وسيلة لإثراء قادة الحوثيين.. أزمة الغاز في صنعاء تحول حياة المواطنين إلى جحيم
الاربعاء, 28 فبراير, 2018 - 05:37 مساءً
أزمات خانقة تعصف بالسكان في مناطق سيطرة المليشيات وبالأخص في العاصمة صنعاء منذ اقتحام المليشيا الحوثية المسلحة لها في العام 2014م، ومنها أزمة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي كانت الحجة الواهية للانقلاب على الحكومية الشرعية. شكل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني الأزمة الأبرز بين الأزمات المتتالية، حيث تعد السبب الرئيسي في ارتفاع المواد الغذائية والخدمات الضرورية الأخرى . وبلغ سعر الغاز المنزلي إلى 5200 ريال للأسطوانة الواحدة 20 لتر بأمانة العاصمة فقط الأمر الذي أثقل كاهل السكان لكنة في المقابل أكسب المليشيات أموالاً طائلة من خلال أسواقها السوداء التي تجاوزت 400 سوقاً بحسب تقارير إعلامية محلية. طوابير طويلة وتشهد محطات تعبئة الغاز طوابير طويلة خصوصاً بعد تعمد المليشيا اخفائه من الأسواق ليتسنى لها فرض جرعات سعرية مضاعفة ومن ثم توفيره في جميع محطات التعبئة, ليندفع السكان إلى التجمهر في تلك المحطات ودفع المبالغ التي تحددها المليشيات. وإضافة إلى ما سبق، يقول عمال في محطات تعبئة الغاز بصنعاء لـ"العاصمة أونلاين" إن المليشيا تنهب مقطورات الغاز على مالكيها ومورديها ما يجعلهم يعوضون خسارتهم برفع سعر الغاز إلى ما فوق 5500 ريال . وفي تصريحات سابقة لها، أكدت شركة صافر للغاز (المصدر الوحيد للغاز المنزلي) أن سعر الغاز المنزلي يبلغ 1500 ريال تشمل لتكاليف النقل إلى العاصمة صنعاء لكن مليشيا الحوثي تقوم باحتجازه وإخفائه بأحواش خاصة بها في صنعاء تمهيداً لبيعة بالأسعار الجديدة, في الأسواق السوداء بأسعار مضاعفة تصل إلى 6000 ريال للأسطوانة الواحدة . الكراتين والحطب ويعتقد غالبية سكان العاصمة صنعاء، بأن مليشيا الحوثي هي من تقف وراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وخاصة الغاز المنزلي, المواطنة ( ع . م ) تقول في حديث خاص لـ "العاصمة أونلاين" "تمر علينا عدة أيام لا نمتلك فيها مادة الغاز بسبب ارتفاع سعرها ولا نقدر على تأمين المبلغ في كل مره فما نحصل عليه لا يكفي لتوفير القوت الضروري, ما يضطرنا إلى جمع بعض الكراتين أو الحطب لطبخ وجبة واحدة في اليوم فقط". وفي كل مرة ومن أجل تخدير السكان، يصرح أحد المشرفين التابعين للمليشيا بأن جماعته تعمل جاهدة لتوفير الغاز المنزلي بسعر 2500 ريال للأسطوانة, لكن هذه الحيلة أصبحت غير مجدية، حيث أصبحت تزعج السكان فهي كما يقول المواطن ( و. ع) "استخدام المليشيا لتلك الأساليب هي حيلة منها لتحسين صورتها أما الإعلام". خدع مستهلكة ويضيف " كل تلك التصريحات كاذبة ولم نحصل على الغاز بذلك السعر أبداً بسبب الازدحام الذي يحدث حينها كما أن الجماعة تستعين بمسلحين تابعين لها لإجبار المحطات على البيع بالأسعار الجديدة واتباع تعليمات المشرفين على تلك المحطات". ولم تكتف المليشيا الحوثية بأساليب الخدع وعمليات النهب المختلفة والتلاعب باحتياجات المواطنين الأساسية، فبعد نهب البنك المركزي بصنعاء، قطعت رواتب موظفي الدولة في مختلف القطاعات، واتخذت من المشتقات النفطية مصدراً مهماً لجباية الأموال التي تصل إلى مليارات الدولارات والتي تذهب لحسابات قيادات المليشيا دون الالتفات إلى الوضع المادي الصعب الذي يعيشه البسطاء في تلك المناطق.