الأخبار
- أخبار محلية
مختطف سابق يكشف معاناة المختطفين في سجون الحوثيين بـ"صنعاء"
العاصمة أونلاين - خاص
السبت, 01 سبتمبر, 2018 - 03:29 صباحاً
كشف صحفي يمني، عن معاناته في سجون الحوثيين بـ"صنعاء"، بعد اختطاف دام سبعة أشهر، وكذا معاناة المختطفين الأخرين الذين كانوا بجواره، حيث توفي البعض منهم، وبقى أخرون يتقلبون في سرير المعاناة ليل نهار.
ووصف الصحفي يحي السواري، السجن الذي يقبع فيه المختطفين بأنه عبارة عن "ممرّ ضيق في بدروم، ليس فيه تهوية، وفي هذا الممر 9 زنزانات انفرادية، أكبرها مترين في ثلاثة أمتار، وأصغرها متر في مترين، وفي نهايته زنزانة جماعية تتسع لـ 15 سجين؛ لكنهم كانوا فيها أكثر من 30".
وأضاف السواري في منشور له على صفحته في "الفيس بوك": "جميع الزنازين ليس فيها حمام, الحمام في الطرف الآخر من الممر, 3 حمامات أبوابها تقفل من الخارج، ليس من الداخل، ويسمح لك بالخروج للحمام 3 مرات في اليوم، وكل مرة لا تزيد عن 5 دقائق، وإلا أتاك السجان أو ما يسمى (المستلم) ليسحبك من الحمام بلا ثياب، ويعاقبك جسدياً ونفسياً، عقاب مهين ومؤلم".
وتساءل يحي السواري قائلا: هل تتذكرون الأفلام؟ مشاهد الاستعباد. حينما يسقط العبد المقيّد غير قادر على مواصلة العمل الشاق. فيأتي السجان بالسوط هل تذكرونها؟ ويقول: "إنّها كذلك بالضبط".
وتابع قائلا: كانت سبعة أشهر، بدأت في 1/10/2017م ولن تنتهي أبداً على الأقل في ذاكرتي, عشت كل ما كنت أظنه (خرط أفلام) أو قصص خيالية, انتزاع المعلومة من وسط قلبك، كما ينتزع المسمار الصدئ من الخشبة المهملة". مشيرا إلى حجم التعذيب الذي يتعرض له المختطفين في سجون الحوثيين، والتي تجعل الكثير منهم يعترف باتهامات غير صحيحة خوفا من العذاب.
وأردف قائلا: "لا يُسمح لك بالتحدث مع أي سجين في زنزانة أخرى، ومن عرفوا بأنه فتح شباك زنزانة أخرى أثناء موعد الحمام، أو تحدث مع زنزانة أخرى من تحت الباب بعد مغادرة المستلم، فعقابه عسير جداً؛ لكنّنا كنا نتحدث على كل حال".
واستطرد: "أكثر من مرة وجدت صرصورا في الطعام الذي يقدمونه لنا, في المرة الأولى تركت الأكل لمدة يومين، وفي المرة الثانية أخرجت الصرصور من الطعام وأكلت, كل يوم في الجناح لا بد أن يُصاب 3 سجناء على الأقل بتسمم غذائي، واسهال حاد؛ لسوء الطعام".
وأشار إلى أنه ومع هذه المعاناة "لا يوجد حمام، وإذا ناديت على المستلم يأتي ليعاقبك" موضحا أنهم اخترعوا شيء أسمه (كيس الاضطرار)، يخبئ المختطفين الأكياس البلاستيكية بعناية؛ ليقضوا فيها حاجتهم أثناء الاسهال". مضيفا: "أما ماء الشرب فمن حنفية الحمام، ولونه أصفر، وفي كل أسبوع يصاب 3 على الأقل من الجناح بمغص كلوي حاد".
وأضاف: "كنت أسمع صراخهم، وكأنه بداخل رأسي، وبعد مدة من الصراخ والألم يأتي السجان يفتح النافذة، ويقول (مال عار أمك؟) مريض يا مستلم مرييييض (مووووووووت يلعن والديك) ويقفل النافذة بعنف، وفي بعض الأحيان يعود بعد مدة، ومعه إبرة مهدّأة". حسب تعبيره.
وتابع يحي السواري سرد معاناته في سجون الحوثي قائلا: "سمعت هناك شخص يموت بعد صراع لمدة 10 أيام مع المرض، أظنه كان انسداد في الأمعاء؛ لأنه كان يطرش دائماً، ولا يستطيع أكل أي شيء، ولا يستطيع التبرز، وفي اليوم العاشر بعد معاناة ومطالبة بعلاج طرش، أسعفوه لينتشر الخبر في اليوم الثاني بأنه مات".
وأرجع السواري، سبب نشره لهذا المقال، إلى تزامنه مع التقرير الأممي الذي أصدره خبراء الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي. مؤكدا أنه كان ينوي قول شهادته هذه بكل تفاصيلها في الجلسة المنعقدة في جنيف، خلال جلسة المفاوضات بين الحكومة والحوثيين في التاسع من الشهر الجاري، لولا أنه لم يتمكن الحصول على مقعد للمشاركة.
يُشار إلى أن أكثر من 15 الف مختطف يمني، لا يزالون في سجون الحوثيين بصنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، منهم 12 صحفيا.
وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية قد كشفت عن وفاة العشرات من المختطفين اليمنيين في سجون الحوثيين، منذ انقلابهم على الدولة في سبتمبر 2014م.