الأخبار
- أخبار محلية
نص خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك
العاصمة اونلاين - متابعة خاصة
الجمعة, 01 سبتمبر, 2017 - 04:25 مساءً
وجه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي خطاباً هاماً يهنئ من خلاله الشعب اليمني والامة العربية والاسلامية بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك.
واستعرض الرئيس جملة من القضايا على الصعيد المحلي على رأسها الانقلاب وتداعياته على الحياة العامة وأشاد بتضحيات الجيش الوطني في دحر الانقلاب واستعادة الدولة الشرعية .
وفيما يلي نص خطاب فخامة رئيس الجمهورية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول المحبة والسلام محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين.. وصدق الله العظيم القائل " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ".
أيها الشعب اليمني الصابر والصامد في الداخل والخارج..
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
يطيب لي في هذه الأيام المباركة الجليلة ان أتوجه لكم بالتهنئة الخالصة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على شعبنا وامتنا العربية والإسلامية باليُمن والخير والبركات، وأخص بالتهنئة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الذين ادوا مناسك الحج .. هذه العبادة العظيمة والركن الخامس من أركان الإسلام الذي نتعلم منه الصبر والمصابرة وبذل الجهد لنيل رضا الله وطلب العفو والمغفرة منه وحده.
وعيد الأضحى المبارك ليس مجرد مناسبة دينية عزيزة على نفوس وقلوب سائر المسلمين في شتى أصقاع المعمورة يتم الاحتفاء بها كواجب ديني فقط، بل هي مناسبة تتجلى فيها معاني التضحية والفداء امتثالا صادقاً وأميناً لإرادة المولى عز وجل.. كما أنها تقترن بأداء فريضة الحج، حيث يقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفة بذلك المشهد الإيماني المهيب في ابلغ تعبير عن وحدة الأمة الإسلامية وتجسيد حي لمعاني الالتزام بالتعاليم الإسلامية السامية، وتأكيد حقيقة المساواة فالجميع متساوون بغض النظر عن الاختلاف في الأجناس أو الألوان أو الأعراف أو اللغات أو البلدان.
وهي فرصة لنقف ونتأمل ملياً ونمعن الفكر في ذلك المشهد الروحاني لنستلهم منه معاني الوحدة والقوة والإرادة والعزيمة، وندرك جيدا سر تفوق حضارتنا الاسلامية التي سطع إشعاعها في كل أصقاع الأرض، حينما كانت أخلاق الاسلام ووسطيته هي السائدة، ولا مكان فيه للتفرقة المذهبية والطائفية والعنصرية بدوافع سياسية وتوسعية خبيثة مثلما يقوم به ملالي طهران الان وكل من على شاكلتهم من رموز التطرف والعنف والإرهاب .
وأجدها مناسبة سانحة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير الى اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحكومته الرشيدة على كل التسهيلات التي قدموها ويقدمونها لحجاج بيت الله الحرام، واخص بالذكر ما قدموه من تسهيلات للحجاج اليمنيين في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا اليمني.
الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
يحل هذا العيد للعام الثالث على وطننا الحبيب، ونحن بين أمل وآلم .. الألم لصعوبة الأوضاع والمعاناة التي يقاسيها شعبنا الصامد والصابر، وندركها جيدا ونعمل بكل السبل والوسائل لتخفيف حدتها.. والأمل الذي تعززه كل جبهات البطولة والفداء الصامدة في وجه مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ومشروعها الكهنوتي الطائفي الإرهابي الايراني، وما يقدمه جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية وشعبنا من تضحيات عظيمة من أجل استعادة الدولة ودحر الانقلاب، واقتراب تحقيق الحلم الذي نناضل من اجله منذ انقلاب هذه الفئة الضالة بقوة السلاح على السلطة الشرعية اواخر عام 2014م.
والحق دائما وابدا هو المنتصر، ونحن أصحاب حق ثابتون في الدفاع عن تطلعات وآمال شعبنا، والنصر اقرب الى جبهة الحق والشرعية، والهزيمة والعار مكتوبة على جبين من باعوا بلدهم وشعبهم من اجل مشروع ايران التوسعي في المنطقة.
