×
آخر الأخبار
القسام تبث مشاهد تفجير دبابة للاحتلال غرب جباليا مصادر رياضية: الحوثيون يهددون بإجراءات قاسية بحق الأندية المشاركة في انتخابات كرة القدم  اجتماع لوكلاء المحافظات غير المحررة يناقش تنسيق الجهود لتعزيز الصمود الشعبي بوجه الإنقلاب مجلس الأمن يطالب الحوثيين بإطلاق سراح طاقم السفينة "جالاكسي" دون قيد أو شرط حفاظا على الهوية الوطنية.. أكاديميون يطالبون بتوفير وسائل تعليمية آمنة للطلاب في المحافظات غير المحررة مصدر في الإصلاح يستغرب اختلاق الشائعات بحق الأمين العام للحزب  عناصر الحوثي تمنع أعضاء هيئة التدريس من دخول جامعة العلوم في صنعاء عدن.. المحكمة الجزائية تصدر حكمًا بإعدام 4 متهمين باغتيال قائد محور العند "جواس" نادي المعلمين يقول إن الأموال التي يجبيها صندوق دعم المعلم لا يستفيد منها سوى لصوص "الحوثي"  صور أقمار صناعية تظهر نسفا ممنهجا للأحياء السكنية بشمال غزة

صنعاء من الداخل.. كورونا ينفجر والحوثيون يتكتمون (تقرير مركز العاصمة الإعلامي)


السبت, 23 مايو, 2020 - 12:09 صباحاً

يسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية والغربية منذ سبتمبر/أيلول2014، وهي المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد، ومع تفشي وباء كورونا المستجد في اليمن يستمر الحوثيون في فرض تعتيم إعلامي عن الحالات المصابة التي تمثل إنذاراً للسكان للكثير من الاحتياطات لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ما انعكس على إجراءات الميليشيا المسلحة في مناطق سيطرتها ورفضت القيام بالإجراءات الاحترازية المبكرة لمنع تفشي الفيروس.
 
قرر الحوثيون أنهم لن يعلنوا عن الحالات المصابة، فقط سيعلنون عن المتعافين تحت مبرر أنه لا يريدون إثارة الهلع بين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن هذا المبرر له أثره بشكل كبير على إيجاد حاضنة سريعة وملائمة لتفشي الفيروس وهو ما أدى إلى انفجار أعداد الحالات في مناطق سيطرتهم وخاصة العاصمة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية.
 
إن تعامل جماعة الحوثي مع الوباء واتباعها سياسة التقليل من خطورته وعدم انتهاج الشفافية، بالإضافة إلى اعتماد التعتيم والتكتم على ظهور الوباء لأكبر فترة زمنية ممكنة واستمرار مساومة المنظمات الدولية وفتح حسابات التبرعات لمواجهة الوباء، أمر مؤسف ومخجل، وتضع الجماعة في موضع الإدانة بتسهيل نشر الوباء والتكتم مقابل المعلومات المتداولة وقصص الوفيات في عدد من أحياء العاصمة صنعاء.
 
المنهجية
اعتمد مركز العاصمة الإعلامي على التواصل مع "عائلات" متوفين و"سكان" و"أطباء" و"مسؤولو مقابر" بحثاً عن الحقائق حول تفشي الفيروس في العاصمة صنعاء، ومسؤولو منظمات دولية عاملة ومتواصلة مع الحوثيين بشأن معالجة أثر الفيروس. ويقارن المركز بدعوات الحوثيين المبكرة لمواجهة الفيروس وانقلابهم عليها بعد دفع التجار ورجال الأعمال والمستشفيات على دفع جبايات بمليارات الريالات خلال الأشهر السابقة من أجل مواجهة الجائحة لكنهم وعقب استلام تلك الأموال تنصلوا من كل وعودهم.
 
وضع تفشي الفيروس في صنعاء
من خلال التواصل مع المصادر التي ذكرت أعلاه، توصل "مركز العاصمة الإعلامي" إلى:

  • أعلن الحوثيون عن خمسة مستشفيات ومراكز طبية لعلاج المصابين بفيروس كورونا لكنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المصابين أبرز تلك المراكز هي (مستشفى الكويت في شارع العدل، ومستشفى زايد في شارع المطار). ويقول الأطباء إن المستشفيين امتلأتا تماماً وكل يوم تقوم بإرسال وفيات إلى مقابر العاصمة.
 
