الأخبار
- تصريحات وحوارات
الرئيس: الاحتكام للسلاح لتحقيق مكاسب غير مقبول ولاتنازل عن الثوابت الوطنية
العاصمة أونلاين/ صنعاء
السبت, 27 يونيو, 2020 - 02:55 مساءً
أكد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، إن الاحتكام إلى السلاح والقوة لتحقيق مكاسب شخصية، أو تمرير مشاريع فئوية، أو مناطقية أو حزبية لن يكون مقبولاً، ولن يحقق لأصحابه هدفاً أو غاية، وسيكون شعبنا اليمني حاضراً دائما للدفاع عن نظامه الجمهوري، ومكتسباته الوطنية، ولا يمكن لأي قوة مهما كانت ان تنتصر على الشعب.
جاء ذلك خلال اجتماع استثنائي للرئيس بهيئة مستشاريه وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب وبحضور نائبه ورئيس الوزراء بحسب وكالة سبأ للأنباء.
وقال رئيس الجمهورية في الاجتماع "إن غاياتنا واضحة، نريد يمن اتحادي آمن ومستقر يعيش أبناؤه في ظل دولة عادلة رشيدة، دولة المساواة، وحددنا لذلك نضالاً وطنيًا شريفاً لإنهاء الانقلاب الذي تقوده المليشيا الحوثية الإيرانية واستعادة الدولة واستئناف مسارنا السياسي التوافقي وسلاماً عادلاً شاملاً يقوم على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216 والقرارات ذات الصلة".
وأوضح إن القبول باتفاق الرياض جاء من القناعة باعتباره مخرج آمن لإنهاء التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن وتغليب مصلحة الوطن.
وتابع الرئيس هادي: إلا أنه للأسف تعثر تنفيذه لفترة طويلة نتيجة استمرار الممارسات التصعيدية التي كان منها إعلان ما يسمى (الادارة الذاتية) وما ترتب عليه وكان آخرها ما شهدته محافظة أرخبيل سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين ، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة".
وأشار الى أن ما يبعث الأسف، ويحز في النفس هو مشاهدة تلك المدرعات، والعتاد والمركبات العسكرية وهي تقتحم مؤسسات الدولة، وتروع الآمنين، في جزيرة سقطرى المسالمة، في حين أنها كانت ينبغي أن تكون في عقبة ثرة، وجبال الحشا وصرواح، ونهم والبيضاء وقاع الحوبان هناك حيث معركتنا الكبيرة، وعدونا الحقيقي، وملاحم أبطالنا الفدائيين الذين يسطرون أروع البطولات، ويفتدون بدمائهم الطاهرة الزكية وطننا الغالي.
ووجه الدعوة لأبناءه في ما يسمى "المجلس الانتقالي" الى استغلال الجهود المخلصة والكبيرة لأشقائنا في المملكة العربية السعودية التي تبذلها للعودة إلى مسار تنفيذ اتفاق الرياض..داعياً اياهم الى إيقاف نزيف الدم وتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب اليمني وإيقاف التصعيد والاعتداءات، والعودة الصادقة والجادة لتنفيذ اتفاق الرياض..مشيراً الى انه وجه بالالتزام التام بوقف إطلاق النار في ابين استجابة لجهود الاشقاء لإتاحة الفرصة لتلك الجهود لإنهاء التمرد على الدولة ومؤسساتها واستئناف تنفيذ الاتفاق.
وحيا رئيس الجمهورية التحايا الحارة لرجالنا البواسل وابطالنا الشجعان في القوات المسلحة والمقاومة الذين يجترحون البطولات في مختلف الميادين لدحر وهزيمة المليشيات الباغية التي ألحقت خراباً كبيراً بالوطن وتسببت بأوجاع أبنائه.