ولقد اثبت شعبنا لهذه العصابة ومن يقف خلفها في طهران، ان موطن وأصل العروبة، لا يمكن ان يكون مستقراً للفرس أو لأي فكر دخيل على الاسلام الوسطي الذي تمثله اليمنيون طوال تاريخهم فيما عدا سنوات حكم الأئمة المستبدون.. وهاهو شعبنا الذي التف من حوله العرب في تحالف تاريخي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، يلقن الانقلابيين درسا قاسيا بان اليمن لا يمكن ابدا ان تكون بيد ايران او أدواتها، ويستحيل ان تسمح يوما باستهداف قبلة المسلمين او المساس بأرض الحرمين الشريفين من على ترابها الطاهر.
يا أبناء شعبنا الصابر والمرابط في كافة أرجاء الوطن من صعدة الى المهرة ،،
برغم كل ما تحملتموه ولا تزالون من معاناة متعددة الأوجه، منذ الانقلاب والحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي وصالح، وما قامت به من تدمير وتخريب ونهب وعبث بموارد ومؤسسات الدولة، ما اوجد وضعاً اقتصاديا وانسانيا صعباً للغاية وظروفاً معيشية قاسية وخدمات شبه منهارة، لكن لدينا ثقة كاملة بأننا شارفنا على تجاوز هذه المِحنة، وانهاء كابوس الانقلاب لننطلق سويا نحو تحقيق ما نريده جميعا في بناء اليمن الاتحادي الجديد وترسيخ قيم العدالة والمواطنة والمتساوية والتوزيع العادل للثروة والسلطة، وهو اكثر ما اثار جنون مليشيا الحوثي وصالح حينما انقلبت على مخرجات الحوار واسقطت الدولة، كي تبقى المركزية ومنافع القلة كما هي دون تغيير، وهذا ما سبق أن رفضه شعبنا حينما خرج في ثورة سلمية عارمة الى ساحات الحرية والتغيير في كافة محافظات الوطن، في عام 2011م، واستوعبت تطلعاته وآماله مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ودعوني أكون واضحا معكم، فالمعركة التي نخوضها اليوم معا لاستكمال انهاء الانقلاب، ليست من اجل شخص رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بل هي دفاع عن الثورة والجمهورية والدولة الاتحادية والأمن والاستقرار ، فالأشخاص زائلون، لكن الوطن هو الباقي.. ونحن جميعاً شركاء في هذا الوطن ، وفي الدفاع عنه ، والانتصار له والحفاظ عليه، ولا اعتقد ان اليمنيين الاحرار والشجعان سيقبلون ان يفرض عليهم مدّعو الحق الالهي سلطتهم الكهنوتية المتخلفة، أو يعود نظام عائلي بائد للحكم وقد ثار عليه الشعب اليمني ودفع ثمنا غاليا من اجل هذا التغيير الذي قاده الشباب في 2011م.
ان انقلاب مليشيا الحوثي وصالح، قبل ان يكون على رئيس الجمهورية والسلطة الشرعية هو انقلاب على جميع ابناء الشعب اليمني من اجل تحويل بلدهم الى اداة ايرانية وخنجر مسموم في خاصرة الخليج والمنطقة العربية، وانقلاب على نضال الحراك الجنوبي السلمي ، والثورة الشبابية السلمية، والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومسودة الدستور الاتحادي الجديد.
يا شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج ..
لقد أكدت مرارا من قبل ان هذه الحرب لم تكن يوما خيارنا، بل فرضها تحالف الخيانة والغدر بين الحوثيين وصالح، عندما انقلبوا على الدولة ورفضوا الاجماع الوطني الذي توافقت عليه كافة مكونات الشعب و المتمثل بمخرجات الحوار الوطني ، واسقطوا العاصمة واهانوا القوات المسلحة والأمن ودمروا النسيج والتعايش المجتمعي.
وامام هذا الواقع الذي تعرفونه جميعا، لم يكن لنا من خيار ومن خلفنا شعبنا الشجاع والحر، سوى الدفاع عن الدولة والثورة والجمهورية والإجماع الوطني وعن احلامهم في اليمن الجديد، عن كرامته وعزته وأرضه ، وخضنا معركة مصيرية وجودية لا مكان فيها للمساومة على دماء شعبنا وحريته وأحلام أجياله الحاضرة والقادمة، وهب لنجدتنا اخوة اشقاء كعهدنا بهم عندما طلبنا منهم العون، فكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رسالة تاريخية بالغة الدلالة وعظيمة التأثير، في ان أمجاد العرب التاريخية في الوحدة والتكامل تعود من جديد، وستشكل حائط صد لكل الأطماع والأوهام التوسعية على حساب طمس الهوية العربية واسلامها الوسطي المعتدل.