  • طبقاً لمصدر في وزارة الصحة التابعة للحوثيين بصنعاء، فإن عدد الإصابات بلغت أكثر من 2600 شخصاً حتى يوم 20 مايو، وهذه الحالات تم رصدها من خلال ترددها لعدد من المستشفيات إثر إصابتها بأعراض وباء كورونا "السعال والحمى وضيق التنفس"، ومن ثم تقوم المستشفيات بإرسالها إلى المراكز المخصصة للحجر الصحي.
 
  • ونظراً لسياسة جماعة الحوثي في إخفاء حقيقة الوباء، فإن المصدر الوحيد لمعرفة حالات الوفيات الحقيقية جراء الفيروس هم حفارو القبور، لأنها أكثر شريحة تعرف وتلحظ ازدياد عدد الموتى، وفي تصريح لثلاثة حفاري قبور في "ماجل الدمة، وحزيز وشعوب" أكدوا دفن أكثر من 320 جثة من ضحايا كورونا، تضاعفت حدتها منذ 5 مايو/أيار الجاري.
 
  • في يوم 17 مايو/أيار فقط، استقبلت الثلاث المقابر أكثر من 33 جثة مصابة بوباء كورونا في أحياء حزيز وشعوب وسط حضور أطقم حوثية وقطع بعض الشوارع القريبة من المقابر.
 
  • قامت جماعة باحتجاز هواتف جميع أطباء مستشفى الثورة الحكومي بالعاصمة صنعاء، بحجة منعهم من تصوير حالات كورونا في المستشفى، بالإضافة لترهيبهم بالامتناع عن الحديث عن الوباء، وتمنع الصحفيين وعدد من القنوات الإخبارية من زيارة مستشفى زايد ومستشفى الكويت بصنعاء.
 
  • يعتبر الحوثيون أن إفشاء معلومات عن حالات الإصابة بفيروس كورونا في صنعاء جريمة "أمن قومي" و "خيانة" قد توصل إلى الإعدام.
 
  • تحدث أطباء أن أكثر من 10 أطباء في مستشفى الكويت تم وضعهم في المحجر الصحي بالمشفى بعد مخالطتهم حالات مصابة. فيما قال أطباء في مستشفى زايد إن 6 أطباء وممرضات على الأقل موجودون في الحجر الصحي.
 
  • قال أطباء في مستشفى خاص (يتحفظ المركز على ذكر اسمه خشية الانتقام منه) إن مصابين موجودين في العناية المركزة أصيبوا بالفيروس وقال الحوثيون إن نتائج الفحص كانت سلبية، ما أدى إلى مخالطة أطباء للأشخاص المصابين وتطبيبهم قبل أن تنتقل العدوى إليهم وأدى ذلك إلى وفاة ممرض وإصابة اثنين من الأطباء.
 
  • قال الأطباء إن جماعة الحوثي تجبرهم على مخالطة المرضى في أقسام الطوارئ دون وجود أي ملابس وقاية من الفيروس أو إجراءات سلامة للمرضى، كما في كل مستشفيات العالم. وقالوا إن ذلك أجبر الأطباء على الخوف من العمل في أقسام طوارئ مستشفيات خاصة وعامة في عموم مديريات أمانة العاصمة.
 
  • قالت مصادر في الأمم المتحدة إن الحوثيين يحجبون نتائج الفحوصات ويبعثون لمنظمة الصحة العالمية لمن نتائج فحصهم سلبية (غير مصابين).
 
  • قالت مصادر في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية قررت إبعاد أكثر من 100 موظف دولي يعملون ضمن فريقها من صنعاء إلى "أديس أبابا" عبر طائرتين يومي 12 و17 مايو/أيار خشية انتقال الفيروس إليهم مع استمرار تعتيم الحوثيين على الوضع الصحي للعاصمة.
 
