في الوقت الذي تُغيّب مليشيا الحوثي الإرهابية عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان منذ الرابع من أبريل من العام 2015، فارضة عليه العزل التام عن العالم الخارجي، ورفض التعاطي مع ملف اختطافه، رغم المناشدات والمطالبات المستمرة للإفراج عنه، وحرمانه من أتراح وأفراح أسرته، لما يقرب من عقد من الزمن، توفد قياداتها وأعضاء ما يسمى المجلس السياسي، لمشاركة نجلا المختطف أفراح زفافهما.
 
حيث أثار مشاركة الشابين "حذيفة وشهاب" نجلا السياسي المختطف محمد قحطان، بعض قيادات المليشيات الحوثية أفراحهما في العاصمة المحتلة صنعاء، سخطًا واسعًا في أوساط اليمنيين، وبين رواد وسائل التواصل الاجتماعي من سياسيين وإعلاميون وصحفيون وناشطون؛ نتيجة متاجرة المليشيا بالقيم الإنسانية، ومحاولة غسيل إجرامهم، بوقاحة وصفاقة لم يسبق لها مثيل، حدّ تعبير كثيرون.
 
متاجرة بالقيم الإنسانية
 
يقول الصحفي علي الفقيه، "إنّ المليشيات الحوثية اختطفوا القيادي محمد قحطان، ويخفونه منذ 9 سنوات، ويجعلون عائلته تعيش جحيمًا متواصلًا، وجاؤوا لحضور عرس نجليه في صنعاء، ليقولوا للناس كم هم متسامحين مع خصومهم".
 
وأضاف "الفقيه" في تدوينه نشرها على منصة "اكس"، "يمكنكم أن تجدوا في هذه الصورة شرحًا وافيًا لمتاجرة الحوثيين بكل القيم النبيلة"، في إشارة إلى حضور قيادات حوثية عرس نجلا قحطان، واختتم متسائلًا، "هل رأيتم عمليات غسيل إجرام أقبح من هذه؟!"
 
من جانبه يقول الصحفي المحرر من سجون جماعة الحوثي هشام طرموم، في تدوينه على "اكس"، "كان من المفترض أن يكون السياسي محمد قحطان اليوم في مقدمة مستقبلي الضيوف الذين حضروا حفل زفاف نجليه حذيفة وشهاب، يصافح الجميع ويبتهج ابتهاجة أب بزفاف ولديه، لكن ميليشيا الحوثي تواصل اختطافه وإخفاءه".
 
بلا نفاق!
 
يصف الكاتب والمحلل والمحلل السياسي عارف أبو حاتم، ارسال عبدالملك الحوثي القيادي علي القحوم لحضور عرس أولاد السياسي المختطف محمد قحطان، بـ "وقاحة لا تتكرر".
 
وتابع "عارف أبو حاتم" تدوينته على منصة "اكس"، "أفرج عن والدهم ولو ساعة واحدة يشوف أولاده الأطفال كيف كبروا وصاروا عرسان"، في رسالة وجهها إلى المدعو عبدالملك الحوثي.
 
الصحفي عبدالرحمن أنيس، عبّر عن استغرابه من وقاحة المليشيات الحوثية، بالقول: "أوفدوا اليوم قيادي كبير وعضو في مجلسهم السياسي لحضور عرس نجلا القيادي الإصلاحي محمد قحطان في صنعاء وتقديم التهاني والتبريكات لهم"، مضيفًا "أمّا صفاقة الحوثة هذه كوم لحالها".
 
وأضاف "أنيس" في تدوينته، "يعني اختطفوا الأب وأخفوه منذ تسع سنوات، ورفضوا إدراجه ضمن صفقات التبادل، وحرموا عائلته من زيارته أو حتّى إجراء مكالمة قصيرة معه، وعيّشوا العائلة كلها في وضع نفسي سيء لما يقارب عقد من الزمان، وراحوا اليوم يقدموا التهاني والتبريكات بمناسبة عرس نجليه في صنعاء. خاتمًا التدوينة بالقول: "وقاحة ما بعدها وقاحة".
 
أنموذج السقوط
 
ولم يكن مجاهرة المليشيات الحوثية بالنفاق والإجرام، إلا عن سلوك اكتسبته خلال سنوات الحرب، وشنته على كل فئات الشعب اليمني، سياسيون ومواطنون، أكاديميون وموظفون حكوميين، ولم تستطع كبح جماح سوأتها، وسوء أفعالها.
 
يؤكد الصحفي عبدالله المنيفي، أنّه لن يجد العالم أوقح من هذه العصابة السلالية خلال الألفيتين"، واصفًا المليشيات الحوثية، أنّهم "كهنة عليهم جلود حمير لفرط صفاقتهم".
 
وقال "المنيفي" في تدوينه، "اختطفوا السياسي محمد قحطان ويخفونه للعام التاسع، لا يعلم عنه أهله شيئًا، ثم وبصفاقة يذهبون ليشاركوا أبناء قحطان زفافهم"، ويردف بالقول: "لقد أنتجت الحوثية الرسية العنصرية أكثر النماذج سقوطا ووضاعة".
 
الجدير بالذكر، أنّ الشابين "حذيفة وشهاب" نجلا السياسي المختطف محمد قحطان، احتفلا، أمس الأربعاء، بعرسهما في قاعة قصر العامرية بالعاصمة صنعاء، وكان باهتًا، امتزجت فيه التهنئات إلى تعبير عن الأسى الخفي لتغييب والدهما، وسط حضور من أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم وعدد آخر من السياسيين والشخصيات الاجتماعية ومحبي السياسي قحطان.