وقال فخامة الرئيس "لقد مددنا أيدينا للسلام في كل مرة، وذهبنا إلى مشاورات عديدة تحت رعاية الأمم المتحدة، ولم نكن نحمل معنا سوى طموحات شعبنا في إنهاء المعاناة التي يتكبدها جراء الحرب الغاشمة التي تسبب بها الانقلابيون، وبما يفضي إلى تحقيق سلام شامل ومستدام وفق المرجعيات السياسية الثلاث، لكن هذه المليشيات كانت تلجأ في كل مرة إلى نكث الاتفاقيات، ونقض العهود، ومقابلة حرصنا لتحقيق السلام بمزيد من التصعيد وارتكاب الجرائم بحق المدنيين ومهاجمة المدن، واتخاذ بلادنا كقاعدة لاستهداف أشقائنا بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وها هي تواجه الدعوات الاممية لوقف إطلاق النار، وتركيز الجهود لمواجهة وباء كورونا بالكثير من التصعيد الهمجي خصوصا في جبهات القتال بمحافظات صنعاء والجوف ومأرب والبيضاء ، حيث يسجل ابطال الجيش الوطني ورجال القبائل صفحات البطولة والفداء".
ولفت رئيس الى الجمهورية الى ان هناك تحديات كبيرة تواجه الشعب اليمني، خلقتها الظروف الاقتصادية سوء في الخدمات او تفشي وباء كورونا وممارسات خارجة عن القانون تتدخل في اعمال مؤسسات الدولة لإعاقتها عن القيام بمهامها، مما يتطلب تضافر الجهود من كافة ابناء الشعب اليمني وقواه الحية والسلطات المحلية والمركزية، وتعزيز قنوات التواصل مع الأشقاء والأصدقاء بما يخفف من وطأة هذه التحديات، ويعزز وضع الدولة اقتصاديا، وإغاثياً، وصحياً، وتنموياً، وامنياً.
واضاف "ان هذه المهددات والمخاطر التي تواجه الوطن تقتضي من كافة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الاضطلاع بدورها في تمتين الصف الوطني، وتعزيز لحمته، والترفع عن المناكفات الصغيرة والمواقف قصيرة النظر فالتاريخ لن يرحم أحد، وعين الشعب مفتوحة وتراقب كل شيء ،هذه بلادنا جميعاً، هذا وطننا، أمانة في أعناقنا، وواجب علينا جميعا الحفاظ عليه، شامخا، جمهوريا، اتحادياً من ميدي إلى المهرة، ومن صعدة حتى حضرموت".
وأعرب رئيس الجمهورية في الاجتماع ،عن سعادته بهذا اللقاء الذي يعقد من أجل تدارس الأوضاع التي تشهدها بلادنا، والوقوف على مجمل التحديات والمخاطر التي تواجه وطننا في هذه الظروف الصعبة، والمرحلة الحرجة من تاريخه،من التي تكالب فيها الاعداء، والمتربصين، والمغامرين، ممن أرادوا استغلال ظروفه لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية أو مناطقية أو طائفية، ومراكمة اوجاعه ومآسيه دون رادع من ضمير أو إنسانية.
وحيا الرئيس ابناء الشعب اليمني العظيم في كل المحافظات والمدن والقرى والسهول والجبال، الذين يتطلعون إلى إنهاء هذه المأسي والأوجاع، شعبنا العظيم الذي يكتوي بنار هذه الأوضاع الصعبة، الذي فرضتها المليشيات الانقلابية المتمردة على ابناء الشعب اليمني.
وجدد الرئيس هادي التأكيد على عمق ومتانة علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ، قائلاً "نواجه تحديات كبيرة ومشتركة وتحتاج الى الكثير من التنسيق والصبر والعمل بجدية لمواجهتها والتغلب عليها وأوجه جزيل الشكر والتقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، الذين كانوا و مازالوا يجسدون المواقف الأخوية الصادقة الحريصة على حقن دماء أبناء شعبنا اليمني و الساعية للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته و الذين يقفون معنا في كل الظروف الصعبة فتحية لهم بإسمي وباسم اليمن قيادة و شعبا".
ووجه رئيس الجمهورية التحايا الصادقة لأبطال جيشنا الأبيض من أطباء وطواقم طبية في كل المحافظات وفي مقدمتها عاصمتنا الغالية صنعاء، وعاصمتنا المؤقتة عدن الذين يقفون صفاً واحدا في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي يفتك بأبناء شعبنا اليمني فتحية صادقة لهم.. مترحماً على الشهداء الأبطال.. متمنياً الشفاء العاجل للجرحى الميامين و الحرية لمعتقلينا الشجعان، والمجد لشعبنا الأبي الصابر المقاوم الرفعة والسمو لوطننا اليمني الشامخ.