وفي خضم الانتصارات المتوالية التي يجترحها شعبنا وجيشه الوطني ومقاومته الشعبية، وهم على مشارف تحقيق النصر الكبير واستكمال إنهاء الانقلاب، فإننا لازلنا كما عهدتمونا نتوق إلى السلام انطلاقا من حرصنا على حقن الدماء ووقف هذه الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الانقلاب، ولكنه السلام الذي يقوم أساساً على التنفيذ الكامل لمرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا والمدعومة دوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الامن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع.
وأقول لتحالف الشر الانقلابي، ان مقامرتكم بدماء شعبنا قد وصلت مداها ولم تدخروا شيئا لتظهروا على حقيقتكم الانتقامية والتدميرية لهذا الوطن، وما خلافكم اليوم فيما بينكم على حقوق شعبنا وأمواله المنهوبة بأيديكم الآثمة والذي أوصل غطرستكم وعنجهيتكم على حرب بعضكم وسط شوارع عاصمتنا الحبيبة صنعاء، غير آبهين بحياة المواطنين الذين كبدتوهم مختلف صنوف المعاناة وتختمونها بالصراع المسلح والدموي في أوساطهم.
وهي نتيجة طبيعية لتحالف الشر بين عنصري طائفي وحاقد منتقم، لا يعني الوطن والشعب بالنسبة لهما اي شيء الا بقدر ما يجنون من ورائه من مصلحة ومكاسب شخصية وسياسية، ويتخذون من الدماء والمعاناة وسيلة للتكسب والمتاجرة والمراوغة البائسة في اللهث وراء تحقيق مكسب سياسي لمشروع مرفوض وغير مقبول .
كما أقول لأبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي وابائي وأمهاتي في العاصمة صنعاء، كونوا على ثقة أننا لن نترككم فريسة سهلة وضحايا لصراع تحالف الشر الانقلابي فيما بينهم، فنحن ماضون وبأسرع مما يتصورون لتحرير صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لرفع المعاناة والظلم والذل والمهانة التي يعيشها شعبنا تحت سيطرة هؤلاء العصابة الدموية.
يا أبناء شعبنا العظيم.... أيها اليمنيون الشرفاء في الداخل والخارج ..
احيي عاليا في هذه المناسبة العظيمة، باسمكم جميعا، أبناء جيشنا الوطني الشجعان جنود وصف وضباط وقادة، ومقاومتنا الشعبية الباسلة ورجالها الأوفياء، المرابطين في جبهات البطولة والدفاع عن الوطن والثورة والجمهورية، ويحتفون على طريقتهم بتحقيق الانتصارات المتوالية وتكبيد الهزائم الفادحة بمليشيات الانقلاب، ليثبتوا أنهم عند مستوى ثقة شعبنا ووطننا بهم، فلهم منا كل التحية والتقدير والعرفان, وعهدنا لهؤلاء الأبطال ولشهدائنا الأبرار وجرحانا الأخيار، ان لا نخون دمائكم وتضحياتكم ولن نفرط بها مهما كان الثمن، ولن نقدم اي تنازل يسيء أو يمس خيارات شعبنا وثوابته التي ضحينا جميعا من اجلها، وثقوا أننا لن ننسى أهلكم و ذويكم وستبقون عنواناً للتضحية والفداء.
كما لا يفوتني ان أترحم على تلك الدماء الزكية التي سقطت على تراب أرضنا واختلطت بدماء شعبنا من الشهداء الأبطال من الملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والسودان والبحرين وكل دول التحالف العربي الأصيل .
ثقوا إن الحق معنا والنصر لنا والهزيمة لهم وسيعلم الذي ظلموا اي منقلب ينقلبون .
اكرر التهاني بالعيد السعيد سائلا الله ان يعيده بالنصر والخير ، وكل عام والوطن وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية في خير وتقدم وازدهار .. كل عام وانتم بخير.. الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء والعافية للجرحى ، الحرية للأسرى والمعتقلين ، النصر للمرابطين. التحية والتهنئة لكل أبناء شعبنا اليمني الكريم ولكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.