  • قال سكان في أحياء شعوب وهبرة وصنعاء القديمة إن عائلات بأكملها توفيت نتيجة الفيروس بينها "أخوان وشقيقتهم" ووالديهم وثلاثة من الأشقاء في حالة حرجة، وفتاة ووالدتها توفيتا مع إصابة أفراد العائلة بحالات متوسطة وحرجة. ووفاة رجل وإصابة 12 من أفراد عائلته.
 
  • يعرف في صنعاء أن النظام الأبوي ما يزال قائماً، إذ تعيش عائلات في مبنى واحد، على سبيل المثال "الأب والأم مع أبنائهم وزوجاتهم وأحفادهم"، وفي شهر رمضان تجتمع العائلات ضمن وجبات طعام مجتمعة.
 
تعامل الحوثيين مع عائلات المصابين وتفشي الوباء
  • تسببت معاملات الحوثيين القاسية مع المصابين في امتناع كثيراً من حالات الاشتباه ومن يعانوا من أعراض الفيروس عن الذهاب للمستشفيات أو ابلاغ أحد، خوفاً من إجراءاتهم التي تباشر التعامل مع المصاب كمجرم وتتعامل مع أسرته كعملاء لما تسميه "العدوان"، وهددت من يتحدث عن انتشار الوباء كورونا بالسجن ثلاث سنوات.
 
  • في وقت يرفض الحوثيون تأكيد إصابة شخص بوباء كورونا، تقوم بمحاصرة منازل في صنعاء تحت الحجر الصحي، وتجبرهم على تقديم الطعام لمقاتليهم الذين يحاصرون المنزل.

في حالة واحدة قام الحوثيون في حارة الشوكاني بمحاصرة منازل عدد من الأشخاص قاموا بالصلاة على شخص توفي في المشفى بعد تغسيله وتكفينه في المسجد، لم يقدم الحوثيون أي إشارة إلى أن المتوفي كان مصاباً بالوباء، لذلك أمن الناس بالصلاة عليه وتغسيله قبل الذهاب ودفنه في المقبرة القريبة. بعد دفنه قام الحوثيون بمحاصرة المنازل وقالوا إن الشخص محتمل إصابته بالوباء.
تكرر الأمر أكثر من مرة. في حالة أخرى قال الحوثيون لعائلة متوفي إنهم سيقومون بدفنه بطريقتهم وسيشعرون العائلة بمكان القبر، وخلال أسبوع تحاول العائلة مكان قبره.
  • عند تكفين المتوفي بوباء كورونا يتم اتباع إجراءات محددة بعدد الأكفان الملفوفة حول الجثة لمنع انتقال العدوى، قال اثنين من الأطباء المطلعين في مستشفى الكويت وثلاثة من حفاري القبور الذين شاهدوا الجثث إن الأكفان الملفوفة حول الجثث كما هي للأشخاص العاديين. في بعض الحالات سمح الحوثيون لبعض الجثث المصابة بغسلها في المساجد ودفنها بحضور جنازات كبيرة.
 
  • قبل إعلان الحالة الأولى لتفشي الفيروس قام الحوثيون بالإعلان عن إجراءات لإغلاق أسواق القات لكن الجماعة سرعان ما قامت بفتحها بعد حصولها على أموال ضخمة من المُلاك. مالك سوق واحد قال إنه دفع 30 مليوناً للحوثيين لإعادة فتحه من جديد.
 
  • مع تفشي الفيروس رفض الحوثيون إغلاق الأسواق بعد أن حصلوا على ملايين الريالات من ملاك المحلات إذ أن تلك الأسواق تشهد ازدحاماً كبيراً لشراء ملابس العيد.
 
  • في نفس الوقت قام الحوثيون باستغلال الوباء في جني الجبايات والإتاوات المفروضة على ملاك المحلات التجارية بالعاصمة صنعاء خاصة مع موسم رمضان، لتوفير احتياجات الرش والتعقيم في الشوارع والأحياء، فقد بلغ إجمالي ما جنته أكثر من 120 مليون يمني من أسواق شميلة وباب اليمن وهايل، وتعرضت العشرات من المحلات للإغلاق إثر رفضها دفع الجبابات غير المشروعة.
 
