايا تبدو ملفقة، مشيراً الى أن اجراءات المحاكمة تتم في ظل غياب أيّة ضمانات لحصولهم على محاكمات عادلة.
وذكر أنّه تلقى في وقت سابق إفادات من فريقه القانوني المتابع لقضايا المختطفين الـ 36، تؤكد أنّ العديد من جلسات المحاكمات تفتقد الإجراءات القانونية الصحيحة، إذ سُبقت معظم المحاكمات بمجموعة من الانتهاكات الجسيمة بحق المختطفين قبل وأثناء عرضهم على المحكمة، ومن ذلك تعريضهم للإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي، والنقل سرًا من مرفق إلى آخر لعدة أشهر دون إبلاغ عائلاتهم بأماكن احتجازهم، أو حتى السماح لهم بالاتصال بمحامٍ.
وأعرب الأورومتوسطي عن قلقه على مصير المختطفين عقب تغيّب بعضهم عن آخر جلسات المحاكمة التي عقدت يوم 2 إبريل/ نيسان 2019، كما حدث مع الدكتور "يوسف البواب" الذي لم يحضر جلسة المحاكمة، الأمر الذي يعزز المخاوف حول مصيره، خاصة أنّ مصادر للأورومتوسطي أكّدت اختفاءه من داخل المعتقل أيضًا، عدا عن أنّ الجهات التي اعتقلته تمتنع عن الإدلاء بأيّة تفاصيل بشأن مصيره.
وأكدّ الأورومتوسطي أنّ جميع معتقلي القضية يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، حيث أفاد المعتقلون أنّ عناصر الأمن التابعين لجماعة الحوثي يتناوبون على ضربهم بالعصي والهراوات والسلاسل الحديدية، بالإضافة إلى تجريدهم من جميع ملابسهم الشخصية والداخلية باستثناء زيّ السجن، في محاولة للتضييق عليهم وإهانتهم.
وأوضح الأورومتوسطي أنّ معظم المختطفين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء، ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر، إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية.
من جهتهم، قال ذوو المختطفين إنّ المحكمة لم تتفاعل مع مطالب هيئة الدفاع، خاصة فيما يتعلق بطلب الكشف عن مصير الدكتور "يوسف البواب"، واختفائه من المعتقل، وعدم السماح لذويه بزيارته، كذلك الأمر فيما يتعلق بمطالبة القضاء بالوقوف على المعاملة اللاإنسانية والمهينة التي يتعرض لها المعتقلون.
وفي السياق، أفادت مصادر للأورومتوسطي بتعرض أحد المختطفين للضرب من قبل أحد عناصر مليشيا الحوثي بحضور القضاة، بسبب طلبه استعارة قلم للكتابة من أحد المحامين، وكان ردّ هيئة المحكمة على الواقعة تحرير محضر للمحامي عوضًا عن محاسبة العنصر الذي اعتدى على المختطف.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جماعة الحوثي استخدمت - منذ بداية النزاع- المحكمة الجزائية التي تخضع لسيطرتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وتنظر في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، لإصدار العشرات من أحكام الإعدام بحق معارضين سياسيين لحكم جماعة الحوثي، بعد اتهامهم بالتخابر مع جهات أجنبية معادية.
من جانبها دعت "سارة بريتشت" المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي للتحرك والضغط على جماعة الحوثي لإجبارها على إيقاف الانتهاكات المستمرة لحقوق المعتقلين لديها، وإيقاف التعذيب الممنهج بحقهم، وضمان محاكمات عادلة لهم، بما يضمن الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وطالبت "بريتشت" السلطات التابعة لجماعة الحوثي بالكشف الفوري عن مصير الدكتور "يوسف البواب"، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة جميع المعتقلين في سجونها.
ونوّهت "بريتشت" إلى أنّ جماعة الحوثي لجأت إلى تطويع السلطة القضائية، وإصدار أحكام خارج نطاق القانون تحمل بعدًا سياسيًا للتخلص من المناوئين، إذ يبدو جليًا أنّ معظم الأحكام التي تصدر عن القضاء تكون بدوافع سياسية.
وحمّل المرصد الأورومتوسطي جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياة المختطفين لديها، مطالبًا بالوقف الفوري لعمليات التعذيب الممنهجة بحق المختطفين، وإحالة مرتكبي الانتهاكات إلى المحاكم المختصة، داعياً الجماعة إلى الابتعاد عن تسييس القضاء واستخدامه لتصفية الحسابات مع المعارضين والخصوم السياسيين.
ودعا الأورومتوسطي المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة، والدول الفاعلة في الملف اليمني إلى التدخل الفوري والضغط على أطراف النزاع في اليمن لوضع حد لمعاناة آلاف المختطفين السياسيين، والعمل على ضمان سلامتهم ووقف الانتهاكات بحقهم.