  • قال مالك مستشفى في صنعاء إن الحوثيين أبلغوه أن حالة من المصابين بكورونا كانت في المستشفى الذي يملكه وأنه تقرر إغلاقه تماماً وحجره وجميع الأطباء والمرضى بداخله. بعد تواصل مع قيادة الجماعة المسلحة سُمح باستمرار فتحه بعد أن دفع عشرات الملايين.
 
  • رجل أعمال واحد في صنعاء قال إن الحوثيين ألزموه على دفع 40 مليون ريال من أجل استمرار فروع محلاته في العاصمة صنعاء، خلال فترة "موسم العيد" وتجنب إغلاقها بسبب تفشي كورونا.
  • في الوقت ذاته، ألزمت جميع الصيدليات والمستشفيات الخاصة والمراكز الطبية في العاصمة صنعاء بتوفير المعقمات اللازمة لتعقيم شوارع صنعاء احترازاً من فيروس كورونا.
 
  • رغم تفشي الوباء، إلا أن جماعة الحوثي واصلت عقد أنشطتها الجماعية، وألزمت عقال الحارات ومن يسمون بمشرفي المديريات في صنعاء وضواحيها بعقد أمسيات رمضانية، وحشد أكبر عدد ممكن من المواطنين لحضور هذه الامسيات والاستماع لمحاضرات عبدالملك الحوثي والتي تبث مساء كل يوم عبر وسائل إعلام الجماعة، في إطار ما يسمى البرنامج الرمضاني.
 
  • يستمر الحوثيون في السماح للمساجد بالصلاة رغم التحذيرات المستمرة، من استمرار فتحها أمام الناس.
 
  • في عدة مناسبات دعا الحوثيون الناس للذهاب إلى جبهات القِتال بدلاً من الموت بوباء كورونا في المنازل. يعتقد الحوثيون إن تفشي الوباء سيمنع أنصارهم من دفع أبنائهم للقتال في صفوف الجماعة.
 
الخاتمة
يعتمد الحوثيون على نظام حوكمة أمنية يقوم على المشرفين وبذلك يتم خنق وصول المعلومات لوسائل الإعلام والمنظمات، والسيطرة في المهد على أي تفشي للأخبار في العاصمة، وهؤلاء بأوامر من قيادتهم العليا يفرضون الجبايات والضرائب ويحاصرون الناس في مساكنهم. وبدون ضغط محلي ودولي على الحوثيين فإن الوباء سيتفشى إلى القرى والبلدات الصغيرة حيث ينتقل الناس خلال العيد لزيارة أهلهم مع إعلان الجماعة أن التفشي محدود في مناطق ومنازل بعينها.
 
يجب على جميع سكان اليمن أخذ الإجراءات الاحترازية بشكل كامل، والتأكد من التباعد الاجتماعي، والكف عن الزيارات أثناء العيد، وتجنب العودة إلى القرى والعزل. تقول الأمم المتحدة إن 333 قرية وعزلة في اليمن بدون مستشفيات أو مراكز صحية ما يجعل وصول الوباء إليه إبادة جماعية.
 
على جماعة الحوثي وقف التعامل مع المصابين بالوباء كمجرمين، والتعامل مع أهاليهم كعائلة مجرمين، ومنعهم من الوصول إلى الطعام والغذاء أثناء محاصرتهم ووقف ابتزازهم وتهديدهم بالسجن أو القتل في حال أفشوا المعلومات لوسائل الإعلام.
 
على جماعة الحوثي المسلحة إعلان نتائج الفحوصات جميعها للسكان، فإصابة واحدة تعني وصولها إلى 1000 خلال أسابيع، وتوعية الناس بخطورة تفشي الوباء، والحد من نشر الإشاعات والمواد الإعلامية التي تستغل الوباء لتحشيد القِتال والتقليل من شأن تفشيه في البلاد.
 
على جماعة الحوثي المسلحة وقف الجبايات وعلى رجال الأعمال وقف إثراء قيادات الجماعة بالمال، واستخدام المال من أجل المساعدة في دعم النظام الصحي السيء بالفعل.
 
يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التأزر والعمل من أجل حماية ملايين السكان في مناطق سيطرة الحوثيين والعمل على علاج المصابين وتوفير مراكز صحية لهم.


تقرير صادر عن: مركز العاصمة الإعلامي
أعده/ عبدالباسط الشاجع



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير